الدروس الخصوصية، ذلك الهاجس الذي أصبح يطارد أولياء أمور الطلاب بكافة المراحل التعليمية معظم شهور السنة، فما هي إلا مدة الشهرين تقريبًا بعد انتهاء الدراسة حتى يتفاجأ أولياء الأمور بإعلان المدرسين فتح باب الحجز للعام الجديد.
حجز مسبق، وملازم، ومذكرات، وأسعار دروس تزداد من العام للآخر، دوَّامة يتخبط بها أولياء الأمور معظم العام، وكأنهم في سباقٍ يخشون أن يفوت أبناءهم فلا يجدون مكانًا لهم بين زملائهم الذي يبادرون على حجز الدروس فور الإعلان عن فتح بابها.
قالت سعيدة، وليَّة أمر طالب بالمرحلة الابتدائية بإحدى قرى مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، إن نجلها بدأ دروس في بداية شهر أغسطس الجاري، وهناك من بدأ في منتصف شهر يوليو، ولكنهم لم يتقاضوا مقابل نصف شهر يوليو باعتباره مراجعة. وتضيف بالقول: سعر الدرس للمادة الواحدة 70 جنيه، وهو نفس سعر العام الماضي.
وتكمل: يحصل الطلاب على راحة أيام قليلة خلال إجازة منتصف العام، ثم يستأنف المعلمون الدروس مرة آخرى للفصل الدراسي الثاني، فلا يرتاح بذلك الطلاب وأولياء الأمور سوى 10 أيام تقريبًا، والطالب لم يكن ليحتاج الحصول على دروس خصوصية إذا شرح له المدرس بشكل كافٍ بالمدرسة.
وقالت وليَّة أمر طالبة بالصف الأول الثانوي التجاري إن نجلتها بدأت دروس مطلع الشهر الجاري، وأنه من المفترض أن تبدأ الدروس في شهر سبتمبر على الأقل تخفيفًا على أولياء الأمور. وتابعت: أسعار الدروس تزداد كل عام عن العام الذي يسبقه، وهذا يمثل عبئًا على أولياء الأمور، حيث تنتهي الامتحانات في شهر مايو أو يوليو، ثم تبدأ دروس العام الجديد في شهر أغسطس أو في منتصف يوليو.
وقالت سماح الطوخي، معلمة، إن الدروس بدأت في مطلع شهر أغسطس الجاري، وأن هناك حجز لبعض المدرسين يبدأ في شهر يوليو، ويكون الحجز بمقابل مادي. وأشارت إلى أن هناك العديد من المناهج التي حدث بها تغيير ولم تنزل الملخصات الحديثة للمكتبات بعد، ورغم ذلك بدأ العديد من المدرسين الدروس لمراجعة المناهج القديمة مثل النحو، والقواعد في اللغة الإنجليزية.
وتكمل: أسعار الدروس تزداد كل عام، وهناك مدرسين أصبحت الدروس بالنسبة لهم تجارة، حيث يجبرون الطلاب على شراء ملازم بالإضافة إلى الكتب الخارجية دون اكتراث لحال أولياء الأمور، وأنا كمعملة أرفض إعطاء دروس خصوصية للطلاب؛ لأنني أشرح بضمير في المدرسة ما يجعل الطالب يستغني على الدرس الخصوصي بمادتي.
وتتابع: الدروس الخصوصية أصبحت موضة، والطالب أصبح يحصل على درسين في المادة الواحدة، وولي الأمر هو السبب في ذلك؛ لأنه من يسمح لابنه بذلك، فلقد كنا نعتمد على المدرسة ونحن طلاب، وكان الطالب الذي يحصل على درس خصوصي يخفي ذلك؛ لأنه كان دليلًا على أن مستواه ضعيف في الدراسة.
وأشارت عبير، وليَّة أمر طالب بالمرحلة الثانوية، وآخر بالابتدائية إلي أن الدروس الخصوصية بدأت في أول شهر أغسطس، وهناك مدرسين بدأوا تأسيس ومراجعة في شهر يوليو. وأوضحت أن أسعار الدروس هذا العام ارتفع عن العام الماضي.
وتكمل: أسعار الدروس للمرحلة الابتدائية تتراوح ما بين 100 و120 جنيه للمادة الواحدة، و160 للمادتين معًا، والمرحلة الثانوية من 160 ل200 جنيه للمادة الواحدة.
وأردفت: هناك حجز مسبق للدروس في شهر يوليو، وهناك مدرسين يشترطون قبل حضور الحصة الأولى الحجز بمبلغ مقدم، ودفع سعر الملزمة، ويبلغ عدد الطلاب في المجموعة 105 طالب، وهي أعداد كبيرة، وأرى أن المناهج طويلة وتتطلب أن يبدأ المدرسين الدروس في شهر أغسطس حتى يتمكنوا من إنهاء المناهج.