"حرمانٌ بالليل وشقاءٌ بالنهار".. مأساة 3 أسر بالمنوفية محرومون من حق الحياة.. الأطفال بلا مأوى والآباء مهددون بالسجن

مأساة 3 أسر بالمنوفية محرومون من حق الحياة
مأساة 3 أسر بالمنوفية محرومون من حق الحياة

'شِتاءٌ قارص، ومنازلٌ يشع منها البرد تغرق بالمياه فور سقوط الأمطار ويسيطر البرد على جميع أفراد العائلة، وأهالي مكتوفي الأيدي أمام الصقيع الذي يعصف بصحة أبنائهم، وأباء يحفرون في الأحجار للحصول علي جُنيهًا واحدًا لإنهاء هذا الشقاء، وآخرون كتبوا إيصالات أمانة ويواجهون مخاطر الزج بهم داخل السجون وغرضهم تدفئة أبنائهم'، هكذا هو حال 3 أسر يقطنون بمحافظة المنوفية، والذين تُسلط 'أهل مصر' الضوء على مأساتهم.

مأساة 3 أسر بالمنوفية محرومون من حق الحياة

مأساة جمعة

ففي البداية يقول جمعة محمود، 46 سنه عامل يوميه، والمقيم بقرية شما التابعة لمركز ومدينة أشمون بمحافظة المنوفية: 'كنا نسكن في إحدى المنازل المبنية بالطوب الخرساني أنا وزوجتي و4 أبناء، مقابل إيجارًا شهريًا حوالي 500 جنيه وذلك قبل أن يتم اختراع الونش والآلات التي تحمل مواد البناء 'الرمل، والزلط' للأعلي فكان دخل بيتي يوميًا لا يقل عن 50 جنيه، حتي قمت بدخول عدد من الجمعيات المختلفة لشراء قطعة أرض وبناء منزل من الطوب اللبن، وللاسف بدأت مهنتي في الاندثار خاصة بعد ظهور الآلات، و بعد أن استطعت شراء قطعة الأرض لبناء منزل من الطوب اللبن، كان يجب الانتهاء من دفع المقرر الشهري الخاص بالجمعيات قبل بناء المنزل، إلا أنه بعد سداد الجمعيات لم أجد عملًا كما كان الوضع في السابق'.

مأساة 3 أسر بالمنوفية محرومون من حق الحياة

وتابع جمعة، 'في موسم الشتاء الماضي كنا نضع الكراتين فوق بعضها البعض لمنع الأمطار من السقوط علينا داخل المنزل، إلا أننا كنا نستيقظ ليلاً من شدة البرد وسقوط الامطار من سقف المنزل، وكنا نضع الصحون في مواضع تساقط الأمطار، وكانت إرادة الله كبيرة، حيث أن الشتاء الماضي لم يكن قارصًا والأمطار لم تكون كثيرة، كما هو الوضع في الشتاء الحالي حيث أن درجات الحرارة مرتفعة، وتتساقط الأمطار لفترات كبيرة، ومن المحزن أن سقف البيت قد سقط أكثر من مرة بسبب مياه الأمطار، مما عرض ابنتاي للإصابة بسخونيه حادة وتنقلا بين المستشفيات للعلاج.

وطالب جمعة: 'أتمنى أن أشعر بأمان وأتمنى أن أشعر انني أعيش حياة مستقرة، وأن يأتي الشتاء علينا وأنا غير خائفًا على أبنائي من سقوط الأمطار.

مأساة 3 أسر بالمنوفية محرومون من حق الحياة

معاناة فلاح

وفي سياق متصل، قال نعيم عبدالله الجمل، 51 سنة، فلاح يومية، ومقيم بقرية شما التابعة لمحافظة المنوفية: 'ولدتُ ابن فلاح يومية ولم يكن بحوزتي أي ورث من والدي سوى المهنه والمنزل الذي كان يعيش به والداي، لذلك قُمتُ بالعمل على أكمل وجه، ووفرت الغسالة والثلاجة بالمنزل، إلا أنه حدث ما لم يكن في الحُسبان، حيث سقط سقف المنزل بسبب الأمطار، فلم نجد ما يحمينا من البرد أو مياه الأمطار.

وتابع نعيم: 'تعيش ابنتي حياة مأساوية يوميًا في الشتاء، بسبب انخفاض درجات الحرارة، كما أن مياه الأمطار قد دمرت المنزل، ومن المحتمل أن يكون غير صالحا بعد ذلك لعدم تحمل الطوب اللبن لمياه الأمطار، والمنزل ليس به إلا القليل من البطاطين التي لا تكفي أسرتنا'.

وأضاف نعيم: 'طالبتُ أكثر من مره معاش 'تكافل وكرامة'، ولم أجد أي استجابة، وأقوم باقتراض أموال الطعام، من خلال كتابة الكمبيالات، وأخذت عليَّ شيكات بمبالغ كبيرة، وأصبحت مهددًا بالسجن، لأنني لم أجد عملًا أستطيع من خلاله دفع الديون المتراكمة'.

مأساة 3 أسر بالمنوفية محرومون من حق الحياة

منزل من البوص

وفي ذات السياق، قول عبد الحميد كريم، 47 عامًا، ومقيم بقرية جُزي التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، كان سقف منزلي يعاني من تشقق وانكسار البوص والحطب، وبسبب سقوط الأمطار سقط السقف فوق رؤوسنا، مما دفعني لاقتراض 3 آلاف جنيه من أحد الأشخاص الذين يقومون بإعطاء السُلفه وعليها فائدة قليلة، وذلك لتصليح المنزل خوفًا من سقوط الأمطار داخل، إلا أن أحد الأطفال صعد أعلى المنزل مع أصدقائه لإحضار كرتهم، وتسببوا في سقوط أجزاء من سقف المنزل، ولم أستطع تصليحه حتي الآن فضلاً عن عدم توافر الأموال اللازمة لدفع السُلفه الخاصة بي حتى أطلب أخرى، وتبقي أقل من إسبوع لتسديدها وإلا سيتم سجني . مأساة 3 أسر بالمنوفية محرومون من حق الحياة

WhatsApp
Telegram