قبل أن يمر عام على زواجهما، بدأت الخلافات تتسلل ببطء كالسحاب الرمادي، حيث تحولت تلك العلاقة التي كانت مليئة بالحب، وجمعت بين زوج من محافظة سوهاج، وزوجة من المنيا إلى نزاع دائم، اختلافات في الآراء، ومشاجرات لا تنتهي، أدت إلى تفجر أزمات متكررة بين الزوجين، ولم تفلح محاولات الأهل والأصدقاء في تهدئة النفوس المتوترة.
وفي تلك الأثناء، كانت الزوجة أ ب، 26 عاما، وتقطن بقرية بنهو التابعة لمركز طهطا، بدأت تشعر بالحمل الذي يزداد شهرًا بعد شهر، وتعيش في دوامة من الخوف والقلق، فبدلًا من السعادة التي كانت تتخيلها مع طفلهما المنتظر، وجدت نفسها تتخبط في مشاعر الألم والمعاناة.
وفي يومٍ حزين، نشبت مشاجرة جديدة بينهما، كانت هذه المرة الأكثر قسوة، لم يكن الخلاف كبيرًا، ولكن الغضب اشتعل في قلب الزوج كما لو كان قنبلة موقوتة، فقد نشبت مشادة بينهما بسبب هاتف محمول، كانت الزوجة تحاول استخدامه، ورفض الزوج ذلك، وفي لحظةٍ لا يستطيع أحد أن يفسرها، فقد الزوج السيطرة على نفسه تماما، وتطور الشجار إلى عنف غير مبرر، ليقوم الزوج بضرب زوجته بشكل مروع.
استخدم الماسورة البلاستيكية في ضربها، طاردًا إياها في أرجاء المنزل، لتسقط على الأرض بعد أن تساقطت الضربات المتتالية على جسدها، لتمر الضربة القاضية على رأسها، وهي في شهرها التاسع من الحمل، كانت هذه الضربة كفيلة بأن تأخذ حياتها في لحظة واحدة.
بعد أن أفاق الزوج من غضبه المتهور، وجد نفسه أمام كارثة لم يكن ليتصورها أبدًا، كانت زوجته ترقد على الأرض، بلا حراك، هرع بها إلى مستشفى طهطا العام، في محاولة يائسة لإنقاذ حياتها، لكن لم يكن هناك شيء يمكن أن يعيدها، فارقت الحياة بين يديه.
حين تم الكشف على الجثة، اكتشف الطبيب الشرعي الدكتور أحمد سديرة، مفتش الصحة، علامات الضرب الواضحة على الجسد، مما أكد بما لا يدع مجالًا للشك أن هناك شبهة جنائية وراء تلك الوفاة.
على الفور، بدأ رجال الأمن في البحث عن الزوج الهارب، بعد أن نقل زوجته إلى المستشفى لاذ بالفرار، وتم تشكيل فريق تحقيق أشرف عليه كل من اللواء دكتور حسن عبدالعزيز، واللواء محمود طه، مدير مباحث سوهاج، والعميد نور عمر، رئيس مباحث المديرية، والعميد محمد سيف أبو سالم، رئيس فرع بحث الشمال.
وتمكن فريق البحث بقيادة المقدم أحمد العمدة ومعاونوه كل من الرائد محمد دياب والنقباء علاء عمران وجمعة فؤاد، الذين بذلوا جهدًا كبيرًا للوصول إلى الجاني، وبعد ساعات من البحث، تم القبض على الزوج ن. س، في العقد الثالث من عمره، واعترف في التحقيقات بأنه نشبت مشاجرة بينهما في محاولة لمنعها من استخدام الهاتف المحمول، وفي لحظة من الغضب العارم، هجم عليها ضربًا باستخدام ماسورة مياة بلاستيكية، لينهي حياتها بعد أن لامست رأسها ضربة قاتلة، وقام بنقلها للنستشفى ولاذ بالفرار.
وجرى تمثيل الجريمة أمام جهات التحقيق المختصة وسط حراسة مشددة، فيما تقرر حبس الزوج المتهم لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
