اعلان

في حال فشل جلسة مجلس الأمن اليوم.. هل انهيار سد النهضة يُغرق مصر والسودان أم لا؟

سد النهضة
سد النهضة
كتب : سها صلاح

يشهد مجلس الأمن اليوم جلسة طارئة بشأن سد النهضة، بعد وصول المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا الي طريق مسدود، حيث أعلنت اثيوبيا الشهر الماضي البدء في الملئ الثاني للسد الشهر الجاري، دون موافقة دولتي المصب.

على إثر ذلك لجأت مصر والسودان للحشد الدولي من خلال مجلس الأمن في جلسة اليوم،حيث من المفترض أن يلقى سامح شكري وزير الخارجية كلمته اليوم في مجلس الأمن الساعة التاسعة بتوقيت القاهرة من نيويورك.

ووصلت أزمة سد النهضة في اجتماع مصر والسودان وإثيوبيا، إلى اتفاق الدول الثلاث على بدء جولات ثنائية لحل لمناقشة نقاط الخلاف، كما أظهر الاجتماع الثلاثي استمرار أسباب الخلاف حول السد الذي تبنيه أديس أبابا وتخشى القاهرة والخرطوم من تأثيراته السلبية، مما أسفر عن لجوء مصر والسودان لتدخل مجلس الأمن الدولي في حل أزمة سد النهضة، وعلى إثر ذلك ظهرت تصريحات على الساحة السياسية الفترة الماضية بشأن التعنت الأثيوبي في الملئ الثاني لسد النهضة لهذا الشهر.

وكان من أبرزها تصريح جنرال أثيوبي خرج أمس على قناة روسيا اليوم يزعم أن سد النهضة بعد أن يتم الملء الثاني سيتحول إلى قنبلة مائية قد تمحو مصر والسودان من على الخريطة في حالة انهياره، وقال بأن مصر والسودان بعد اكتمال الملء ستعملان على المحافظة على السد لا ضربه، لأن في ضربه فناء لهما.

وما يردده الجنرال الأثيوبي ردده قبله وبعده كثير من الخبراء الذين لم يقدموا حسابات علمية ولا آراء منطقية، حيث قال آخرون إن 20 مليون سوداني مهددون بالفناء، وكثيرون غيره رددوا كلامًا مشابهًا من السهل أن تبحث عنه على شبكة الإنترنت.

هل سد النهضة بالفعل قنبلة مائية في حالة هدمه أو انهياره؟

سد النهضة مبني بين جبلين متوسط ارتفاعهما 700 متر، وهو في منطقة بين الجبلين عرضها حوالي 500 متر وفقاً للخريطة التالية

بناء سد النهضة

وبالتالي فإن ما سيحدث لو انهار السد هو حدوث فتحة لتصريف المياه أقصى عرض لها حوالي 200 متر، وبالتالي لن يحدث 'تسونامي' كما زعم الخبراء، فالتسونامي يكون موجة مستعرضة يصل طولها إلى عشرات الكيلومترات، بينما نحن نتحدث عن عنق زجاجة ستخرج منه المياه بمعدل كبير يصل في أقصى حدٍّ له إلى 5 آلاف متر مكعب في الثانية أي بما يعادل 400 مليون متر مكعب من المياه يوميًّا.

وبحد أقصى نصف مليار متر مكعب من المياه في اليوم، أي أن تفريغ البحيرة التي أمام سد النهضة سيحتاج إلى حوالي 40 يوما بعد الملء الثاني، وإلى أكثر من 100 يوم بعد الملء الثالث،وهي نفسها مدة موسم الفيضان التي تحدث كل عام، وفقاً لصحيفة 'نيوتفيرسي الروسية'.

خريطة سد النهضة

كمية النصف مليار متر من التدفقات اليومية هي كمية يستوعبها مجرى النيل الأزرق، بل إنه يستوعب كمية مليار متر مكعب من التصرفات اليومية، لأن النيل الأزرق في المسافة من سد النهضة وحتى سد الروصيرص عبارة عن أخدود عميق بين الجبال، وبالتالي سيرتفع منسوب المياه، وستغرق بعض الأراضي الزراعية على جانبي النهر في السودان، ولكن هذا أمر طبيعي يحدث كل عام، ونراه بشكل واضح في الفيضانات العالية في السودان، وما سوف يحدث من انهيار سد النهضة هو مجرد فيضان عالي أو أكبر قليلا من العالي، لكنه لن يصل إلى حد اكتساح مدن أو تسونامي يأتي على الأخضر واليابس، إنما سترتفع المياه إلى حد أنها قد تدخل إلى شوارع بعض الأحياء المنخفصة في أم درمان والخرطوم، وهذا حدث من قبل وحدث العام الماضي بشكل لافت للنظر،والسودانيون معتادون عليه ويتعاملون معه كل عام.

سد النهضة

وقد كان سبب الفيضانات العارمة التي أغرقت السودان العام الماضي أن فيضان النيل الأزرق كان عالياً، وتصادف ذلك مع فيضان النيل الأبيض، وسقوط أمطار غزيرة جدا على وسط السودان بشكل غير مسبوق، فاجتمعت على السودان ثلاثة مصادر عظيمة للمياه في وقت واحد، فكان من الطبيعي أن تغرق المناطق المنخفضة في الخرطوم وأم درمان، وهي أصلا مناطق ممنوع البناء فيها، ولكن الأخوة السودانيين بنوا بيوتا فيها بالمخالفة للقانون والقواعد المعمول بها عندهم.

