اعلان
اعلان

رغم إرسال المقترحات.. مصير غامض لمفاوضات سد النهضة.. وخبراء: الوسيط لا يمتلك حلول ويخضع لسيطرة إثيوبيا

سد النهضة
سد النهضة

شهدت الآونة الأخيرة حالة من الصمت حول مفاوضات سد النهضة، بعد وصول القضية إلى الاتحاد الإفريقي، مع استمرار الخلاف بين الدول الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا، إلا أن السودان خرج مؤخرًا بتصريحات تيتهم مصر وإثيوبيا بالوقوف وراء تعثر مفاوضات سد النهضة.

وفي هذا الصدد، يستعرض 'أهل مصر' آراء الخبراء والمتخصصين حول مستقبل مفاوضات سد النهضة، وأسباب صمت الاتحاد الإفريقي في الفترة الحالية.

إثيوبيا تسيطر على الاتحاد الإفريقي

من جانبه، كشف الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، عن أسباب عدم تحرك الاتحاد الإفريقي حتى الآن، مشيرًا إلى أن ذلك مرتبط بأدائه الذي يقع تحت سيطرة إثيوبيا، بالإضافة إلى أنه ليس لديه إمكانيات وخبرات طويلة في التعامل من الأزمة الهيكلة التي تُعاني منها المفاوضات.

وأضاف 'فهمي'، في تصريح خاص لـ 'أهل مصر'، أن الاتحاد الإفريقي يمارس دوره باعتباره المنظمة الإقليمية التي ينتمي لها الثلاث دول، وبالتالي لا يمكن لمصر الذهاب إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلا بعد استكمال شروطها في الاتحاد الإفريقي.

وتابع 'لم يجدد وساطته أو يحدثها منذ اللجوء إليه أو حتى تحريك المفاوضات، حيث أن الإثيوبيون يسيطرون على الاتحاد الإفريقي'، متحفظا على موقفه وآدائه تجاه ملف سد النهضة'.

وأكمل 'إثيوبيا تتعنت بصورة كبيرة وواضحة في عرقلة مسار المفاوضات، ولا أتوقع أنه يمارس الاتحاد الأفريقي دور إيجابي رغم وجود المفاوضين الأوروبيين'.

وتوقع فهمي، أن مفاوضات سد النهضة سوف تستمر بعض الوقت ولم تتوقف، حيث إن الاتحاد الإفريقي في النهاية مطالب في النهاية برفع ضوابط الجلسات وتحديد الطرف المسؤول عن إفشال المفاوضات، ولكن غير معلوم الوقت الذي يحدث فيه ذلك، ونحتاج جدولة للتواريخ لضبط الأطر المختلفة، وتحديد توقيت زمني، مضيفًا: 'من المبكر أننا نقول سنذهب لمجلس الأمن في ظل الوضع الراهن'.

الوسيط يفتقر أدوات حل الأزمة

وفي السياق ذاته، قال رمضان قرني، خبير الشؤون الأفريقية بالهيئة العامة للاستعلامات ومدير تحرير دورية آفاق أفريقية، إنه عند تقييم صمت الاتحاد الإفريقي، يتطلب الأمر النظر إلى طبيعة عمل المؤسسات الإقليمية والدولية في المفاوضات بين الدول، فهي ليست سلطة فوقية على الدول، والأوضاع الحالية كشفت أن هذا الدور ليست بالقوة التي كان يراها خبراء السياسة والقانون الدولي.

وذكر 'قرني' في تصريحات خاصة لـ 'أهل مصر'، أنه لابد من النظر إلى الإمكانيات التي يمتلكها الاتحاد الإفريقي بكونه وسيط في المفاوضات، موضحًا أن الوسيط لابد أن يكون لديه أدوات تحذير أو عقاب وأدوات التحفيز، معلقًا 'الاتحاد الإفريقي لا يملك أي أداة'.

وأضاف 'الاتحاد الإفريقي لا يملك الكوادر القوية بشأن ملف المياه، ومراكز الاستشارات والبحث التي تتسم بالعمق في رصد القضايا لحل قضية شائكة وحساسة مثل قضية المياه، وتحديد حقوق مصر والسودان في قضية سد النهضة خصوصًا'.

وأشار إلى 'وجود مجموعة من المتغيرات بشأن قضية سد النهضة، آخرها السيول التي ضربت السودان وأسفرت عن العديد من الخسائر البشرية والمادية، متصورًا أن انشغال السودان بتداعيات السيول، وإيمان مصر بإن الجانب الإثيوبي لم يقدم جديدًا، بالإضافة إلى تعنت الجانب الإثيوبي والمراوغة في كل مرحلة جديدة من المفاوضات، كل هذه الأسباب ساهمت بشكل كبير في تعثر المفاوضات إلى أجل غير مسمى، وإفساح بعض الوقت للمفاوضين للتفكير في جدية المفاوضات، وخاصة بعد أن أكدت إثيوبيا أن الملء الثاني سوف يكون في موسم الأمطار أغسطس 2021'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً