ads
ads

الذكاء الاصطناعي والشيطان البشري.. النيابة تكشف مفاجآت في قضية منشار الإسماعيلية

النيابة العامة
النيابة العامة

لم تكن مجرد مرافعة قانونية، كانت ليلة تشبه المشهد الأخير في مسرحية سوداء، جلس فيها الحاضرون مشدوهين، وكأن النيابة لا تسرد جريمة، بل تكشف عن ولادة «شيطانين» واحد من لحم ودم، وآخر خرج من قلب شاشة مضيئة.

هكذا بدأت النيابة روايتها في القاعة، في قضية نسجت خيوطها من الدم والخيال المظلم، عُرفت إعلاميًا باسم «قضية المنشار».

الفصل الأول

غرفة صغيرة.. وصوت لا يُسمع إلا للقاتل

قبل أن تتحدث النيابة عن وقائع، تحدّثت عن «النية». قالت إن المتهم لم يكن طفلًا ضل طريقه، ولا مراهقًا انفلت غضبه، بل كان «مستخدِدمًا نشيطًا لشيطانه الإلكتروني».

هاتف صغير… شاشة مضيئة… وأسئلة لا يسألها سوى من سقط من أعلى الإنسانية:

كيف أقتل؟

كيف أُقطّع؟

كيف أخدع الشرطة؟

كيف أُخفي رائحة الدم؟

وقالت النيابة: «لم يتردد، لم يتلعثم. كان يبحث بثقة قاتل محترف، لا هاوٍ يجرّب.»

هناك، في الغرفة الضيقة نفسها التي بدأت فيها الجريمة، وُلد أول الشياطين: فكرة القتل.

أما الشيطان الثاني فقد خرج من الخوارزميات… من ذكاء بلا ضمير.

الفصل الثاني

دقيقة صمت… ثم انفجار الحقيقة

حين أرادت النيابة إعادة تمثيل ما جرى، طلبت من الحضور أن يلتزموا الصمت.

خمس ثوانٍ فقط.

«هكذا صمتَ المكان قبل أن يبدأ المتهم جريمته»، قال ممثل النيابة.

ثم روى التفاصيل التي جعلت بعض الحضور يضعون أيديهم على أفواههم:

محاولة خنق المجني عليه.

مقاومة يائسة من «النابغة الهادئ».

ضربة مكواة أفقدته الوعي.

صوت ارتطام سمعه شقيقا المتهم ففرا مذعورين.

بعدها، انطفأ الضوء الإنساني الأخير داخل الغرفة… وبقى الضوء الأزرق للشاشة يرشد المتهم إلى المرحلة التالية: «التمزيق».

الفصل الثالث

بين «ديكستر» وواقعية الدم

لم تكتفِ النيابة بوصف الجريمة، بل كشفت جانبًا أشد قسوة:

المتهم لم يتأثر فقط بشخصية «ديكستر»، بل حاول تقليده، خطوة بخطوة.

أمسك «الصاروخ الكهربائي» كأنه أداة موسيقية يعرف كيف يعزف بها، وبدأ تقسيم الجسد البريء إلى ستة أجزاء.

لم يتوقف عند ذلك، بل قالت النيابة إنه اختار أجزاء من الفخذ والبطن، وطهاها في مقلاة، وهو يشاهد حلقات من المسلسل المفضل لدى «المختلين».

ثم استخدم البخور لإخفاء روائح الجريمة، ووزّع الأشلاء في أماكن مهجورة، وكأنه ينفذ «مهمة» لا جريمة.

الفصل الرابع

الخطر الذي يسكن الشاشات

هنا تحوّلت المرافعة إلى خطاب للمجتمع.

قال ممثل النيابة بصوت مرتفع:

«أيها الآباء… الخطر لم يعد يأتي من باب المنزل، بل من شاشة يحملها أطفالكم في أيديهم.

إن غاب الرقيب، صار الهاتف شيطانًا، وعلّم أبناءكم كيف يقتلون لا كيف يعيشون.»

هذه الكلمات وحدها كانت كافية لإسكات القاعة.

الفصل الخامس

دفاع بين الشك والظلال

على الجهة الأخرى من القاعة، وقف الدكتور أحمد محمد حمد – محامي المتهم – ممسكًا بحزمة أوراق، وقال إن ما ترويه النيابة «صحيح في الظاهر… لكنه بلا تفسير نفسي».

وطلب:

عرض المتهم على الطب النفسي.

تفريغ كامل للأحراز الإلكترونية.

استدعاء ضباط التحريات: النقيب محمود طارق شاملة، والرائد أحمد جمال.

شهادة ثلاثة طلاب من دائرة المجني عليه.

وأكد أن «عقدة ديكستر» ليست مجرد هواية، بل علامة على اضطراب عميق، رغم تأكيد الطب الشرعي أن المتهم كان مدركًا وواعياً عند ارتكاب الجريمة.

الفصل الأخير

انتظار ثقيل حتى يناير

بعد أربع ساعات من عرضٍ قضائي ودرامي لم يشهد له قاعة المحكمة مثيلًا، حسم القاضي الجلسة:

«تُؤجَّل القضية إلى جلسة 20 يناير 2026.»

غادر الجميع القاعة بنفس الخطى الثقيلة التي دخلوا بها.

لم يغادرهم مشهد الشيطانين… ولا السؤال الأكبر:

كيف يتحول فتى صغير إلى قاتل… وكيف تصبح الشاشة أداة قتل؟

قصة «منشار الإسماعيلية» لم تنتهِ بعد. لكنها صارت الآن أكثر من قضية…

صارت درسًا قاسيًا عن الظلام الذي قد يولد حين ينطفئ الوعي، ويلمع ضوء الشاشة فقط.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً