في منتصف الليل، سكنت الأصوات في شقة صغيرة بمنطقة مساكن الموقف الجديد بدمنهور، لكن صمتها كان يخفي صرخة مكتومة، صرخة لم يسمعها أحد.
على الأرض، كانت "سماح م."، ربة منزل في أوائل الأربعينيات، مستلقية بلا حراك، عيناها نصف مفتوحتين وكأنها تحاول أن تقول شيئًا، لكن الوقت كان قد فات.
الزوج الذي أحبته يومًا، لم يترك لها فرصة لوداع الدنيا، إذ أطبق بيديه على عنقها حتى انطفأت أنفاسها الأخيرة.
الجار الذي طرق الباب لم يكن يتوقع أن يفتح على مشهد مأساوي، لحظات مرت كالدهر، قبل أن يصل بلاغ عاجل لمديرية أمن البحيرة، اللواء محمد عمارة، مساعد وزير الداخلية، ومدير أمن البحيرة، أصدر تعليماته بسرعة التحرك، فانتقل العميد مصطفى السعدني مأمور مركز دمنهور، وضباط المباحث إلى مسرح الجريمة، حيث الجثمان مسجى على الأرض، والذهول مرسوم على وجوه الحاضرين.
التحقيقات تحت إشراف المستشار محمد الحسيني المحامي العام لنيابات وسط دمنهور، كشفت أن الضحية كانت مقيمة في البحيرة منذ زواجها، قادمة من محافظة الفيوم، وأن الخلافات بين الزوجين ربما كانت شرارة النهاية.
النيابة قررت عرض الجثمان على الطب الشرعي لبيان السبب الدقيق للوفاة، والتصريح بالدفن بعد ذلك، مع تكليف المباحث بسرعة ضبط المتهم.
اللواء أحمد السكران، مدير إدارة البحث الجنائي، شكّل فريقًا يقوده العميد أحمد سمير، والرائد عطية الهلالي، لمطاردة القاتل وكشف تفاصيل الجريمة التي هزّت الشارع الدمنهوري.
اليوم، يقف الجيران أمام باب الشقة يتحدثون بصوت خافت، يتذكرون "سماح" بابتسامتها الهادئة، ويتساءلون: كيف تحولت يد الحنان إلى أداة قتل؟ وكيف تُطوى صفحة حياة كاملة في لحظة غضب؟
د