القرود يحتلون تايلاند.. كيف حدثت "الفاجعة" بسبب فيروس كورونا؟

في حادثة هي الاولى من نوعها لم تلبث تايلاند أن تخرج من 'فاجعة' فيروس كورونا، أصبحت مدينة لوبوري، تحت الحصار الآن، حيث احتلت القرود التي تتغذى على السلطعون، وهي نوع من القردة التي تعيش في جنوب شرق آسيا، داخل المعابد، حيث كانت تحظى بالاحترام، وسيطرت على وسط البلدة القديمة.

اقرأ أيضاً: ارتداء القفازات قد يضر أكثر مما ينفع في الحماية من كورونا

كيف احتلت القردة المدينة؟

تقول صحيفة الاندبندت البريطانية أنهم لا يقلون عن 8400 في المنطقة، ويتركز معظمها في عدد قليل من مباني المدينة، أدى إلى تدمير قطاعات من الاقتصاد المحلي، حيث انتشرت قرود المكاك التي تجوب الحي عشرات الأعمال إلى الإغلاق في السنوات الأخيرة، مثل مدرسة موسيقى ومتجر ذهب وحلاق ومتجر هواتف محمولة وسينما.

كما زادت جائحة فيروس كورونا من هذه الفوضى، إذ كانت هذه القرود المرحة تجتذب أعداداً كبيرة من السياح، وكذلك أتباع البوذية الذين يعتقدون أن إطعام الحيوانات عمل جيد ويحبه الله، وكان زبادي جوز الهند وصودا الفراولة والوجبات الخفيفة الملونة من بين أطعمتها المفضلة، لكن قرود المكاك لا تفهم أين ذهب مصدر الغذاء، وهي جائعة الآن.

اعتادت هذه القردة لسنوات على الانتقال إلى المباني المهجورة، وتحطيم صناديق العرض، ومحاولة نزع القضبان المثبتة لإبعادها، وما لم يكن حراس الأمن متيقّظين فإنها تدمر الهوائيات ومساحات الزجاج الأمامي للسيارات المتوقفة.

لا يمكنها مقاومة الأقراط المجلجلة والنظارات الشمسية والأكياس البلاستيكية التي تبدو وكأنها تحوي طعاماً، وفي أشد مناطق المدينة اكتظاظاً بالقردة يعيش العديد من السكان في خوف من الهجوم الخاطف التالي.

المعتقدات تمنع الاعتداء عليها

لكن في الثقافة التي تهيمن عليها أغلبية بوذية، حيث قد يؤدي التخلص من القرود إلى إزعاج القيم الروحية، فلا يوجد أمام المسؤولين المحليين والمقيمين خيارات كثيرة لإبعاد عصابات قرود المكاك. وفضلاً عن ذلك، في الماضي، كانت هذه القردة تجذب السياح إلى لوبوري. ومن دونها قد يزداد الاقتصاد تدهوراً.

مع تكدس حركة المرور في البلدة القديمة لوبوري، كان ضابط الشرطة نيراد فولونجيون يمسك مقلاعه على أهبة الاستعداد،وقد تمركز في هذا الشارع منذ خمس سنوات وراقب تزايد أعداد القردة بقلق.

وفي هذه الفوضى، رفع فولينجيون مقلاعه، ولكن لم يكن أمام ضابط الشرطة الكثير ليفعله في مواجهة هذه الأعداد الهائلة من قرود المكاك، وكان تكتيكه القتالي تمثيلياً على أي حال، إذ لم يكن المقلاع يحوي مقذوفات، وقال: 'لا فائدة، يتدفق المزيد من القرود في غمضة عين'.