زاد الجدل مؤخرا حول تضارب الأقوال فيما يخص لقاح كورونا في مصر، وتم الحصول على 50 ألف جرعة فقط من اللقاح الصيني 'سينوفارم' والذي لن يكفي سوى 25 ألف مواطن، رغم تأكيد الوزارة على تأمين حصة مصر ولكن لم يحصل أحد حتى الآن على اللقاح، فضلا عن اطلاق موقع لتسجيل المواطنين الراغبين في الحصول عليه بياناتهم ولكنه لم يبدأ تفعيله بعد.
عز العرب: نحتاج تطعيم 60 مليون على الأقل في مصر بلقاح كورونا.. وشحنة اللقاح الصيني لن تكفي
قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، وسكرتير الجمعية المصرية للكبد والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، إن تعداد سكان مصر بلغ 103 ملايين نسمة وإذا تم حذف عدد من هم أقل من 16 عاما ويمثلون 20% من السكان، سيكون التعداد 95 مليونا، متابعا: 'نحتاج منهم على الأقل تطعيم 60 مليون مواطن بلقاح فيروس كورونا، وهذا معناه توفير 120 مليون جرعة من لقاح كورونا لأن أغلب اللقاحات عبارة عن جرعتين'.
وأضاف عز العرب في تصريحات خاصة لـ 'أهل مصر'، أنه سيتم طرح لقاح كورونا في الولايات المتحدة أولا وتوزيع 40 مليون جرعة حتى نهاية 2020، ومن المتوقع الوصول إلى إلى مليار جرعة أي معناه حصول 500 مليون شخص على اللقاح، لافتا إلى أن هناك 7 مليار و800 مليون شخص حول العالم، وستكون البداية بتطعيم الأطقم الطبية والفئات الأكثر خطورة من كبار السن والمرضى بالأمراض الخطيرة والمزمنة والحوامل ومن يعانوا من خلل الجهاز المناعي والسرطان وغيرهم، لافتا إلى إنه إذا تلقى 70% من البشر بـ لقاح كورونا سيتم التحكم حينها في وباء كورونا.
وتابع خلال حديثه: 'بسبب إتاحة اللقاح وعدد المواطنين الكبير الذي يحتاج للتطعيم فإننا سننتظر من عامين إلى 3 أعوام، حتى نصل لدرجة الآمان والطمأنينة، وحتى يكون هناك تعدد في مصادر اللقاحات التي تحصل عليها مصر، لأن اللقاح الصيني متوفر حسب توصيات منظمة الصحة العالمية وتصريح بالاستخدام الطارئ للقاحات بعد اعتمادها من الدول، وهناك اعتماد FDA ومنها الإمارات على سبيل المثال والبحرين مؤخرا ومصر، كما أن الصين أعطت اللقاح لمليون مواطن تقريبا'.
وأشار المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، إلى انه تم توفير شحنة مكونة من 50 ألف جرعة فقط من اللقاح الصيني من شركة سينوفارم وهم لا يكفوا سوى لـ 25 ألف شخص لأن اللقاح يكون جرعتين بينهم 21 يوما.
ولفت المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، إلى أن الشركات المصنعة للقاحات تكون لها كفاءات عالية ومعطيات دولية بالنسبة لإنتاج اللقاحات، ولكن الأسلم أن الشركات المصرية تبدأ بالتفاوض مع الشركات المخترعة والتعاقد معهم لنقل التكنولوجيا المعرفية 'Know How ' أي إنتاج نفس اللقاح بنفس كفاءة ومواصفات وتكنولوجيا الشركة المصنعة وهذا يكون بعد عمل اتفاقيات يجب أن تبدأ حاليًا، مع اعطائهم هامش ربح حسب الاتفاق بينهم.
كما أكد على أهمية بدء الشركات المصرية سواء منفردة أو من خلال وزارة الصحة المصرية أن تتفاوض مع الشركات المصنعة العالمية لنقل التكنولوجية المعرفية لأن اعتماد الشركات في المرحلة الثالثة لن يستطيعوا تغطية العالم كله باللقاحات حيث يصل عدد سكان العالم إلى أكثر من 7 مليار نسمة، واللقاح يكون عبارة عن جرعتين أي نحتاج إلى 14 مليار جرعة ومعظمها للأطفال أكثر من 12 سنة وللبالغين.
الباحث الرئيسي حول اللقاح المصري: سيكون لقاح دائم
كما قال الدكتور أسامة عزمي الأستاذ بالمركز القومي للبحوث ورئيس شعبة البحوث الطبية سابقًا، والباحث الرئيسي للتجارب السريرية حول لقاح فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، إن هناك اختلاف كبير بين لقاح كورونا في مصر وبين لقاح كورونا في الدول الأخرى لأنه لا يحتاج إلى جرعة منشطة وبالتالي ستكون ميزة لدينا عن لقاح كورونا في الخارج ويجعلنا ننهي المراحل التالية سريعًا، لافتا إلى إنهم في انتظار موافقة هيئة الدواء المصرية حتى يتم البدء في المرحلة الأولى من لقاح كورونا في مصر
وأضاف الدكتور أسامة عزمي في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن المرحلة الأولى تجرى على عشرات من الأصحاء لبيان آمان اللقاح ثم في المرحلة الثانية يتم اختبار فاعلية اللقاح على عدة مئات من الأشخاص و في المرحلة الثالثة من التجارب الإكلينيكية للقاح كورونا يتم تطبيقها على عدة ألاف من البشر، لافتا إلى أنه من المتوقع أن يكون فاكسين كورونا في مرحلة التصنيع حتى يتم طرحه في الأسواق بعد عدة أشهر قليلة.
وأشار أستاذ المركز القومي للبحوث ورئيس الشعبة الطبية سابقًا، إلى أن لقاح كورونا الذي سيتم تصنيعه في الخارج من المتوقع أن يتم تغييره كل فترة أي سيكون لقاح مؤقت ولكن اللقاح المضاد لفيروس كورونا في مصر سيكون دائم ولن يحتاج المريض أخذه أكثر من مرة، كما أنه لن يكون مثل لقاح الأنفلونزا يجب تغييره كل عام، موضحا أن هناك أكثر من لقاح مضاد لفيروس كورونا، يتم العمل عليهم في نفس التوقيت وهم 4 لقاحات ولكن الأول هو الذي نتحدث عنه، والثلاثة الأخرين في المراحل ما قبل الإكلينيكية أي على الحيوان.
مستشار الرئيس للصحة: مصر تؤمن جرعات من لقاح كورونا تكفي 20% من السكان
وكان الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس لشؤون الصحة والوقاية، أوضح إن المؤسسات العالمية ستمنح دول العالم نسب معينة من لقاح فيروس كورونا حال إنتاجه، مشيرًا إلى تأمين مصر جرعات من اللقاح تكفي 20% من السكان ، موضحا فى مداخلة هاتفية لبرنامج 'يحدث في مصر'، الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر عبر فضائية 'MBC مصر' 12 نوفمبر 2020، أن الدولة تعمل على وضع خريطة لتحديد الفئات ذات الأولوية للحصول على اللقاح.
وأوضح تاج الدين، أن الفئات ذات الأولوية تشمل القطاع الطبي، والأشخاص أصحاب معامل الخطورة ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والحوامل، مؤكدًا أنه لم يتم إعلان لقاح واحد أو دواء لعلاج كورونا بعينه تجاريًا، حتى اللحظة، لافتا إلى لقاح كورونا الجديد من شركة فايزر يتم تناوله على جرعتين، مشيراً إلى أن الفيروس لن يختفي قبل عام 2021، ومن الممكن أن يعطي الفيروس أعراض موسمية في حالة دخول فصل الشتاء.
