دموع وأحزان لا تجف، وفراق مستمر مع جرح وآلام شديدة اعتاد عليها أهالي محافظة الأقصر، بسبب طريق الموت المتواجد ما بين كوبري محطة المطاعنة شرق وكوبري قرية الدير، الذي يخطف منهم أبنائهم فى زهرة شبابهم فجأة وتسببه فى حدوث إعاقات لبعضهم نتيجة الحوادث المتكررة.
احد الحوادث
ويقول أحمد محمد، أحد أهالي قرية الحميدات شرق التابعة لمركز ومدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، لـ 'أهل مصر': 'اعتادت قريتنا الصغيرة الحميدات شرق على الأحزان بصفة دورية فما يمر أسبوع إلا وكانت هناك حالة وفاة، وليت الأمر يقتصر علي حالات الوفاة العادية، ولكن حالاتنا محزنة للغاية، فنحن هنا ضحايا طريق، فكم من عائلة فقدت عائلها 'أبا أو اخا أو إبنا، وكم من أقدام تم بترها، وكم من عيون تم أتلافها، وكم من سنوات رحلت لشباب بعمر الزهور، كم مرات فتحت عيوننا وأغلقت علي حالات الوفيات من الحادث المروري، لا نستطيع عدد احزاننا من كثرتها، فكل شهر تقريبا تبدأ الصورة السوداء، ويزداد السواد حينما نجد حادث مأسوي على طريق الموتى ببلدتنا فنرى مشاهد مؤلمة للدماء التي تروي الطريق'.
وأضاف محمود حسنين أحد الأهالي، أن أغلبية ما تم افتقادهم على هذا الطريق لا يتعدى عمرهم الـ 25 عاما، وجميعهم حوادث متنوعة ما بين اصطدام تريلا بدراجة نارية، وما بين إنقلاب سيارة وهكذا، فما يمر علينا وقت كبير إلا وأننا نودع فيه ابنائنا أو أبناء القرى المجاورة إلينا وهم فى زهرة شبابهم مما جعلنا نطلق على نفسنا بمدينة الاحزان الحقيقية.
وأكد صالح محمود من قرية الدير، أنهم افتقدوا ثلاث شباب فى ليلة واحدة خلال عودتهم من كتب كتاب بقرية الحميدات على طريق الموتى، لافتا إلى أن هذا الطريق يشهد بشكل دائم فى نفس ذات المنطقة حوادث متكررة وبشعة بعض المتوفين بها لا يتم التعرف عليهم إلا بعد وقت من كثرة الإصابات التي تعرض عليها، مما يجعل المارة يتألمون باستمرار من المناظر المفجعة للموت.
وأشار الأهالي إلى، أن عيد الأضحى شهد واقعة مأساوية لم نشعر فيه بالسعادة بل كانت بيوتنا جميعا مليئة بالسواد والحزن على وفاة 3 شباب على طريق الموتى أحدهم يبلغ من العمر 19 عاما وثانيهما 20 عاما وثالثهما سائق من قرية مجاورة 22 عاما، كما كان الحال نفسه قبل وقوع هذا الحادث بشهر فى فقدان طالب ثانوي على نفس الطريق، بخلاف الإصابات الكثيرة والتي بعضهم حدثت له عاهة مستديمة بجسده حتى يومنا هذا، لافتين إلى أن طريق الموتى تواصل فى حصدها أروح المواطنين منذ عشرات السنين وتتسبب فى فقدان عزيز داخل كل منزل باستمرار.
وأعرب الأهالي عن غضبهم الشديد من إهمال المسئولين لهم واللعب بهم دون النظر إلى الأرواح التي تزهق فى هذه المنطقة طريق الموتى، بقولهم: 'أنقذوا أرواحنا وأرواح عيالنا قبل الكارثة الجديدة عيالنا بيمشوا على ارباستمرار وتخطف منهم ابنائهم وأقاربهم وهم فى ريعان شبابهم، مطالبين وزير النقل المسئولين بسرعة التدخل وإنقاذ حياتهم وحياة أبنائهم من طريق الموتى الذي جعل الخوف والقلق يسيطر على قلوبهم، خوفا من فقدان مقربين جدد.