أعلنت السلطات الصينية، اليوم، وفاة 17 شخصًا بسبب فيروس كورونا الغامض الذي يشبه فيروس 'سارس'، وكشفت عن إجراءات لكبح انتشار المرض، ونصحت سكان 'ووهان' بعدم مغادرة المدينة، وذلك وسط تحذيرات من خطورة الموقف خاصة وأن الصين تستعد للاحتفال بالعام القمري الجديد في 25 يناير الجاري وأن مئات الملايين سوف يزورون البلاد، فيما تكثف منظمة الصحة العالمية من اجتماعاتها للنظر في احتمالية اعتبار هذا الفيروس حالة طوارئ عالمية، خاصة في ظل الزيادة المطردة في أعداد المصابين به.
ووفقا لصحيفة 'الجارديان' البريطانية، فإن هذا الرقم، الذي أعلنته حكومة مقاطعة 'هوبي' بوسط البلاد، التي يعتقد أن الفيروس نشأ منها، يضاعف تقريبا عدد الوفيات المقدرة سلفا.
فحص المسافرين إلى كولكاتا بالهند القادمين من الصين بكاميرا حرارية بحثًا عن علامات الإصابة بالفيروس
وكانت لجنة الصحة الوطنية الصينية قد ذكرت، في وقت سابق اليوم الأربعاء، أن تسعة أشخاص توفوا بسبب الفيروس الذي ينتقل عبر الجهاز التنفسي، بينما أصيب أكثر من 470 آخرين.
تنطلق من 'ووهان' رحلات مباشرة إلى 104 وجهة، 29 منها خارج الصين
وتعتبر الصين الآن في خضم أزمة صحية عامة؛ حيث اجتاحت البلاد سلالة جديدة من فيروس كورونا، من عائلة الفيروسات التي أدت إلى ظهور فيروس متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد، المعروف بـ(سارس). وأعلن المسؤولون أن البلاد تمر الآن بأكثر المراحل أهمية للوقاية من هذا الفيروس والسيطرة عليه، خاصة وأن الصين تستعد للاحتفال بالعام القمري الجديد في 25 يناير الجاري وأن مئات الملايين سوف يعبرون البلاد.
بين نوفمبر 2002 وأغسطس 2003، كان هناك ما يقرب من 8500 حالة إصابة بالسارس، حوالي 1000 منها كانت قاتلة
وقال لي بن، نائب مدير اللجنة الصحية الوطنية: إن 'مهرجان الربيع هو قاب قوسين أو أدنى... مما يزيد بشكل موضوعي من خطر انتشار المرض وصعوبة الوقاية منه والسيطرة عليه، مضيفا 'يجب ألا نتجاهل ذلك، ونكون يقظين للغاية'، مشيرا إلى أنه 'قد ينضج هذا الفيروس، وهناك خطر من انتشاره بشكل أكبر'. وتم حث الجمهور على تجنب المناطق المكتظة بالسكان.
طاقم طبي يرتدي ملابس واقية يستقبل المرضى في عيادة الحمى في مستشفى عام في ووهان، 21 يناير
بدورها، تعقد منظمة الصحة العالمية اجتماعًا طارئًا اليوم الأربعاء لتقرير ما إذا كان يجب اعتبار هذا الفيروس حالة طوارئ صحية عالمية.
وفي الأسبوع الماضي، ارتفع عدد الإصابات المؤكدة بأكثر من ثلاثة أضعاف، وتم العثور على حالات في 13 مقاطعة، بالإضافة إلى بلديات بكين وشانجهاي وتشونجتشينج وتيانجين. فيما كانت جميع الوفيات في مقاطعة هوبي. وقالت اللجنة الصحية إنه تم تحديد أكثر من ألفي شخص على اتصال وثيق مع المرض، وأن أكثر من 1000 كان تحت المراقبة الطبية الحالية.
موظفو مستشفى ينظفون مدخل الطوارئ في مركز ووهان للعلاج الطبي، حيث يتم علاج المرضى المصابين بالفيروس جديد، ووهان، الصين
وأضاف 'لي' أن الزيادة في عدد الحالات التي هي على اتصال وثيق مع المرض كانت نتيجة لفهم أعمق للفيروس والتحسينات فيما يتعلق بآليات الكشف عنه، مضيفا أن ووهان، عاصمة مقاطعة هوبي، التي يُعتقد أن الفيروس ظهر أول ما ظهر بأحد أسواقها، وضعت تحت إشراف أكثر صرامة، مع حظر بيع الدواجن الحية بها. وقال إن الحيوانات البرية والدواجن لم يعد مسموحا لها في المدينة.
