ads

"حفرة الموت".. رحلة بحث عن الثراء تنتهي بمأساة في وادي النطرون

التنقيب علي الاثار
التنقيب علي الاثار

وسط صمت الليل الذي لا يقطعه سوى صوت المعاول، كان "الشحات" و"سامح" يحلمان بلحظة قد تغيّر حياتهما. لم يكن في بالهما أن تلك الحفرة الضيقة التي حفراها بأيديهما، ستتحوّل إلى قبر يطوي آخر أنفاسهما.

داخل مزرعة نائية بوادي النطرون، انطلق الرجلان في مغامرة محفوفة بالمخاطر، مدفوعين بحلم الثراء السريع، كما يفعل كثيرون ممن أغرتهم حكايات الكنوز المدفونة وآثار العصور الغابرة. لكن التربة لم ترحم جسديهما، فانهارت عليهما فجأة وهما في عمق 8 أمتار، داخل حفرة لا تتجاوز مساحتها مترين في مترين، تاركة خلفها صدمة وألماً لأسر تنتظر عودتهما.

الشحات، 41 عامًا، من مركز كفر الدوار، كان يعول أسرة مكونة من زوجة وأربعة أطفال. خرج من بيته صباحًا وهو يعدّهم بحياة أفضل، لم يدرِ أنه لن يعود أبدًا. أما سامح، 49 عامًا، من مدينة 6 أكتوبر، فكان الأب الحنون الذي أحبّه جيرانه لدماثة خلقه، لكنه قرر أن يخوض المغامرة الأخيرة دون أن يخبر أحدًا.

حين تلقى الأهالي الخبر، سارعوا بإبلاغ مركز شرطة وادي النطرون، وانتقلت قوات الحماية المدنية إلى المكان، لتنتشل الجثتين في حالة تعفن، بعد ساعات من الحفر الدقيق وسط الرمال.

ألقت أجهزة الأمن القبض على صاحب المزرعة، مصطفى (65 عامًا)، كما تم ضبط الأدوات المستخدمة في الحفر. فيما أودعت الجثتان بثلاجة حفظ الموتى بمستشفى وادي النطرون، وبدأت النيابة العامة تحقيقاتها لكشف ملابسات الواقعة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً