رصدت عدسة أهل مصر خلال جولة بسوق الليمون القابع بقلب المدينة العمالية بالمحلة الكبرى، وسط أغاني الشهر الكريم، عجوزا سبعينيا، يرسم الزمن على ملامحه علامات التعب، رغم ذلك تعلوا البسمة شفتيه،ويجلس عم 'عتمان' أقدم صانع فوانيس صاج بالغربية، يقول: 'بدأت العمل في مهنة تصنيع الفوانيس منذ أن كنت في سن السابعة، وتعلمت داخل أحد ورش السمكرة مدة تزيد عن 10 سنوات، تعلمت خلالها كيفية صناعة الفانوس القديم، والذي استخدم في إضاءة الشوارع، حيث كان الناس يضعوه على رأس كل شارع، بداخله 'لمبة جاز'، والحرفية أن اللهب لا ينطفئ'.
وأضاف 'عتمان': 'عقب دخول الكهرباء بدء الفانوس القديم في الاختفاء، ليظهر فانوس الشمعة، بكافة أحجامه وأشكاله، والذي يقبل عليه الكبار والصغار، حيث يعتمد الفانوس على عنصر ابتكار الصانع، والذي يتفنن في تصنيع أشكاله وألوانه، حيث يشارك في الفانوس الواحد أكثر من 3 أو 4 أشخاص، بداية من قص الصاج، تلوين وقص الزجاج على حسب حجم وشكل الفانوس.
وتابع 'عثمان': 'بالنسبة للأسعار فالفانوس الكبير المعلق في الشوارع، ويمد بسلك كهرباء يبدء سعره من 250 لـ300جنيه، بطول متر ونصف وأكثر، أما الفانوس المتوسط فسعره يتراوح طوله من 30 سم وحتى نصف متر فيبدأ سعره من 30 جنيها وحتى 70 جنيها، أما الفانوس الصغير'أبو شمعة' يتراوح سعره بين ١٥ جنيه إلى 35 جنيها، مشيرا إلى أن هناك إقبال كبير مقارنة بالعام الماضي، الذي قضت عليه فيروس كورونا، وضربت السوق، مشيرا إلى أن العمل في تصنيع الفانوس يبدأ عقب انتهاء إجازة عيد الأضحى.
واختتم كلمته قائلا: 'أكثر ما يحزنني خروج مئات من التصنيعية من تحت يدى، إلا أن ابنى لم يتعلم الصنعة ولم قواها، وهو ما يؤرقنى، كنت أتمنى أن تمتد الصنعة إلى أحفادى'.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
