اعلان

بعد سقوط اقتصادي مدوي.. كيف يخرج العالم من "مطحنة" فيروس كورونا؟

الازمة الاقتصادية
الازمة الاقتصادية
كتب : سها صلاح

في الآونة الأخيرة لاقت أمريكا الاقتصاد الأكبر في العالم انخفاضاً كبيراً في اقتصادها حيث وصل التراجع في الناتج المحلي 32.9%، وجاءت النتيجة أفضل بقليل من توقعات الاقتصاديين،ويأتي تراجع الأداء الاقتصادي بعد انخفاض فصلي آخر بالربع الأول من العام الجاري بمقدار 5% من الموازنة العامة، بما يعكس الأضرار الجسيمة الناجمة عن فيروس كورونا المستجد وإغلاق الاقتصاد لعدة أشهر.

ويطال الركود الأمريكي العديد من القطاعات والمؤشرات الرئيسية التي يبدو أنها ستعاني الفترة المقبلة، وفي هذا السياق، توقع الكاتب والتر راسل ميد في مقال نشر في صحيفة 'وول ستريت جورنال'، أن يدخل العالم في تحول كبير بسبب جائحة كورونا، وأن ينزلق إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.

اقرأ أيضاً: كيف انخفض الناتج المحلى لـ32.9%؟.. عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي: نتوقع انهيار اقتصادي عالمي إذا لم تحل الأزمة

اضطراباً اقتصادياً غير مسبوق

إذ بعد 8 أشهر من انتشار فيروس كورونا من ووهان الصينية، شهد العالم اضطرابا اقتصاديا واجتماعيا غير مسبوق، مع انهيار الاقتصادات في جميع أنحاء العالم والمزيد من الدمار المتوقع في المستقبل، فقد عشرات الملايين وظائفهم ، وشهد ملايين آخرون اختفاء مدخرات حياتهم، حيث أجبرت الحكومات المطاعم والحانات وغيرها من الشركات الصغيرة على إغلاق أبوابها.

يقول الكاتب راسل إن المجتمعات الغنية قادرة الآن على طباعة الأموال وضخها آملة في الحد من الضرر الاجتماعي والاقتصادي، ولكن لا يمكن تمديد هذه الإجراءات إلى الأبد.

للمرة الأولى منذ أربعينيات القرن العشرين، تواجه السلطات السياسية في جميع أنحاء العالم سيلًا من التحديات الاقتصادية والسياسية،ولكن برأيه، الوضع يشتد سوءا في البلدان الفقيرة، مع احتدام الوباء دون رادع في دول مثل جنوب إفريقيا والبرازيل، حيث تتقاطع أسعار السلع الأساسية المنخفضة، والتحويلات الهابطة، وانخفاض الطلب على المنتجات الصناعية مع هروب رؤوس الأموال ليخلق معه صدمة اقتصادية غير مسبوقة.

ويشير إلى أن بلدان مثل لبنان وإثيوبيا تواجه أزمات خطيرة قبل الوباء، وتكافح من أجل الحفاظ على النظام الأساسي،انطلاقا من ذلك، يأمل أن يأتي العلم بلقاح أو علاج قبل استنفاد الموارد. لكن بينما يمسك العالم بيديه وينتظر آلية، يجب أن ندرك أن نهاية الوباء لا تعني العودة إلى العالم المستقر نسبيًا في حقبة ما بعد الحرب الباردة.

العمل عن بعد هام في ظل الوباء

ينطلق الكاتب من فكرة أن الحكومات والمؤسسات الأخرى اعتادت دائماً التعامل مع التحديات الصعبة التي لا يمكنهم التنبؤ بها، حيث سقطت الأمراض والمجاعات بشكل غير متوقع في المجتمعات التي كانت تكافح أصلا في كثير من الأحيان لمجرد البقاء.

ومع ذلك، جلبت الثورة الصناعية مخاطر جديدة مثل الذعر المالي، ودورة الأعمال والاضطرابات الاجتماعية،ولكن وفق وجهة نظره، شكل تحول مكان العمل عن طريق تكنولوجيا المعلومات نقطة مضيئة في نفق الوباء، مما سمح للعديد من الشركات والمؤسسات المهمة بمواصلة العمل حتى مع بقاء الموظفين الرئيسيين في منازلهم.

لكن نفس التحول يقود أيضًا العديد من القوى التي تزعزع استقرار المجتمع، كما أن التراجع في وظائف التصنيع المستقرة، التغيير الاقتصادي، وانهيار الصحافة المهنية وصعود وسائل التواصل الاجتماعي، وانفجار التجزئة التقليدية، والتهديدات الوظيفية الوشيكة مع دخول السيارات ذاتية القيادة وغيرها من الابتكارات التكنولوجية الجديدة إلى السوق.

وفي حين يرى أن مجموعة من مشاكل القرن الحادي والعشرين تهدد بإرباك العالم من ظهور الصين كنوع جديد من التحدي الاقتصادي والجيوسياسي، مرورا بتصاعد سباقات التسلح في الأسلحة السيبرانية والبيولوجية إلى الطفرة العالمية للشعبوية والقومية وصولا إلى المخاطر المتزايدة من نقاط الضعف والعلاقات غير مفهومة في الأسواق المالية المتقلبة والمتغيرة بسرعة، يستنتج حينها أن فيروس كورونا أقل اضطرابا عابرا وعشوائيا، وبعد ذلك سيعود العالم إلى الاستقرار أكثر مما كونه تدريبًا على التحديات القادمة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً