جيش مصر الأبيض في قنا يتصدى لكورونا.. "العليان": التهاون في الأزمة أشبه بالتولي يوم الزحف

جيش مصر الأبيض في قنا يتصدى لحرب كورونا
جيش مصر الأبيض في قنا يتصدى لحرب كورونا

استفاق العالم مع بداية عام 2020 على حرب وجود شاملة، العدو فيها لا يرى بالعين المجردة، تمثل في فيروس كورونا المستجد 'كوفيد 19'، وهي الحرب التي تصدى لها بجسارة جيش من الأطباء وأطقم التمريض الذين لقبهم العالم 'بالجيش الأبيض'، وكانت مصر إحدى ساحات المواجهة، إلا أنها استعدت لمكافحته قبل ظهور أي إصابات بها، وذلك باختيار أكفأ أطبائها للإقامة داخل المستشفيات المخصصة للحجر الصحي للمصابين بفيروس الكورونا.

كانت مستشفى إسنا التخصصي الجديدة بمحافظة الأقصر، ضمن مستشفيات الحجر الصحي للمصابين في محافظات الصعيد، وبعد ظهور فيروس كورونا بداخله تم تكليف بعض الأطباء بكليات الطب بالجامعات لمساعدة زملائهم في مستشفيات العزل.

وقع الاختيار على الدكتور أحمد عليان، مدرس مساعد الجهاز الهضمي والأمراض المتوطنة بكلية الطب بجامعة جنوب الوادي، ومعه اثنان آخران من قنا، للانضمام إلى الجيش الأبيض، والتصدي للوباء الذي ينتقل بمستشفى الحجر الصحي في إسنا لمدة 14 يومًا.

قال الدكتور العليان، ابن محافظة قنا، إنه تم اختياره من قبل عميد كلية الطب، وكان سعيدا باختياره بل وشعر أنه في مهمة وطنية للتصدي للوباء، معتبرا أن من يتخلف عن مهمته متخاذل، وهو أشبه بالفرار والتولي يوم الزحف، فأبلغ أسرته التي رأت أن الخطر سوف يحاصره، ولكنه أصر على الاستمرار في طريقه دون الخوف من العدوى معلقًا: 'هذه طبيعة عملنا ونحن معرضون للعدوى دائمًا'، موضحًا أنه تم توفير كافة وسائل الحماية الوقائية بصورة مقبولة لهم، وأن هذا دورهم لمواجهة انتشار وباء خطير، ومن المستحيل التخلف عن تلبية نداء الوطن حتى لو كان الثمن حياتهم.

أطباء قنا في الحجر الصحي بمستشفى إسنا التخصصي

بدأ العليان عمله في الحجر الصحي بإسنا، يوم 15 مارس من الشهر الجاري، ليبدأ يومه وسط المصابين بفيروس كورونا، مرتديًا البدلة الوقائية الصفراء مع كافة الوسائل الأخرى، ليبدأ في علاج المصابين وكانت أولى خطوات علاجه هي بث الطمأنينة في نفوسهم وإعطائهم أملا في الشفاء، والخروج من الحجر الصحي في وقت قصير.

وقال العليان: المرض بذاته ليس خطيرًا والحالات المصابة وضعها مستقر، ولكن على المواطنين الالتزام بتعليمات الوزارة وعدم الخروج من المنزل لتقليل عدد الإصابات حتى لا نصبح مثل الدول الأخرى التي تفشى بها الوباء.

وأوضح أنه عند دخول أي مصاب بفيروس كورونا الحجر الصحي، يتم فحصه ومتابعته ووضعه على حسب حالته الصحية، فالعناية المركزة للحالات الخطيرة، والعناية المتوسطة للحالات المتوسطة، والغرف العادية للحالات البسيطة، وقال: يوجد فى المستشفى فريق متميز من أطباء العناية المركزة والطوارئ، بالاضافة لفريق من معاوني أعضاء هيئة التدريس، وفريق متميز من التمريض، يقوم الفريق بفحص الحالات يوميًا وتسكينها فى المكان المناسب طبقًا للحالة الصحية للمريض.

وأوضح: يتم إعطاء المصابين الأدوية التي تقلل من عملية نشاط وتكاثر الفيروس، وذلك بالعلاج المحدد طبقًا لبروتوكول وزارة الصحة، وإجراء كافة التحاليل المناسبة له لمعرفة مدى إصابته بالفيروس يوميًا، وتلك المتابعة هي التي زودت من عدد المتعافين من الفيروس، وأن أغلب الإصابات الخفيفة يتم شفاؤها من 5 إلى 7 أيام.

أحمد عارف، مراقب صحي بإدارة قنا، أحد جنود جيش مصر الأبيض، 27عامًا، ابن قرية الجزيرية بدندرة، يقع على عاتقه اللقاء الأول مع المصابين والمشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، وكان من نصيبه ظهور حالات عديدة من المصابين بفيروس الكورونا سواء العائدين من العمرة أو المخالطين لهم.

فريق الطب الوقائي والمراقب الصحي بٱدارة قنا أثناء تعقيم الحالات المصابة

بدأ دوره في 15 مارس من الشهر الجاري، للعمل 24 ساعة في حالات طوارئ، دون تحديد موعد لانتهاء عمله، وعندما تم اختياره من قبل مدير الإدارة، لاكتشاف المصابين ومتابعة المشتبه بهم، شعر بالخوف على عائلته ولكنه كان سعيدا بأنه يقوم بخدمة وطنه، في وقت الحاجة، بعد توفير سكن خارجي بعيد عن عائلته لممارسة عمله ساعات طويلة وهو مخالط الحالات المصابة.

تظهر معاملته في حالتين الأولى عند إبلاغهم من مستشفى الصدر أو الحميات، بحجز مشتبه به، فيتم إرسال البيانات لمراقبة الوحدة التابعة له لعمل التقصى ومعرفة المخالطين، والثانية إذا كانت إيجابية يتم عزل المخالطين بالمنزل لمدة 14 يومًا، ويتوجه بصحبة اثنين آخرين تحت إشراف المدير الوقائي إلى منزل الحالة، بعد ارتدائه الزي الوقائي وهو عبارة عن مريلة بلاستيكية أحادية الاستخدام وماسك طبي وجوانتي طبي ونظارة واقية شفافة.

قال أحمد عارف: عند الوصول إلى الحالة يتم قياس درجة الحرارة، والتقصي عن أعراض المرض، إذا كانت ظاهرة على أحدهم، يتم إبلاغ مدير الإدارة لطلب سيارة إسعاف مجهزة لنقل الحالة، أما إذا كان لا يوجد أي أعراض يتم عزل المخالطين بالمنزل لمدة 14 يومًا، وإعطاء التعليمات الوقائية الخاصة طول مدة العزل مع المتابعة المستمرة خلال فترة العزل.

وتكمن التعليمات الوقائية بالتنبيه بعدم الخروج مطلقًا من المنزل، وغسل الأيدي بانتظام لمدة 20 ثانية، تنظيف وتعقيم الأسطح بالكلور لكل لتر كلور 10 لتر ماء، وفصل الطعام لكل فرد، وتكون المسافة بينهم 2 متر، وفي حالة القرب ارتداء الكمامة، والعطس والكحة بمنديل أو في الكوع، ومنع الزيارات نهائيًا خلال فترة العزل، يوضع المنديل بعد العطس داخل كيس ثم إلقائه بالقمامة، التأكد من التهوية الجيدة للمكان، يمنع تداول أي متعلقات شخصية، يتم متابعته يوميًا.

وذكر أن الحالات المشتبه في إصابتها بقنا يتم حجزها في مستشفى الصدر أو الحميات، بينما الحالة الإيجابية توضع في الحجر الصحي بمستشفى إسنا التخصصي الجديدة، كما وجه رسالة إلى أبناء قنا بالالتزام بالتعليمات الموضوعة للسيطرة على الوباء، لأنه لو كان الأمر سهلًا لم تتخذ الحكومة كافة الإجراءات للحد من انتشاره.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً