حالة من الخوف والذعر انتابت أهالي مدينة المنصورة، بعد تردد أنباء عن وجود حالة مصابة بفيروس كورونا داخل مستشفى الصدر فى المنصورة، وهو الأمر الذي أثار الخوف لدى المارة بجوار المستشفى، وأصبحت المنطقة خالية تماما وأشبه بثكنة عسكرية، وانطلقت التحذيرات لكل من يمر 'ابعد فى كورونا.. اكتم نفسك فى كورونا فى المستشفى'.
الدكتورة ايه الحديدى
توقفت عقارب الساعة التى لا تمر عند طاقم التمريض والأطباء بالمستشفى خاصة أنها أول حالة يتم التعامل معها مباشرة، وهى سيدة من مدينة بلقاس تبلغ من العمر 60 عاما، وكان معها أحد أبنائها، حيث سارع الأطباء والممرضون بارتداء الكمامات والقفازات وتطهير كل مكان بالمستشفى، وامتنع كثير من الأطباء عن مباشرة الكشف على الحالة، وقرر بعض طاقم التمريض الابتعاد عن الحالة.
6 ساعات مرت فى مستشفى الصدر فى المنصورة، الكل ينتظر نتيجة التحليل التى تأتِي من وزارة الصحة، في ظل وجود حالة من التأكد بين الاطباء بإصابة السيدة بالفيروس نتيجة تعرضها لأزمة فى التنفس، وجاءت نتيجة التحليل تؤكد إصابة السيدة، فسادت حالة من الرعب بين الجميع، وتحدثوا مع انفسهم قائلين: 'احنا كدا أصيبنا بالفيروس.. هنعمل ايه'
طاقم الاسعاف فى هذا الوقت قررت الدكتورة آية الحديدى رئيسة قسم العناية المركزة بالمستشفى، الكشف على المريضة ومرافقتها لحين انتهاء دورها فى العمل.
لم تكن الطبيبة وحدها بل انضم لها فريق عمل متكامل من طاقم التمريض الذى تم تخصيصه من المستشفى وأطقم الإسعاف الذين ارتدوا أيضا الملابس الواقية، حتى جاء قرار نقل السيدة الى مستشفى الإسماعيلية لحجزها، وازداد الأمر صعوبة بعد علم العاملين بالمستشفى بخروج الحالة من غرفة العزل بالمستشفى إلى سيارة الإسعاف، فر البعض وقرر الابتعاد عن مبنى المستشفى كاملا خوفا من العدوى.
ولكن كان للدكتورة آية رأى آخر: أنا مش هسيبها حتى لو هموت فيها دا دورنا ولازم نعمله' وقررت أن تقوم بنقل المريضة برفقة عمال الإسعاف وبعد علمها بعدم وجود الطبيبة المكلفة بمرافقتها، قررت أن تقوم هى بذلك الدور.
فى تصريح خاص لـ'أهل مصر' قالت الطبيبة: 'واجبى كطبيبة أن أكون بجانب المريض ولا نعرف الخوف من المرض لأننا درسنا من أجل أن نكون سببا فى المساعدة فى شفائه بعد إرادة الله، فلا بد أن نقوم بدورنا على أكمل وجه'.
وأضافت: 'دخلت المريضة المستشفى وكانت تعانى من التهاب رؤى حاد وبعد أخذ العينات منها واستجوابها وبعد وصول نتيجة التحليل تأكدنا من إصابتها بكورونا وخاف الكثيرون ولكننى قررت أن أكون بجانبها، وتم وضعها على جهاز التنفس الصناعى وبعد قرار نقلها الى الاسماعيلية قررت ان أكون بجانبها إلى أن يتم استلامها من قبل الأطباء فى الإسماعيلية'، وأوضحت الطبيبة أنها لم تخبر أسرتها بوجودها بجوار الحالة خوفا عليهم من القلق.
اثناء التعامل مع المريضة
وكان الدكتورخالد مجاهد المتحدث الرسمى لوزارة الصحة أعلن عن حالة وفاة لسيدة مصرية تبلغ من العمر 60 عامًا من محافظة الدقهلية، حيث استقبلها مستشفى صدر المنصورة وهى تعاني من التهاب رئوي حاد صباح الأربعاء، وعلى الفور تم سحب عينة لها وجاءت النتيجة إيجابية لفيروس كورونا المستجد، وتم نقلها إلى مستشفى العزل، وتوفيت.
وكشف مجاهد عن إجمالي عدد المصابين الذين تم تسجيلهم في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى اليوم الخميس هو 80 حالة من ضمنهم 20 حالة تم شفاءها وخرجت من مستشفى العزل، وحالتين وفاة فقط' حالة السيدة المصرية التي توفيت والأخرى للألماني الذي توفي يوم الأحد الماضي الموافق 8 مارس'