طالب مفعم بالحيوية، كغيره ممن هم في نفس مرحلته العمرية، كان يركض وسط أقرانه ولقدرٍ لا سلطة له فيه، تعرض لحادث تبعاته كانت أسوء مما يتوقع، فبخلاف الإصابة، خطأ طبي أقعده طريح الفراش، وطٌرد الأب من عمله، قصة تحمل تفاصيل كثيرة مؤلمة رغم قصر مدتها.
سيف الدين السيد إبراهيم، طالب من محافظة الإسكندرية، تعرض يوم 11 أغسطس 2025 لحادث ما استوجب دخوله غرفة العمليات بشكل عاجل، وبالفعل خضع لجراحة بمستشفى الأميري الجامعي، ولكن، بحسب الأب، هناك خطأ طبي من الطبيب المعالج وقع تزامنًا معها ما تسبب في إصابته بكسر في عظمة الحوض.
الكسر الذي كان من تبعات العملية التي أجريت لـ سيف استوجب احتجازه بالمستشفى أربعة أيام، أي من 11 إلى 14 أغسطس الماضي أملاً في علاجه، ولكن نظرًا لقلة الإمكانيات المتاحة بالمستشفى الأميري، تم تحويل سيف إلى مستشفى الحضرة الجامعي ولكن هناك رٌفض استقباله وأحيل بعدها إلى مستشفى الطلبة بمنطقة سبورتنج حيث خضع لأشعة واحتجز بها لمدة أسبوع.
وبعد انقضاء الأسبوع خرج الطالب سيف من المستشفى متجهًا إلى التأمين الصحي بمنطقة ستانلي لتحديد المستشفيات التي ستجري فيها العمليات الجراحية المطلوبة، ثم أحيل إلى مستشفى العجمي العام، ومنها إلى مستشفى سموحة العام للأطفال، ولكن تم رفض استقباله أيضًا، ثم انتهت رحلة البحث عن مستشفى للعلاج إلى مستشفى سبورتنج مرة أخرى.
سيارة إسعاف في كل خطوة
يقول السيد إبراهيم أن كل خطوة يخطوها من مستشفى لأخرى منذ اليوم الأول وحتى الآن تتطلب وجود سيارة إسعاف نظرًا لعدم قدرة نجله سيف على الحركة، ولكنه إلى الآن لم يجد له مكانًا بين أسرة المرضى في أي مستشفى حتى تلك التي يمتلك الحق في العلاج بها بموجب التأمين الصحي.
ويضيف الأب: 'ابني طالب وله تأمينات، هو حاليًا داخل في الشهر الثاني ما بين تحويلات وحجوزات وإشاعات بدون أي نتيجة لعمل العملية الباقية أو رد من أي حد على حالة إبني التي تسوء كل يوم عن اليوم اللي قبله، وكل ما اروح مستشفى يتم رفضه أو الحجز ثم خروجه وتحويله لمكان آخر'.
شكوى إلى وزير الصحة
لم يجد الأب بدًا من أن يبعث بشكواه التي تحمل كافة التفاصيل والفحوصات التي تثبت حالة ابنه الكسير إلى الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة، مفادها: 'أرجو من سيادتكم النظر إلى إبني بعين الرحمة والاهتمام بابني الذي تسوء حالته كل يوم غير الوجع الذي يتعرض له وملازمه طول اليوم بدون توقف'.
طُرد من العمل
مأساة تلو الأخرى تتعرض لها الأسرة، بعد الحادث الذي أعقبه خطأ طبي أدى لكسر في عظمة الحوض ومن ثم عجز سيف عن الحركة ورفض المستشفيات استقباله، تم فصل الأب عن العمل دون منحه أية مستحقات عن فترة عمله الماضية والتي بلغت نحو 10 سنوات جراء الغياب والأذونات التي حصل عليها ليتمكن من مرافقة ابنه في رحلة البحث عن علاج بأحد المستشفيات أملاً في أن يعود مرة أخرى يسير على قدميه.
يناشد السيد إبراهيم محمد مسئولي الدولة بالنظر إلى حالته باعتباره أب مقعد عن العمل لا يملك نفقة علاج نجله في أي من المستشفيات الخاصة، ولابنه قعيد الفراش، بعين الرحمة ومساعدتهما لكي يتمكن سيف من الخضوع العملية والوقوف مرة أخرى على قدميه واستكمال مشوار حياته ومستقبله المهدد بالانهيار منذ الحادث بسبب عدم حركته.