اعلان
اعلان

ثورة لبنان تطيح بالحكومة وحزب الله.. هل ينقذ مؤتمر المانحين الوضع بعد تفجيرات بيروت أم يحدث تغييرا جذريا؟

تفجيرات بيروت
تفجيرات بيروت
كتب : سها صلاح

شهدت مدينة بيروت لليوم الثالث على التوالي احتجاجات مناهضة للسلطة في لبنان، ومطالب بمحاكمة المسؤولين في الحكومة، وحزب الله اللبناني، عن الكارثة التي وقعت في مرفأ بيروت التي تسببت في مقتل 170 شخصاً حتى الآن، وإصابة أكثر من 6 آلاف آخرين وتضرر مئات المباني.

وكانت مجموعات من الحراك الشعبي قد وجهت دعوات للتجمع في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت، وتخللت تظاهرات أمس مواجهات عنيفة مع محاولات المحتجين الوصول إلى مقرِ البرلمان، فيما رفع المحتجون مجسّمات معلقة بحبال إعدام لأمين عام حزب الله حسن نصر الله ووزير الخارجية السابق جبران باسيل، في إشارة إلى مطالبهم بإعدام كلّ من يتصل بحزب الله.

واستبق المتظاهرون في لبنان مؤتمراً فرنسيا اليوم، لجمع مساعدات للمدينة المنكوبة، بأجندة سياسية تفرض قيوداً على الطبقة الحاكمة وتدعوهم إلى إجراء إصلاحات، بتظاهرات حاشدة، بدأت بتعليق المشانق في ساحة الاحتجاج وسط بيروت، وعليها صور للرموز الحاكمة، وانتهت بتدخل الجيش لاستعادة مقارّ وزارات تمّ احتلالها من قبل اللبنانيين.

وفيما عمدت الموجة الأولى للثورة في يناير الماضي، التي اشتعلت بزخم تأزم اقتصادي، وكانت شرارتها الحديث عن ضرائب جديدة تُفرض على برنامج التواصل الاجتماعي 'واتس أب'، فإن الموجة الثانية، التي تشتعل مشحونة بزخم نكبة لم تشهدها المدينة من قبل، وقد زادت من تأزّم البلد المتأزم كثيراً من قبل، تبدو أكبر من أن يتمّ التحايل عليها أو إخمادها.

اقرأ أيضاً: ميناء بيروت هو المقصود من التفجيرات.. كيف أسفرت حرب الغاز السرية عن طعن قلب لبنان؟ وماهي الوثيقة السرية التي تلقاها "عون" قبل الحادث؟

هل لبنان على شفا ثورة الربيع العربي؟

اتجه المتظاهرون اللبنانيون إلى محاولة إعادة إحياء ثورة الربيع العربي، فيما حاول بعض المتظاهرين استقطاب قوات الجيش إلى صفوفهم، لمساعدتهم في محاكمة الحكومة وحزب الله اللبناني.

وفيما كانت الموجة الأولى تواجه الطائفية أيضاً، وواجهت الألعاب نفسها لحزب الله، غير أن الزخم الذي يصحب الموجة الثانية، والدعم الدولي، يضع حزب الله وإيران في مأزق مضاعف، ويعزّز موقف اللبنانيين.

وعلقت باريس على التظاهرات اللبنانية قائلة: إن التظاهرات 'تدل على سخط وقلق السكان وضرورة تغيير الأمور'، وفقاً لموقع بيروت اليوم.

حزب الله في مواجهة القوى المدنية

تحت شعار 'يوم الحساب' رفع المتظاهرون مشانق رمزية عليها صور عدد من القيادات السياسية، من بينهم، حسن نصر الله، ونبيه بري، وجبران باسيل، وسمير جعجع وغيرهم، ونددوا بسلاح حزب الله، وطالبوا بنزعه، خاصة بعد الاتهامات المباشرة الموجهة ضده.

ويضاف إلى ذلك، رد المجلس الأطلسي على تصريحات زعيم حزب الله، حسن نصر الله، والذي أكد على عدم معرفته بالمواد المخزنة في المرفأ، والمتسببة في الانفجار الهائل؛ إذ أوضح المجلس أنّ حلفاء الحزب، منذ العام 2013، سيطروا على حقائب وزارية في الحكومة، من بينها النقل، والمسؤولة عن جميع موانئ لبنان، بما في ذلك موانئ بيروت.

وحول مسؤولية حزب الله في الانفجار، يشير المجلس، وهو منصة بحثية متخصصة في الشأن الدولي، إلى أنه: 'لو اعتبرنا حزب الله ليس له علاقة بشحنة نترات الأمونيوم التي انفجرت، على الرغم من تاريخه الطويل في استخدامها في عملياته وتخزينها في ألمانيا ولندن وتايلاند وقبرص والكويت، لكنه يتحمل مسؤولية الانفجار باعتباره المسؤول الأول عن المرفأ'.

بيروت من "عروس الشام" إلى "المنكوبة".. من المسؤول؟

حزب الله مستمر في التعاطي بفوقية وتعال، وكأنه الحاكم الأعلى باسم الله، وهو من يقرر كل شيء وكلامه محل ثقة دائماً، ولكن هذه المرة الشعب قال كلمته، ولم يعد يخشى أي شيء، حيث دان الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله بالاسم، ومن دون خوف، بعدما خسر مدينته التي تهدمت وأفلست أمام عينيه، خاصة، بعد تقارير دولية عدة ألمحت إلى تورط الحزب في التفجير، ومن ثم، وجود علامات استفهام كثيرة حول ذلك؛ فليس فقط الإهمال، وحده، من ولّد أو صنع كل هذا.

حزب الله مستمر في التعاطي بفوقية وتعال، وكأنه الحاكم الأعلى باسم الله، وهو من يقرر كل شيء، ولكن هذه المرة الشعب قال كلمته، ولم يعد يخشى أي شيء.

اقرأ أيضاً: أدلة جديدة تدين حزب الله في تفجيرات بيروت.. هل كشف "خطاب نصر الله" تورطه؟

هل ينقذ "ماكرون" الحكومة؟

شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة تقديم المساعدة إلى لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت، مشيراً في الوقت ذاته إلى ضرورة وصول تلك المساعدات إلى مكانها الصحيح.

وأقامت فرنسا تحت رعاية الأمم المتحدة مؤتمراً افتراضياً للمانحين، لتقديم المساعدات المادية لإعادة إعمار بيروت.

ونُكبت العاصمة اللبنانية في 4 أغسطس الجاري، بعد انفجار ضخم في مرفأ بيروت أودى بحياة 158 شخصاً، وجرح أكثر من 6 آلاف آخرين، فيما تقدر خسائره المادية بأكثر من 100 مليار دولار.

ذكر الرئيس الفرنسي أن العالم مدين للشعب اللبناني بالدعم بعد انفجار هائل دمر عاصمته، قائلاً في افتتاح مؤتمر للمانحين عبر دائرة تلفزيونية 'لا بد لنا من التحرك على نحو سريع وفعال كي تذهب المساعدات مباشرة إلى حيث تشتد الحاجة إليها، مستقبل لبنان على المحك'.

وشدد ماكرون: يجب أن نتصرف بسرعة وكفاءة حتى تذهب هذه المساعدات مباشرة إلى حيث تحتاجها، مشيراً إلى أن عرض المساعدة تضمن دعم تحقيق محايد وموثوق ومستقل، في انفجار مرفأ بيروت، بحسب موقع 'روسيا اليوم'.

وتابع ماكرون أن الرئيس اللبناني، ميشال عون يدرك حقيقة الإصلاحات المطلوبة، مشيراً إلى تسيير رحلات جوية للمساعدات الفرنسية بجانب سفينتين، إضافة إلى مساعدات من القطاع الخاص، بحسب موقع العربية.

وكان الرئيس الفرنسي أول مسؤول يزور لبنان عقب ساعات من انفجار مرفأ بيروت، حيث التقى بالمسؤولين، وجال في شارع الجيمزة الأكثر تضرراً جراء الانفجار، والتقى عدداً من اللبنانين المحتشدين فيه.

وتقول الاوساط، إن الأجواء أمس كانت شبيهة بالأجواء التي سادت منذ شهر تقريباً، ووقتذاك رُكبّت سيناريوهات وحكومات وأسماء دخلت وخرجت وحكومة دياب استقالت ورئيسها وأعضاؤها، والقوى الداعمة لها لم تكن في هذا السياق بل وضعت كل ما يجري من تسريبات وشائعات في إطار الحرب النفسية والسياسية على الوزراء ودفعهم إلى الاستقالة.

وتشير الأوساط، إلى أنه حتى الساعة بات لدينا ثلاثة وزراء مستقيلين، وهم الوزير ناصيف حتي لو عيّن بديلاً له ولكنه عند «الحسبة النهائية» يعتبر مستقيلاً وينقّص من عدد الوزراء عند صدور مرسوم التأليف، أي أن الحكومة مؤلفة اليوم من 20 وزيراً المطلوب استقالة ثلث وزرائها أي 7 وزراء حتى تعتبر مستقيلة أو أن يستقيل رئيسها أو أن يسحب مجلس النواب ثقته ويصوت على سحب الثقة. وغير الحالات الثلاث هذه لا استقالة دستورية للحكومة. وحتى الساعة لم تتحقق استقالة 4 وزراء إضافيين ما يعني سقوط احتمال استقالة الحكومة باستقالة ثلث أعضائها.

وأكدت الأوساط أن استقالة وزيرة الإعلام منال عبد الصمد تتردد منذ أكثر من شهر ونصف، وعندما طرح اسما وزيرة الدفاع ووزيرة العدل أيضاً نفت الوزيرات الثلاث لاحقاً اي نية في الاستقالة. وحتى عند استقالة الوزير تردد اسم عبد الصمد في موضوع الاستقالة ولكنها نفت بعد لقائها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بعبدا هذا الأمر.

ولا تستبعد الأوساط، ان تكون استقالة عبد الصمد وقطار لأسباب متعلقة بما جرى من انفجار وعدم تحمل ربما بعض الضغط الشعبي المحيط بهما. ومع تردد اسمي كل من الوزيرين طارق المجذوب وراؤول نعمة تبين أن استقالة المجذوب شائعة فيما بقي الحديث عن استقالة نعمة أمس كلاماً إعلامياً فقط.

وفي هذا السياق، تؤكد الأوساط أن الاتصالات التي أجريت أمس بالقوى المؤثرة في الأكثرية توحي بالتمسك بالحكومة ووظيفتها الإغاثية وتجاوز محنة وكارثة انفجار مرفأ بيروت.

واي تخل عن الحكومة واستقالتها في هذا التوقيت انتحار سياسي وكمن يطلق الرصاص على رأسه ولن يحصل لا من قبل 'الثنائي الشيعي' ولا من قبل تحالف عون - باسيل والحكومة باقية.

وبعد هدوء موجة الاستقالات سيكون هناك بدلاء عن عبد الصمد وأزعور حتماً، وأي وزير يستقيل أيضاً سيكون عنه بديل لأن المرحلة لا تحتمل المراوحة او تصريف الأعمال أو الدخول في دوامة الحكومة المستقيلة وشل عملها على أبواب استحقاقات ضخمة وإعادة الإعمار قبل الشتاء وإيواء المتضررين في منازلهم.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً