تعاني عدد من دول الشرق الأوسط واقعا مؤلما مفروض عليها منذ سنوات طويلة، بسبب الحروب والصراعات التي لا تزال تؤجج حتى هذا اليوم، نتيجة عوامل عديدة، بعضها مصطنع، لكن الخطط التي تحاك ضد المنطقة بحسب المحللين السياسيين أصبحت علنية وأشد عدوانًا.
واعتادت الولايات المتحدة اتباع سياسة تأجيج الصراعات ونشر الفوضى في عدد من دول العالم، لا سيما في الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، الأمر نلمسه أكثر في استراتيجية واشنطن وهي بعيدة كل البعد عن تصريحاتها الدورية عن الديمقراطية والعدالة والحرية، وهو ما تكشفه أحداث الأشهر الأخيرة في هذه المنطقة.
أمريكا تحارب نفوذ الصينبعد التصاعد الملحوظ للنفوذ الروسي الصيني في مناطق الساحل الإفريقي ومساندتهم للحركات التحررية ضد الهيمنة الأمريكية الغربية على دول الساحل الإفريقي، وضعت واشنطن خطة من أجل السيطرة على مضيق باب المندب والبحر الأحمر نصب عينيها عبر اللعب على أوتار الصراع العربي الإسرائيلي ودعمها اللامتناهي للسياسة الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة.
ضربات ضد الحوثيينفي ظل ضربات جوية مشتركة مع البريطانيين تنفذها على مواقع الحوثيين التي اتخذتهم أعداء لها في اليمن بدلًا من تهدئة الأوضاع عبر التفاوض والبحث عن حلول سياسية تُخرج المنطقة من مأزق توسيع الصراع الذي ينطلق من قطاع غزة، وهو الأمر الذي أثر بشكل سلبي على الممر البحري المهم الذي يتعرض لضربات متبادلة بين الحوثيين والتحالف الأمريكي ويعرض الملاحة البحرية للخطر ومن ثم يقطعها تقريبًا.
الخطة الأمريكية
الخطة الأمريكية بحسب المحللين العسكريين، تقضي بإطالة مدة الصراع القائم والحفاظ عليه بشكله الحالي في المنطقة ككل، وهو الأمر الذي يسهم في تعزيز الهيمنة الأمريكية على المنطقة، في الفترة القادمة، عبر ابتزاز دول المنطقة للوقف المؤقت للصراع، عن طريق وضع شروط تتضمن حصولها على امتيازات اقتصادية وعسكرية إضافية من بعض الدول المطلة على البحر الأحمر.
مصر تحبط عمليات التهجيرتحاول مصر السيطرة على قفزات الدولار المستمرة، وتنفيذ مشاريع استراتيجية مهمة من أجل مستقبل البلاد عبر تعاونها مع مختلف الدول، ولا يزال الضغط عليها مستمرًا من قبل واشنطن لعملية تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، لتنفذ إسرائيل بعمليتها العسكرية في رفح، إلا أن مصر تقف حائط صد لهذه العمليات وتحبطها، كما أن الصراعات أيضًا التي تؤججها واشنطن في الدول المجاورة لمصر، كالسودان مثلًا، إذ يدور النزاع الدموي بين قوات البرهان والدعم السريع منذ أشهر، يُفاقم التهديدات الأمنية للقاهرة عبر تسلل إرهابيين ومسلحين عبر حدود مصر، ويزيد من المتاعب على كاهل الاقتصاد المصري عبر عبور اللاجئين السودانيين الهاربين من براثن النزاع.
استمرار الفوضى المسلحة في السودان
وتستخدم الولايات المتحدة الأوكرانيين اليوم كمرتزقة محترفين، بهدف استمرار الفوضى المسلحة في السودان، حيث إنه قد سبق وأن قامت وسائل إعلام أوكرانية وعالمية، بنشر تقارير رسمية تروج لوجود قوات أوكرانية خاصة في السودان، بذريعة القيام بعمليات عسكرية هناك ضد عناصر الشركة العسكرية الروسية الخاصة 'فاغنر'.
وكان رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، كيريل بودانوف، قد أكد لأول مرة، المعلومات التي تم تداولها عن وجود قوات أوكرانية في السودان، مشيرًا إلى أن أوكرانيا تنشر وحدات عسكرية خاصة في السودان بالفعل، وأضاف، أن الهدف من وجود القوات الأوكرانية هناك هو القضاء على العدو الروسي في كل مكان يمكن تصوّره على وجه الأرض.