" خافت على ابنها من المخالفات المرورية، أو الانشغال عن دراسته الجامعية بسبب العمل كسائق على تاكسي اشترته أخته الكبرى كمشروع لها، فأقدمت هي على قيادة التاكسي والعمل عليه من الصباح حتى المساء"، "أم هبة" أول سيدة بمحافظة بني سويف خاصة، والصعيد عامة، تقود سيارة تاكسي.
قالت "لمياء محمد" والشهيرة بـ "أم هبة"، إحدى سيدات مدينة بني سويف، والبالغة من العمر 54 عاما، إن هناك بعض الظروف الخاصة والصدفة التي تأتي بقدر من الله تعالى، التي تجعل من حياة الأشخاص، أداة للتغيير، فى شتى جوانب الحياة اليومية، مشيرة إلى أن حياتها اليومية تغيرت بسبب خوفها على نجلها، من المخالفات المرورية، والإبقاء عليه لتكملة حياته الدراسية الجامعية.
وأضافت " أم هبه " أن قيادتها التاكسي، بدأت عندما أقدمت ابنتها المتزوجة والمقيمة بمحافظة الفيوم، على شراء التاكسي، كنوعًا من أنواع المشروعات الصغيرة الاستثمارية، والتي تعود بالنفع المادي عليها، وعلى أخيها الأصغر أيضًا من خلال عمله على التاكسي بجانب دراسته الجامعية.
وأشارت " أم هبة"، إلى أن نجلها كان يواجه العديد من المشاكل المرورية خلال قيادته للتاكسي، خاصة وأنه لم يستخرج رخصة قيادة، لأنه مازال طالب جامعي، بالإضافة إلى عدم تحديد موقفه من أداء الخدمة العسكرية، مما يتسبب في توقيفه في اللجان والدوريات المرورية، وسحب الرخص المرورية الخاصة بالتاكسي، مما ينتج عنه مزيدا من الغرامات المالية التى يتم فرضها على التاكسى، خلال القيام بطلب عودتها مرة أخرى من إدارة المرور بمدينة شرق النيل ببني سويف.
وأوضحت "أم هبة"، أن الصدفة بقدر من الله تعالى، هي من جعلتها أقود التاكسى، وذلك خلال ذهابها إلى إدارة المرور، لدفع الغرامات المالية التي نتجت بسبب سحب رخص التاكسى، من نجلها في إحدى المرات، قابلت أحد الضباط، فتم عرض مشكلة التاكسى معه، وما هي الأساليب التي من الممكن فعلها حتى أستطيع تجنبها، تفاديا لكثرة الغرامات المالية التي يتم فرضها على التاكسي، موجهة له تساؤل: هل من الممكن استخراج رخصة للقيادة للتاكسى؟.
وأضافت أن ضابط المرور، إندهش في بداية الأمر، موجها لها العديد من التساؤلات حول مدى إمكانيتها وقدرتها على قيادة التاكسي، فضلا عن عدم وجود أوراق خاصة للقيادة، معقبة أن كل هذا لن يكون أصعب من ترك التاكسى أمام المنزل، دون عائد مادى يعود بالنفع على نجلتها المتزوجة.
وأشارت إلى أنه تم بالفعل استخراج رخصة قيادة التاكسى، عقب قيامها بتعلم قيادة التاكسى، خلال فترة ليست بالكثيرة، وذلك من خلال مساعدة ضابط المرور، من خلال تشجيعه المستمر لى، واستخراج رخصة القيادة، الخاصة بى، حتى أصبحت أول سيدة تقود سيارة تاكسى بالمحافظة.
وأضافت أنها تعمل كسائقة للتاكسي من الصباح الباكر حتى مساء اليوم، مؤكدة على وجود العديد من المشكلات والتحديات التى تواجها كونها سيدة، خلال قيادتها للتاكسى بكافة الشوارع الرئيسية والميادين العامة بمحافظة بني سويف، من السخرية والاستهزاء والاعتراض من جانب بعض سائقى التاكسى من الرجال.
وأكدت على وجود حالة من المحبة والإحترام من جانب الأهالى والسيدات والرجال ممن يستقلون معها التاكسى أثناء العمل، مشيرة إلى تفضيل بعض السيدات والفتيات بالمحافظة، استقلال التاكسى معى، وذلك بعد أن حصلوا على رقم الهاتف الخاص بي، لتوصيلهن إلى الأماكن التي يريدن الوصول إليها، وذلك بعض وقوع العديد من حالات التحرش والاستغاثات والشكاوى المتكررة لهن.