في حين يواجه العالم خطر انتشار فيروس كورونا المستجد والذي ظهر في الصين ثم انتشر إلى آسيا وأوروبا، حيث أودي بحياة آلاف الأشخاص، ظهر وباء حمى لاسا القاتل، والذي انتشر في نيجيريا بغرب أفريقيا، متسببًا في قتل 30 شخصًا على الأقل خلال شهر يناير الماضي وحتى وقتنا هذا، بحسب ما أعلنه المركز النيجيري لمكافحة الأمراض.
تكون حمى لاسا قاتلة في 1% من الحالات، وتنتهي من 15إلى 20% من الحالات المدخَلة إلى المشافي بالوفاة، وقد تحدث الوفاة بعد أسبوعين من ظهور الأعراض بسبب فشل أعضاء متعددة، ويكون المرض خطيرًا على للنساء الحوامل في الثلث الأخير من الحمل، إذ يحدث الإجهاض العفوي في نسبة 95% من الحالات.
وأعلن المركز النيجيري لمكافحة الأمراض، اليوم، أن السلطات الصحية النيجيرية اتخذت تدابير طارئة للتعامل مع زيادة حالات الإصابة بحمى "لاسا"، موضحا أنه اعتبارًا من 24 يناير الجاري تم الإبلاغ عن إصابة 195 حالة مؤكدة و29 حالة وفاة في 11 ولاية نيجيرية، لافتًا إلى أنه جرى تنشيط مركز وطني لعمليات الطوارئ لتنسيق الاستجابة للعدد المتزايد من حالات حمى "لاسا" في جميع أنحاء البلاد.
وتقدم "أهل مصر" في هذا التقرير، أبرز المعلومات عن وباء حمى لاسا القاتل، والتي نقلت للإنسان عن طريق فأر "المستوم الأثيل" Mastomys natalensis، وهو أحد أكثر القوارض انتشارًا في أفريقيا الاستوائية.
حمى لاسا Lassa Fever:
هي مرض فيروسي حاد ينقله أحد أنواع الفئران، وهي شائعة في غرب أفريقيا، وقد تكون مهددة للحياة، الفيروس المسبب من النوع النزفي "أي يسبب النزيف"، مع أن 8 من أصل كل 10 من حالات العدوى بالفيروس لا تبدي أي أعراض، يصيب الكبد والكلى، أو الطحال، وقد يكون قاتلًا.
ويستوطن المرض، في عدة دول غرب أفريقيا، إذ تقدر الإحصائيات معدلات الإصابات بالفيروس المسبب لحمى لاسا بما يترواح بين 100000 إلى 300000 حالة كل سنة في غرب أفريقيا، مع معدل وفيات يقارب 5000 حالة وفاة بسبب المرض.
أسباب انتشار حمى لاسا:
- عندما يُصاب الفأر بالفيروس، فإنه يطرحه مع فضلاته، وقد يستمر بطرحه لبقية حياته، وبناء على ذلك قد ينتشر الفيروس بسهولة، بالأخص أن الفئران تتكاثر بسرعة وقد تعيش في منازل البشر
- يعَد تناول فضلات الفأر أو استنشاقها أشيع طرائق انتقال المرض
- وقد ينتقل أيضًا عبر الجروح أو القروح المفتوحة
- تعيش الفئران قرب المناطق المأهولة بالسكان، وغالبًا ما تحتك هذه الفئران بالمؤن الغذائية
- وقد يأكل بعض البشر الفئران أحيانًا فينتشر المرض حينها أثناء تحضيرها
- قد تنتقل العدوى من شخص إلى آخر عبر الدم أو الأنسجة أو الفضلات أو المفرزات، ولكن لا ينتقل عبر اللمس.
- قد ينتقل أيضًا عبر الإبر المستعملة
- بعض تقارير أشارت إلى إمكانية انتقاله عبر الاتصال الجنسي أيضًا
- قد ينتشر بين المرضى والعاملين في المشافي غير المجهزة جيدًا حيث التعقيم وثياب الحماية ليست بالمستوى المطلوب.
