ads
ads

جواب من الماضي يفتح باب اللقاء بين صديقين بعد 41 عامًا

جواب من الماضي يفتح باب اللقاء بين صديقين بعد 41 عامًا

الجواب
الجواب
كتب : عمرو علي

بعد فراق دام أكثر من واحد وأربعين عامًا، أعاد القدر رسم تفاصيل حكاية إنسانية نادرة بطلاها صديقان فرّقتهما الحياة وجمعت بينهما الصدفة من جديد. ففي واقعة مؤثرة، تمكن مواطن سعودي من الوصول إلى صديقه المصري الذي لم يلتقِ به منذ أيام الدراسة الثانوية، بعدما تفرقت بهما السبل وعاش كلٌّ منهما حياته بعيدًا عن الآخر.

وبينما كان الرجل السعودي يستعيد ذكرياته القديمة، وجد بين مقتنياته رسائل كان صديقه المصري قد أرسلها إليه قبل عقود، عقب عودته إلى مصر. هذه الرسائل كانت الشرارة الأولى التي أعادت إشعال رغبة البحث، فبدأ يتتبع العنوان القديم المدون على أحد الخطابات، مستعينًا بالإنترنت ووسائل التواصل للوصول إلى أي خيط يقوده إلى صاحبه.

كانت رحلة البحث التي خاضها المواطن السعودي مليئة بالتساؤلات والحنين والخطوات المترددة، لكنها لم تخلُ من الأمل. فبعد أن نجح في الوصول إلى أحد أبناء المدينة بمحافظة الدقهلية التي عاش فيها صديقه المصري، بدأت مرحلة أكثر دقة من محاولة الربط بين الاسم القديم وصاحبه الحقيقي، خصوصًا بعد مرور أكثر من أربعة عقود تغيّر خلالها كل شيء تقريبًا: الملامح، المهن، أماكن السكن وحتى الناس.

ومع استمرار المحاولات والسؤال هنا وهناك، جاءت اللحظة الفارقة حين تأكد أن الشخص الذي يبحث عنه هو بالفعل صديقه القديم، الذي أصبح اليوم طبيبًا مرموقًا في تخصص أمراض الكلى، وواحدًا من الأسماء المعروفة في مجاله. وما إن وصل إليه خبر أن صديقًا سعوديًا من أيام الثانوية يبحث عنه، حتى انتابته حالة من الدهشة الممزوجة بالحنين، وكأنه يستمع لشيء يعود من زمن آخر.

وقف الطبيب للحظات عاجزًا عن استيعاب المفاجأة، غير مصدّق أن أحدًا ما يزال يتذكر تلك السنوات البعيدة، فما بالك بصديق ارتبط معه بذكريات دراسة ومرحلة عمرية لا تُنسى. تساءل بينه وبين نفسه عن كيف أمكن لشخص أن يحتفظ بكل هذه التفاصيل لعقود، وكيف قادته الصدفة ليعود اسمه للظهور في حياة شخص يعيش في بلد آخر.

وبينما كانت علامات الذهول ترتسم على وجهه، جاءه رقم غريب على هاتفه. تردد للحظة، ثم قرر الإجابة. وما إن سمع الصوت من الطرف الآخر، حتى هزته مشاعر مختلطة بين الفرحة والحنين والمفاجأة. كان صوت صديقه القديم كما تركه تقريبًا، يحمل نفس النبرة، نفس الهدوء، ونفس طاقة الود التي لم يغيرها الزمن.

دار بينهما حديث طويل تجاوز عتبات المجاملة، وانطلق مباشرة إلى استعادة تفاصيل الماضي، أسماء الزملاء، مواقف الدراسة، أيام السكن، والذكريات التي ظن كلاهما أنها اندثرت مع مرور السنوات. ومع كل دقيقة تمر، كان الزمن يتراجع خطوة بعد أخرى، حتى بدا وكأن الفراق الذي امتد 41 عامًا لم يكن سوى غفوة قصيرة في عمر صداقة حقيقية استطاعت أن تقف في وجه المسافات والسنين.

الجواب الجواب

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر.. مشاهدة مباراة منتخب مصر الثاني ضد الكويت (0-0) في كأس العرب (لحظة بلحظة) | فرصة خطيرة ضائعة من النني