تنادى عليه وهى تحتضن صورته و تبكى ، تطبطب على ملابسها و كأنها تحتضنه، ، لم تصدق بأنها فقدت فلذة قلبها ، تنادى :' يا يوسف ، عاوزه حق ابنى ، ابنى مات غرقان ، ابنى كان بطل القاهرة ، ابنى كان بطل جمهورية وبطل كأس مصر ' هكذا بدأت تروى الام المكلومة والدة يوسف عبد الملك بطل السباحة الذى لقى مصرعه اثناء بطولة الجمهورية للسباحة تحت ١٢ سنة ، مآساة عاشتها خلال فقدها نجلها منذ أول أمس.
حاضنه صورته و ميدالياته..
قالت الام ، انه ليس السباق الاول لابنى ، بل خاض أكثر من ٢٠٠ سباقا ، و قدمت الشهادات الطبية الخاصة بنجلي للاتحاد المصرى كاملة ، و بناءا عليه تم استخراج كارنية باسم يوسف عبد الملك ، و بعدها شارك فى بطولة الجمهورية للسباحة .
وأضافت الأم ، كان من ضمن البنود الخاصة بلوائح الاتحاد المصرى للسباحة توافر ٢٠ حكما، ومنقذين ، بخلاف رؤساء التحكيم ، و علقت الام و هى تبكى ' كلهم ما شافوش ابنى و هو بيغرق!؟' لقد وصل نجلى لسباق تانى جمهورية ، و قام برفع نظارته و اختفى تحت المياه ' و علقت الام وهى فى انهيار تام :' ابنى نزل فى الارض تحت خالص ، فين شغلكم يا بتوع اتحاد السباحة مين ها يجيب حق ابنى ، الحكم اللى كان واقف و سجل رقم يوسف لما لمس ، اداله ضهره ليه ؟! هل اطمنت على ابنك اللى طلع من الميه ؟! لا ، يوسف رحل نتيجة اهمالكم
حاضنه صورته و ميدالياته.. والدة يوسف : عاوزه حق ابنىمحاسبة الاتحاد
وتساءلت الام المكلومة وهى تبكى ، أين الاضاءة التى من المفترض ان تكون على حمام سباحة يدير بطولة جمهورية رسمية ، كان هناك عشرين حكما من المفترض انهم يقوموا بمراقبة ١٠ لاعبين '١٠ عيال ' ولم يستطيعوا مراقبة لاعب واحد منهم ، فقد أخبرهم أحد اللاعبين بأن هناك لاعب موجود تحت المياه بحمام السباحة ، لكن الحكمة لم تستمع لحديثه وقالت لا يوجد أحد ، انها كارثة كبيرة ولابد من محاسبة الاتحاد بأكمله و علقت الام ساخره :' عاوزين تلبسوها لمنقذ تم ضبطه و احضاره '
أنا دكتورة سيبونى اطلع انقذ ابنى
وأشارت الأم ، أن لائحة البطولة التى تم ارسالها لاولياء الأمور تؤكد وجود سيارة اسعاف مجهزة تشمل ، تنفس صناعى ، صدمات قلب ، انعاش قلب ، انعاش رئه ، لكن ابنى طلع من الميه رموه فى الارض ، وصلت سيارة الاسعاف بعد توقف قلب يوسف ، و بدون طبيب ، لذلك صرخت فيهم و طلبت منهم أن أصعد الى الأسعاف لانقاذه و قلت لهم :' أنا دكتورة سيبونى اطلع انقذ ابنى ' لكنهم لم يهتموا .
اين خدماتكم الطبية
وقالت والدة يوسف ، لقد أهملتم فى حق نجلي كحكام ،و منقذين ، يا لجنة الاتحاد أين خدماتكم الطبية ، وأين طبيب الطوارئ ، نجلى لم يتم اسعافه بمجرد خروجه من حمام السباحة ، لقد حرصت على تنشئة يوسف رياضيا ، و كنت اتعامل مع غذائه بالميزان ، ومنعت عنه بعض الأطعمة التى يحبها :' ابنى مات ونفسه فى سندوتش جبنه '، وطلب من جدته ان تعد له ' محاشى' وقلت له بعد انتهاء البطولة ان شاء الله ، و يتهموه بتعاطى المنشطات.
شايف قمرين
وأختتمت الأم ، قبل بداية السباق طلب من نجلى أن أحضنه وقال لى :' ماما أنا شايف قمرين ، واحد فى السماء و التانى أنا و ها افرحك النهارده بالبطولة ، لقد حقق يوسف بطولات ، و حصد ميداليات كثيرة و كان يتمنى عمل حفلة تصوير ، و قال نفسى اتصور كتير يا ماما بعد البطولة ، و كأن قلبه كلن حاسس انه ها يبقى مشهور فعلا ، وشقيقته التوأم نورفان اتصلت بى اثناء دخولنا المستشفى وهى تصرخ ، و قالت فين يوسف يا ماما، هاتيه و تعالى بسرعه ، شعرت بما حدث له ، مع العلم اننى لم أخبر أحدا فى بداية الكارثة ، لأنها توأمه ، كل ما اريده هو حق أبنى.