أعراض حمى لاسا:
تظهر الأعراض عمومًا بعد 6-21 يومًا بعد الإصابة بالعدوى. لا تظهر أعراض واضحة عند بنسبة 80% تقريبًا من الإصابات رغم إمكانية ظهور توعك عام وصداع وحمى خفيفة.
تصبح حمى لاسا في نسبة 20% المتبقية من الحالات خطيرة.
أعراض حمى لاسا :
- صعوبة في التنفس
- سعال
- صعوبة في البلع
- آلام في الصدر والظهر والبطن
- تورم في الشعب التنفسية
- إقياء وإسهال مدميان
- عدم انتظام في القلب
- التهاب الدماغ
- التهاب الكبد
- تورم في الوجه
- ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه
- الصدمة
- فقدان السمع الذي قد يصبح دائمًا
- التهاب السحايا
- نوبات صرع
تشخيص حمى لاسا:
يتشابه المرض مع أمراض فيروسية نزفية أخرى مثل الـ إيبولا، والملاريا والتيفوئيد، ويجب على المصاب أن يجري تحاليل مخبرية، ويراعى أن التعامل مع العينات قد يشكّل خطرًا؛ لذا يجب أن تجريها المؤسسات المتخصصة فقط.
يشخص المرض عمومًا بمقايسة الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم ELISA، وهو اختبار قادر على كشف الأضداد المناعية IgM و IgG التي يشكلها الجسم، ويكشف عن مستضدات الفيروس أيضًا، ويمكن أيضًا إجراء اختبار الاستنساخ العكسي لتفاعلات سلسلة البوليميرات RT-PCR في المراحل الأولى من المرض.
علاج حمى لاسا:
قد يزيد تعويض السوائل ومعالجة الأعراض من فرص النجاة عند التشخيص المبكر؛ إذ أُثبت أن المضاد الفيروسي ريبافيرين Ribavirin نافع في معالجة المرض عند وصفه في مراحل المرض الأولى، على الرغم من أن آلية عمله ما تزال غير واضحة، لكن المناطق التي تفشى فيها المرض تعاني من محدودية الدواء.
لا يمكن استعمال ريبافيرين للوقاية من المرض قبل حدوثه، ولا تتوفر حاليا أي لقاحات ضد المرض، ولكن العمل جارٍ على توفير لقاح مناسب، وهناك عدة أدوية تبدو واعدة.
وذكرت مقالة نشرت في مجلة The Lancet في أبريل عام 2018، أن اتحاد الابتكارات الخاصة بالاستعداد لمواجهة الأوبئة CEPI وشركة Themis للعلوم البيولوجية، تطوران لقاحًا لحمى لاسا يخضع الآن للمرحلة الثانية من التجارب السريرية، وأنهما سيسرّعان عمليتي البحث عن اللقاح وتطويره.
وتركز العلاجات الأخرى، على معالجة الأعراض والحفاظ على الوظائف الجسدية، وهذا يتضمن مستويات سوائل الجسم وتوازن الشوارد والأكسجة وضغط الدم.
طرق الوقاية من حمى لاسا :
- غسل اليدين بانتظام
- حفظ الأطعمة في صناديق محمية من القوارض
- إبعاد القمامة عن المنزل
- تربية القطط المنزلية
- تجنب ملامسة الدم والسوائل الجسدية الأخرى عند رعاية أقرباء مصابين
- اتباع إجراءات الدفن الآمنة
- استخدام المعدات الواقية في مراكز الرعاية الطبية كالأقنعة والنظارات
- ينتشر فأر Mastomys بأعداد هائلة لدرجة أن فكرة القضاء عليه تمامًا غير واقعية لهذا فإن الهدف الرئيس هو تجنب هذه القوارض وإبعادها عن المنازل المأهولة.