لي بن، نائب مدير اللجنة الصحية الوطنية في الصين
إلى ذلك، ألغت الحكومة المحلية بالمقاطعة الأنشطة العامة خلال العطلة، بما في ذلك الصلاة السنوية في معبد قوييان في المدينة، والتي جذبت 700 ألف سائح العام الماضي.
من جهته، حث عمدة ووهان 'تشو شيان وانج' السكان على عدم مغادرة المدينة، كما حث الزائرين تجنب دخولها؛ حتى يمكن تقليل إمكانية انتقال العدوى. وقال 'تشو' للقناة التلفزيونية الحكومية CCTV 'إذا لم تكن الزيارة ضرورية، فنحن نقترح ألا يأتي الناس إلى ووهان'.
مختصون يقيسون درجات حرارة الركاب على متن طائرة اير تشاينا من ووهان إلى ماكاو في وقت سابق من هذا الشهر
وتم وضع ماسحات ضوئية للحمى في محطة القطار والمطار بالمدينة، فيما يتحقق المسؤولون من درجة حرارة السائقين عند نقاط التفتيش على الطرق السريعة، بينما مُنعت الأفواج السياحية الخارجية من مغادرة المدينة التي يسكنها 11 مليون شخص.
وأشارت لجنة الصحة الوطنية إلى أن الفيروس يتم التعامل معه على أنه مرض من الدرجة الأولى، مما يعني أن السلطات يمكنها عزل المرضى وإغلاق المناطق المصابة.
نقل مريض يشتبه في إصابته بالفيروس التاجي من مطار في هويتشو، الصين، في أنبوب بلاستيكي
وقال 'لي' إن الحكومة نفذت إجراءات لمنع مزيد من الانتشار للفيروس، بما في ذلك إضافة فحوصات الحرارة، وتقليل الحشود الكبيرة، وفحص المزيد من المرضى المحتملين، والمزيد من الحماية للعاملين الصحيين.
تم تأكيد وجود الفيروس خارج الصين؛ في الولايات المتحدة وتايلاند وكوريا الجنوبية وتايوان واليابان. وأكدت تايلاند، اليوم، أربع حالات إصابة جديدة بالفيروس بينما أبلغت مقاطعة ماكاو الصينية عن أولى حالاتها، وقام المسؤولون بإجراء فحوصات طبية في جميع المطارات التي لديها رحلات يومية قادمة من 'ووهان'، بما في ذلك 'سوفارنابومي' و'دون دونج' و'تشيانج ماي' و'فوكيت'.
ركاب يرتدون كمامات في محطة سكة حديد هونجتشياو خلال السفر إلى مهرجان الربيع، شنجهاي اليوم
ووفقا لما ذكرته وسائل الإعلام المحلية، فإن ما يصل إلى 1400 سائح من 'ووهان' يزورون تايلاند كل يوم، ومن المتوقع أن يسافر الكثير منهم للاحتفال بالعام القمري الجديد.
وفي إقليم هونج كونج، الذي تضرر بشدة من فيروس 'سارس'، أكدت السلطات المحلية تسجيل أول حالة به اليوم، وفقًا لوسائل الإعلام المحلية.
من جانبها، ناشدت رئيسة تايوان 'تساي إنج ون' المواطنين بعدم زيارة وسط الصين؛ وكتبت 'ون' في صفحتها على فيسبوك، في وقت متأخر من يوم أمس الثلاثاء، 'أريد دعوة مواطنينا، يرجى عدم زيارة هذه المنطقة إذا لم تكن هناك ضرورة لذلك'، في إشارة إلى 'ووهان'.
وقالت إحدى شركات السياحة إن كوريا الشمالية منعت دخول السياح الأجانب أيضًا في سبيل الوقاية من انتشار فيروس جديد قادم من الصين. وسيبدأ الإغلاق المؤقت للحدود الكورية الشمالية اليوم الأربعاء، وفقًا لـ Young Pioneer Tours، وهي شركة سفريات صينية متخصصة في الرحلات إلى كوريا الشمالية.
وفي الوقت نفسه، قالت شركة طيران كاثي باسيفيك في هونج كونج إنها ستسمح لطاقم المقصورة بارتداء كمامات خلال رحلاتها إلى البر الرئيسي للصين، بعد أن قالت إحدى نقابات مضيفات الطيران إنها تلقت سيل من الرسائل المثيرة للقلق من أعضائها.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