ماذا عن مزاعم خطورة انهيار السد على مصر؟

أما مصر فلا خطورة عليها من انهيار سد النهضة مهما كانت كمية المياه المخزنة أمامه،لأن بحيرة ناصر ستستوعبها بلا شك، فالبحيرة تستقبل كل عام 55 مليار متر مكعب من الفيضان أو أكثر، وبحيرة سد النهضة لن تخزن هذه الكمية حتى بعد اكتمال الملء الثاني.

حقيقة الغرق

علق الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، على تصريحات استفزازية من أحد قيادات الجيش الاثيوبى تظهر نيتهم وادعاءاتهم الكاذبة، قائلاً: بصرف النظر عن أكاذيب بدء التخزين الثانى أو كميته لأنه سوف يحدث خلال أيام، يتخيل ان اثيوبيا بعد الملء الثانى المحدود بأن سد النهضة سوف يحمى نفسه.

كنا نعتقد ذلك عند التخزين الأعلى ولكن مع انخفاض التخزين وتقدم التكنولوجيا العسكرية أصبح كل شئ جائز وفى أى وقت، ولانتمنى أن نلجأ إلى ذلك رغم دفع اثيوبيا لنا إليه بكل قوة لنخلصهم من هذا الكابوس الذى سوف يحل على الحكومة الاثيوبية بعد انتهائه لعدم جدواه الاقتصادية.

واضاف 'الشراقي' في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر' أن اثيوبيا تحلم بتخصيص حصة تأخذ فى مقابلها أموالا لأنها لن تستطيع استخدامها، وهذا مستحيل بسبب وجود السد العالى فى مصر وطبيعة اثيوبيا الجبلية وانها دولة حبيسة وسوف تضطر إلى تصريف ماتخزنه قبل موسم الفيضان التالى.

ومن الأكاذيب ايضا ادعاء ان مصر والسودان يحصلا على 100% من مياه النيل ولايتبقى لهم شئ، اذا كيف تعيشون؟

وأكد نحن نتقاسم المياه التى كانت تصب فى البحر المتوسط قبل السد العالى وهى ماتبقى من مياه الامطار بعد استفادة اثيوبيا بأكثر من 400 مليار متر مكعب منها 150 مليار متر مكعب لرى 50 مليون فدان زراعة مطرية، 150 اخرى لرى 100 مليون فدان مراعى وغابات، 87 ملء بحيرات داخلية، واكثر من 30 خزانات سدود, 5 الى 10 مياه جوفية متجددة، بالاضافة الى جريان المياه فى 12 حوض نهرى، اجمالى مايأتى الى مصر والسودان 8% من الأمطار على الهضبة الاثيوبية.

وأشار إلى أن الخطورة تتوقف عند انهياره على كمية المياه المخزنة فيه وقت الانهيار وأيضا على كميات المياه فى السدود السودانية والسد العالى، رغم جعل الخيار العسكرى آخر الحلول فإن سد النهضة حاليًا أو بعد التخزين الثانى (8 مليار متر مكعب) يظل معرضاً لصربة عسكرية دون التأثير على السودان، أو حتى بعد ذلك نظرا لتقدم التكنولوجيا العسكرية التى يمكنها تحديد نقاط معينة فى السد دون باقى المناطق مما يسمح بكمية لاتضر السودان.

رأي مخالف

في سياق متصل، قال الدكتور فيصل أيوب ميرغني الباحث السوداني في الدراسات المائية والبيئية: إنه في حالة انهيار سد النهضة تحت أي سبب بصورة تلقائية سيؤدي إلى انحدار يقذف بنحو 73 مليار متر مكعب من هضبة شمال أثيوبيا من ارتفاع 4000 متر فوق سطح البحر؛ ليغرق السودان، ويجرف كل السدود لتكون كمية الماء في بحيرة ناصر 207 مليار متر مكعب سوف تقتلع السد العالي لتتحرك المياه بقوة دفع من ارتفاع 76 متر .

وأضاف في تصريح خاص لـ'أهل مصر' أن قوة الضغط المائي سوف تجرف المدن والقرى والطرق والكباري علي ضفاف النهر بالإضافة إلى تدمير 300 جزيرة بمجري النهر، وذلك على امتداد مسافة طولها 1536 كم من الجنوب إلى الشمال حيث يسير النهر في اتجاهات متعددة.

وادعى الخبير السوداني بأنه سيتم تدمير الدلتا، ويرتفع الماء بين فرعي دمياط ورشيد، ما بين 15 إلى 20 متر، وسيفني ذلك سكان الدلتا وسوف تغرق الفيوم عن بكرة أبيها لأنها تنخفض عن سطح البحر بنحو 45 متر، وستغطي المياه بها مساحة 1700 كم² بارتفاع يقترب من 50 متر.

وتابع، أن عدد الغرقى سيتجاوز عشرات الملايين، وسيكون من المستحيل نقل ما يقرب 70 مليون مواطن في وقت واحد، بالإضافة إلى المشاكل في إمدادات الطاقة التي قد تلازم الأزمة ، أضف إلى ذلك الدمار الذي سيلحق بالبيئة الزراعية والثروة الحيوانية، والمصانع ، والمطارات والقواعد العسكرية في نطاق المياه المنحدرة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً