معاناة آلاف الأسر.. أزمة أسعار أراضي الأوقاف تربك فلاحي بني سويف

تشهد عدد من قرى محافظة بني سويف، وعلى رأسها قرية الحمام بمركز ناصر، حالة من الغضب والارتباك بعد الارتفاع المفاجئ في قيمة إيجارات الأراضي الزراعية التابعة لوزارة الأوقاف، في قفزة وُصفت بالأعنف منذ سنوات، بعدما ارتفع الإيجار من 15 ألف جنيه للفدان إلى 45 ألفًا دفعة واحدة، أي ثلاثة أضعاف القيمة السابقة، على حد قولهم.

أراضي للفقراء أصبحت عبئًا يطحنهم

عدد من الفلاحين

يؤكد الأهالي أن هذه الأراضي وُزِّعت عليهم في الأساس باعتبارهم من محدودي الدخل، بهدف تمكينهم من توفير قوت يومهم، إلا أنهم فوجئوا، على حد وصفهم، بقرارات تضرب في عمق استقرارهم المعيشي، وتحوّل مصدر دخلهم الوحيد إلى عبء يهددهم بالفقر وربما الملاحقات القانونية في حالة العجز عن السداد.

فلاحون: "الأرض إصلاح زراعي.. وجزايتها ضعيفة"

عدد من الفلاحين

يقول الفلاحون إن الأراضي التي يزرعونها ليست من النوع شديد الخصوبة، بل إنها أراضي إصلاح زراعي تحتاج إلى مجهود كبير وإلى تكاليف مضاعفة في التسميد والري، ورغم ذلك تُطالَب هذه الفئات البسيطة الآن بسداد مبالغ وصفوها بـ'التعجيزية'، لا تتناسب مع إنتاجية الأرض ولا مع ظروف السوق.

وأحد الفلاحين المتضررين من إرتفاع ايجار أراضى الأوقاف ببنى سويف، قال بصوت يختلط بالغضب والخوف: 'الأرض دي اتدهت لنا إحسان.. عشان نعيش منها.. مش عشان نتحبس بسببها!'

ذعر بين الأهالي… واستغاثات تتعالى

عدد من الفلاحين

وحسب تصريحات عدد من الأهالي، فإن الزيادة المفاجئة دفعتهم إلى الدخول في حالة من الذعر، بعدما بدأوا يحسبون تكلفة الزراعة مقارنة بقيمة الإيجار الجديدة، ليكتشفوا أنهم قد يخرجون من الموسم الزراعي خاسرين، أو مضطرين لترك الأرض التي يعيشون عليها منذ عشرات السنين.

وهذا الوضع دفع الأهالي إلى توجيه استغاثة عاجلة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، مطالبين بإعادة النظر في هذه الزيادات التي وصفوها بأنها 'غير واقعية' ولا تراعي ظروف الفلاحين ولا إمكاناتهم.

مصدر رزق يتحول إلى تهديد

ويشدد فلاحو بني سويف على أن هذه الأراضي تمثل مصدر رزقهم الوحيد، وأن تحميلهم إيجارات تفوق طاقتهم بالكامل قد يدفع الكثيرين منهم إلى التخلي عن الأرض أو مواجهة إجراءات قانونية قاسية.

مطلب واضح… وحل عاجل

ويطالب الأهالي بتدخل الدولة لإعادة تقييم الوضع، وتخفيض أعباء الإيجارات إلى مستوى عادل ومنطقي، يحفظ حقوق الدولة دون أن يطحن الفلاح البسيط تحت ضغوط لا يملك القدرة على تحملها.