خلال افتتاح عدد من المشروعات السكنية بمدينة بدر بتشريف الرئيس السيسي:
مدبولي: الدولة المصرية عملت على حل مشكلة العشوائيات من منطلق أن الحق في السكن الكريم هو أحد أهم حقوق الإنسان
الدولة استطاعت خلال 6 سنوات تنفيذ وحدات سكنية تعادل ما تم تنفيذه خلال 40 عاما
نتعامل بـ 'مشرط جراح' فى تطوير المناطق العشوائية التى بها كتل سكانية وهو ما يستهلك المزيد من الجهد والتكلفة والوقت
خلال افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، اليوم، لعدد من المشروعات السكنية بعدد من المدن الجديدة، بشرق القاهرة، بالفعالية التى أقيمت في مدينة بدر، استعرض الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أهم الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية في مجال تطوير المناطق العشوائية غير الآمنة، وغير المخططة، وذلك بحضور عدد من الوزراء والمسئولين.
واستهل رئيس الوزراء عرضه، بتوجيه أخلص التهاني القلبية للقيادة السياسية، وللشعب المصري؛ بمناسبة حلول العام الهجري الجديد، داعيا الله أن يكون هذا العام عام خير وبركة لمصرنا الغالية والعالم الإسلامي، كما رحب الدكتور مصطفى مدبولي بتشريف الرئيس، والمسئولين من الحضور لافتتاح عدد كبير من المشروعات السكنية.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: يعتبر ملف الإسكان واحد من الملفات العديدة التي اقتحمتها الدولة المصرية على مدار السنوات الماضية؛ حتى يتسنى تحقيق نقلة نوعية حقيقية بهدف وضعته القيادة السياسية وهو تحسين جودة حياة المصريين، مضيفا أنه إذا كنا نفتتح اليوم مشروعات تخص قطاع الإسكان، إلا أن الدولة اقتحمت ملفات أخرى خلال تلك السنوات كانت تكلف الدولة الكثير على مدى عقود طويلة مضت، ومن هذه الملفات المرافق من مياه الشرب، والصرف الصحي، والغاز، والكهرباء، والطرق، إلى جانب ملفات أخرى مثل : التعليم، والصحة، والتموين، مؤكدا أن الدولة اقتحمت كل هذه الملفات بشجاعة خلال هذه الفترة؛ لكي تعالج التراكمات التي ظلت تعاني منها خلال تلك العقود.
وأضاف الدكتور مدبولي أنه مع توافر الإرادة القوية، ومع المتابعة الدورية من الرئيس السيسي لكل هذه المشروعات، والجهود التي تقوم بها الدولة، استطعنا تحقيق ما وصلنا إليه الآن من إنجازات كبيرة، ومع ذلك فنحن لا نزال بحاجة إلى القيام بأشواط أخرى، مثلما أكد الرئيس أننا قطعنا خطوة واحدة من ألف خطوة يتعين قطعها خلال الفترة المقبلة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه من الإنصاف القول بأننا إذا كنا حققنا هذه الإنجازات، فقد تكون الظروف لم تتهيأ للدولة في العقود الماضية لتحقيق ذلك، أو تتمكن من اقتحام هذه الملفات، لافتا إلى أن هذه الظروف تمثلت في الحروب وعدم الاستقرار، ولكن كان أمام الدولة تحدٍ آخر وهو الزيادة السكانية الكبيرة التي شهدتها مصرعلى مدار 100 عام.
واستعرض رئيس الوزراء عددا من نماذج مشروعات التطوير التى تمت في تلك المناطق ومنها، مشروع تطوير مناطق الزاوية الحمراء، وحلوان، وعزبة أبوحشيش بمحافظة القاهرة، وكذا مشروع تطوير مشربية غيث والشيخ ميمون بمحافظة الوادي الجديد، ومشروع تطوير مناطق صندفا وأبوشاهين في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، إضافة إلى مشروعات تطوير عدد من المناطق غير المخططة في محافظتي المنيا، والبحر الأحمر.
وفي سياق حديثه، أشار رئيس الوزراء إلى الصعوبات التي تواجه تنفيذ أعمال التطوير، نظراً للقيام بتلك الأعمال والتدخلات في ظل وجود قاطني هذه المناطق، والتعامل مع أوضاع قائمة بالفعل، والتوصل إلى حلول لهذه التحديات، واصفاً التعامل مع هذه التحديات بالتعامل بـ 'مشرط جراح'، وهو ما يستهلك المزيد من الجهد والتكلفة والوقت لتطوير هذه المناطق.
وفيما يتعلق بتنفيذ توجيهات الرئيس السيسي بتطوير العمران، أشار رئيس الوزراء إلى أنه يتم تنفيذ العديد من المشروعات؛ سواء التي تتعلق بالمناطق ذات القيمة المتميزة أو الطبيعة الخاصة، ومنها مشروع إحياء القاهرة التاريخية لإعادتها إلى رونقها وتعظيم الاستفادة منها، موضحاً أن مشروعات التطوير العمراني تتضمن كذلك مشروعات تتعلق بالمناطق غير المتوافقة عمرانيا وغير المستغلة، ومنها مشروع تطوير عواصم المحافظات والمدن الكبرى، وذلك من خلال إعادة توظيف الأراضي المملوكة للدولة داخل هذه المدن والتي كانت غير مستغلة، وبها أنشطة غير متوافقة مع التطور الذي يحدث في هذه المدن عبر تنفيذ العديد من مشروعات الإسكان والتنمية لسكان هذه المناطق، منوها إلى أن المستهدف من هذا البرنامج هو توفير نصف مليون وحدة سكنية.
كما تناول رئيس الوزراء مشروع تطوير القاهرة التاريخية، مشيراً في ضوء ذلك إلى المتابعة المستمرة لهذا المشروع من قبل الرئيس، ومؤكداً أن الهدف من هذا المشروع هو إحياء القاهرة التاريخية، وإعادتها لسابق عهدها من عشرات السنين، والقضاء على الإهمال الذي لحق بها، لافتا إلى أن استراتيجية تطوير القاهرة التاريخية تعتمد على عدد من المحاور، منها الحفاظ على المباني الأثرية وذات القيمة، وذلك من خلال الترميم وإعادة الاستخدام، وكذا العمل على إحياء النسيج العمراني التاريخي للمناطق، مع إجراء حصر للأنشطة غير الملائمة لطبيعة المنطقة التاريخية، وتخصيص أماكن بديلة لها، أوتشجيعها علي تغيير النشاط، إلى جانب تأهيل الأحياء العمرانية ذات القيمة التاريخية، وإعادة استخدامها بالاستخدام المناسب لها.
كما أوضح رئيس الوزراء أن مناطق التطوير بالمرحلة العاجلة لإعادة تأهيل الأحياء العمرانية ذات القيمة التاريخية تتضمن مناطق: باب زويلة وحارة الروم، ومسجد الحاكم، ودرب اللبانة، والفسطاط، ومسجد الحسين، والأزهر، مسلطا الضوء على الوضع الراهن لهذه المناطق والذي آلت إليه منذ فترات، والمنظور المقترح لتطويرها، وما يتم من أعمال لإزالة الركام والتراكمات الموجودة بهذه المناطق لاستكمال أعمال تطويرها، وإعادة إنشاء المباني الخرِبة بالطابع الإسلامي، إلى جانب تنفيذ تطوير كامل لمختلف شبكات المرافق بها، وذلك للوصول بها إلى أن تصبح هذه المناطق منطقة تراث عالمي.
ونوه رئيس الوزراء إلى المشروعات الجاري تنفيذها لتطوير منطقة الفسطاط ومحاور العمل بها، وما تتضمنه من مخططات للتطوير، تشتمل على تطوير منطقة سور مجرى العيون، ومشروع عين الحياة، بالإضافة إلى المخطط العام لمشروع حدائق الفسطاط، الذي يستهدف إنشاء حديقة مركزية فى قلب القاهرة، كالتى يتم إنشاؤها فى قلب العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك على مساحة تقترب من الـ 500 فدان، تحتوى على جميع العناصر الترفيهية والخدمية لقاطني القاهرة الكبرى، وصولاً لتغيير وجه هذه المنطقة بالكامل، موضحاً كذلك الأعمال الخاصة بتطوير ساحة مسجد عمرو بن العاص.
ولفت رئيس الوزراء إلى ما تم من إخلاء لمنطقة بطن البقرة، وكذا باقى المناطق غير الآمنة المتضمنة لمشروع تطوير منطقة الفسطاط، والتصور المقترح لإقامة مشروع سكني بمنطقة بطن البقرة؛ لإتاحة رصيد سكني لخلخلة باقي المناطق غير المخططة، سعيا للنهوض بمستوى الحياة بها، مشيراً كذلك إلى أنه جار تطوير منطقة عزبة أبو قرن، التي يقطنها نحو 4750 أسرة.
كما أشار رئيس الوزراء إلى ما تم تنفيذه في منطقة سور مجرى العيون، ومنطقة عين الحياة، والإزالات التي تمت للعشوائيات التي كانت موجودة بها، والتى شرفت بافتتاح الرئيس لها خلال الاحتفال بنقل موكب المومياوات إلى متحف الحضارة، مؤكداً أن هذه المنطقة تحولت إلى رئة خضراء داخل القاهرة.
وخلال عرضه، تطرق الدكتور مصطفى مدبولي إلى مشروع تطوير عواصم المحافظات والمدن الكبرى، مشيراً إلى أن هذا المشروع يتضمن إنشاء 500 ألف وحدة سكنية، حيث تم البدء بتنفيذ نحو 25% من هذا المشروع، لافتاً إلى أنه يتم تخطيط باقي الأراضي تباعاً، بالتعاون مع الهيئة الهندسية تمهيداً للبدء في تنفيذها، وموضحاً في الوقت نفسه أن هناك 125 ألف وحدة يتم تنفيذها بالفعل، مستعرضاً مناظير للعمارات السكنية التي يتم تنفيذها.
وفي سياق الحديث عن هذا المشروع، تناول رئيس الوزراء التصور العام لمشروع تطوير مدينة السويس، مشيراً إلى أن المستهدف هو إنشاء ما يقرب من 20 ألف وحدة سكنية جديدة، لإعادة تسكين المناطق غير اللائقة، ومستعرضاً نسب الإنجاز بهذا المشروع، والتي وصلت إلى الانتهاء من أعمال الإنشاء حتى الطابق الرابع من وحدات الإسكان.
كما استعرض مشاريع الإسكان بمحافظة القليوبية بما في ذلك مشروع أهالينا 3 وبعض المناطق الأخرى، منوهاً إلى أنه يتم حالياً الانتهاء من الهيكل الخرساني في المنطقة، وتطرق كذلك إلى مشروعات التطوير بمحافظة دمياط في مدينة رأس البر.
وأوضح رئيس الوزراء أن ما تم استعراضه يمثل فقط نماذج لما يتم تنفيذه في إطار مشروع تطوير عواصم المحافظات والمدن الكبرى، مضيفاً أنه سيتم تركيز الجهود خلال الفترة القادمة على الانتهاء من إنشاء نصف المليون وحدة إسكان المستهدفة في مشروع تطوير عواصم المحافظات والمدن الكبري، واستكمال تطوير المناطق العشوائية غير المخططة، واستكمال مشروع تطوير القاهرة التاريخية درة القاهرة القديمة، لافتاً إلى أن تكلفة هذه المشروعات تتجاوز الـ 600 مليار جنيه، تنفقها الدولة لتغيير وجه الحياة فى مصر.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أن الرئيس السيسي وجه بألا تتوقف أبداً عملية التطوير، والاستمرار في استكمال باقي المشروعات خلال الفترة المقبلة، وإعادة البناء بشكل يحقق جودة الحياة لأهالينا في هذه المناطق، حتى يتسنى لنا تغيير وجه المدن المصرية بأكملها، بحيث يكون تطوير المدن المصرية إلي جانب مشروع تطوير الريف المصري والمبادرة الرئاسية 'حياة كريمة' عنواناً للجمهورية الجديدة، التي نطمح جميعاً أن تكون عليه مصر خلال السنوات القليلة المقبلة.
واستعرض الدكتور مصطفى مدبولي فيلماً تسجيلياً حول عملية إزالة المناطق العشوائية بمنطقة عزبة أبو قرن، واستطلاع آراء الأهالي حول عملية التطوير بالمنطقة واستلامهم للوحدات السكنية الجديدة، والتي عكست رضاءهم عن تغيير مستوى معيشتهم بشكل يحقق حياة كريمة لأسرهم، فضلا عن حماية أطفالهم من المخاطر التي تهدد حياتهم بالمناطق العشوائية.
كما عرض رئيس الوزراء صورا للمناطق العشوائية غير الآمنة قبل وبعد أعمال التطوير ونقل الأهالي إلى المساكن الجديدة البديلة، وذلك في جميع المناطق التي تمت إزالتها على مستوى الجمهورية، موضحا الفارق الكبير الذي أحدثته الدولة المصرية والذي أدى إلى تغيير وجه هذه المناطق، مستعرضا ما تم إنجازه في محافظة القاهرة كنموذج، لافتا إلى أنه يتبقى فقط ١٥ منطقة من إجمالي ٥٤ منطقة كان مستهدفا نقل الأهالي منها في ٢٠١٥ ، حيث سيتم نقلهم إلى المناطق الجديدة التي تم بناؤها في منطقتي : السلام ومعا ، وبنهاية العام الجاري سيتم إزالة جميع المناطق العشوائية غير الآمنة من خريطة محافظة القاهرة، مؤكدا أن توجيهات الرئيس تظل نُصب أعيننا وهي ألا ترى أعيننا النوم حتى يتم إخلاء هذه المناطق العشوائية غير الآمنة وتطويرها بشكل حضاري.