استقبال شحنة من اللقاح الصيني
وكانت وزيرة الصحة، هالة زايد، قد دعت ستة آلاف متطوع للمشاركة في التجارب السريرية الخاصة بلقاحين صينيين، في 12 سبتمبر الماضي. ولكن في إعلان للمتحدث الرسمي للوزارة في 23 نوفمبر الماضي، أقر بانتهاء التجربة في مصر بناءً على رغبة الشركة المنتجة بعد مشاركة ثلاثة آلاف متطوع فقط.
وفي 11 ديسمبر الجاري، استقبلت مصر شحنة تحوي 50 ألف جرعة من اللقاح على متن طائرة قادمة من الإمارات، كهدية من الأخيرة، ومُنتجة من قِبل شركة 'سينوفارم' الصينية التي أجرت التجارب السريرية.
وأعلنت وزيرة الصحة أن جرعات اللقاح سوف تُوزع بالمجان على الفرق الطبية في مستشفيات العزل والحميات والصدر؛ الأكثر عرضة للإصابة، ومرضى الأورام والفشل الكلوي؛ الأكثر عرضة للضرر في حالة الإصابة.
التعاون بين مصر والصين في إنتاج وتطوير اللقاحات
وأوضح الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزاة، أن الوزيرة أكدت حرصها على التعاون مع الجانب الصيني خاصة في مجال توفير لقاحات فيروس كورونا المستجد، حيث تهدف المذكرة إلى استمرار التواصل والتنسيق بين الجانبين في مجال لقاحات فيروس كورونا المستجد، فضلاً عن التعاون في مختلف مجالات الصحة العامة، وبناء منصة لنقل وتبادل الخبرات بين الشركاء المعنيين والمؤسسات الدولية في البلدين لتعزيز التعاون بين الجانبين.
كما أن الوزيرة ناقشت مع السفير الصيني توفير الدفعات المستقبلية للقاح فيروس كورونا المستجد وإرسالها لمصر بشكل عاجل، مشيرة إلى أن اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا المستجد بمصر أكدت فاعلية اللقاح وفقًا لنتائج التجارب الإكلينيكية التي أُجريت على اللقاح وشاركت بها مصر مع مختلف دول العالم تحت شعار 'من أجل الإنسانية'.
توقيع مذكرة بين مصر والصين لإنتاج وتطوير اللقاحات
ومن جانبه، أكد السفير الصيني لدى مصر، أن توقيع المذكرة يُعد دليلاً حيًا على الشراكة الاستراتيجية القائمة بين مصر والصين وتعزيز التعاون بين البلدين في مجال إنتاج وتطوير اللقاحات، مشيدًا بمشاركة مصر في التجارب الإكلينيكية للقاح فيروس كورونا المستجد في مرحلتها الثالثة من إنتاج شركة 'سينوفارم'.
ووجه السفير الصيني الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي نيابة عن الحكومة الصينية لتضامنه مع الشعب الصيني منذ بداية الجائحة بالصين، قائلاً 'الشعب الصيني لن ينسى ما قدمته له مصر' ولذلك تكون لمصر الأولوية دائمًا في الحصول على لقاحات فيروس كورونا، كما أثنى على الجهود المبذولة من جانب الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان للتصدي لفيروس كورونا وإدارة الأزمة بشكل فعال منذ بداية الجائحة بمصر.
الصحة تدعو الشركات للمشاركة والاستثمار في تصنيع اللقاحات
وأكدت الوزيرة في 23 ديسمبر 2020، في بيان لها أنه جاري العمل لبدء تصنيع لقاح فيروس كورونا في مصر خلال الشهور المقبلة، وذلك بدعم وتوجيهات القيادة السياسية لاعتبار مصر مركز لتصنيع اللقاحات في أفريقيا والشرق الأوسط، داعية الشركات الراغبة للمشاركة والاستثمار في تلك الخطوة، مؤكدة أنه تم تقييم ومراجعة خطوط الإنتاج بالشركة القابضة للقاحات والمستحضرات الحيوية 'فاكسيرا'، وذلك من قبل لجنة متخصصة من خبراء منظمة الصحة العالمية، وعدد من المختصين الدوليين.
وتستهدف مبادرة كوفاكس ضمان توفير ملياري جرعة من مجموعة اللقاحات لـ92 دولة فقيرة ومتوسطة الدخل، من خلال دعم عدد من الدول الغنية ومصنعي هذه اللقاحات، وأبرزها لقاحي 'أكسفورد' البريطاني و'موديرنا' الأمريكي في حال اعتمادهما، وطرحها لتلك الدول بأسعار متفاوتة تناسب إمكانياتها، بنهاية عام.
وكانت وزارة الصحة المصرية، اعلنت في نوفمبر الماضي نجاحها بتأمين حجز جزء كبير من حاجتها من لقاحين مضادين لكورونا، مؤكدة أنها لن تستخدم اللقاحات بقواعد الطوارئ بل ستنتظر الموافقات الدولية.
وأكدت وزيرة الصحة والسكان المصرية هالة زايد، أن الوزارة بادرت بحجز 20 % من احتياجات مصر من لقاح فيروس كورونا المستجد الذي تنتجه شركة فايزر، و30% من لقاح أكسفورد، ولفتت الوزيرة إلى أن هناك 11 لقاحًا في المراحل النهائية ومصر شاركت في التجارب السريرية للقاحين.
وقالت زايد إن بعض الدول بدأت استخدام لقاحات فيروس كورونا تحت بند الاستخدام الطارئ، إلا أن مصر سننتظر اللقاحات دوليا ومن منظمة الصحة العالمية.
وفي شأن علاج إصابات كورونا، كشفت وزيرة الصحة المصرية أن مصر عدلت بروتوكولاتها العلاجية للمرة الرابعة، وتم إدخال أحدث أنواع مضادات الفيروسات .
وأعلنت شركة فايزر الأمريكية، في وقت سابق، أن المرحلة النهائية من تجارب اللقاح المضاد لفيروس أسفرت عن نتائج جيدة بنسبة 90 %، وتوقعت أن يبدأ إنتاج اللقاح في ديسمبر المقبل.
إطلاق موقع إلكتروني للحصول على لقاح كورونا
أطلقت وزارة الصحة والسكان، الموقع الإلكتروني الخاص بتسجيل المواطنين للحصول على لقاح فيروس كورونا المستجد، ولكن لم يتم فتح التسجيل عليه حتى الآن متضمنا عبارة 'التسجيل قريبا'؟
ويمكن بعد فتح التسجيل أن يدخل المواطنين خاصة بعد إعلان الصحة الفئات الأولى بالتطعيم ضد فيروس كورونا، وعلى رأسهم الفريق الطبي وكبا السن وأصحاب الأمراض المزمنة وللتسجيل اضغط هنــــــــــــــــــــــــا.
وشهدت مصر زيادة في أعداد المصابين اليومية بوباء (كوفيد-19) في الفترة الأخيرة، حيث وصل عدد الإصابات الإجمالي حتى أمس الخميس إلى 146809 حالة من ضمنهم 116775 حالة تم شفاؤها، و 8029 حالة وفاة.
وطبقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية الصادرة في 27 مايو 2020، فإن زوال الأعراض المرضية لمدة 10 أيام من الإصابة يعد مؤشرًا لتعافي المريض من فيروس كورونا.
وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع محافظات الجمهورية، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس كورونا المستجد، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، كما قامت الوزارة بتخصيص عدد من وسائل التواصل لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية، منها الخط الساخن '105'، و'15335' ورقم الواتساب '01553105105'، بالإضافة إلى تطبيق 'صحة مصر' المتاح على الهواتف.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
