في لحظة اختلط فيها الدخان بالبكاء، والذهول بصوت صفارات الإطفاء، دوى خبر وفاة الطفلتين "تقى" ذات الأربع سنوات، وشقيقتها "دنيا" التي لم تكمل عامها الثاني، ليحفر حزنًا عميقًا في قلوب سكان منطقة منشية أباظة بمدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، ويترك خلفه مأساة تهز الضمائر.
يوم عادي تحول إلى كارثة، حين استيقظ الجيران على صراخ يتعالى من منزل لم يكن أحد يدرك أن النيران اشتعلت في لحظة خاطفة، وأن الطفلتين كانتا في الداخل بمفردهما محاصرتين وسط الدخان والنيران، دون أن تجد إحداهما يدًا تنتشلها من ألسنة اللهب بعدما خرج والداها لقضاء بعض الاحتياجات اللازمة.
بلاغ ورد إلى قسم شرطة أول الزقازيق، لتسارع قوات الحماية المدنية إلى الموقع، وصلت سيارات الإطفاء وتمكنوا من السيطرة على الحريق قبل امتداده إلى المنازل المجاورة. لكن الوقت لم يكن في صالح الطفلتين الصغيرتين.
"تقى ودنيا" كانتا قد لفظتا أنفاسهما الأخيرة، بعد أن تسلل الدخان إلى رئتيهما، ولفح الحريق جسديهما البريئين، في لحظات مأساوية يصعب تخيلها لتبكيان أهالى المنطقة بأكملها.
تم نقل الجثمانين إلى مشرحة مستشفى الأحرار التعليمي، وبدأت النيابة العامة تحقيقاتها، بينما رجحت المعاينة المبدئية أن ماسًا كهربائيًا هو السبب وراء اشتعال الحريق.