على مدار عام، تحملت مصر مسؤولية تجاه القارة الأفريقية حين أصبحت رئيس للاتحاد الإفريقي، وكانت تلك المرة الرابعة، وتركزت مسؤولية مصر تجاه أفريقيا، منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الاتحاد، في شهر فبراير الماضى، على بذل الجهد والتمسك بوحدة دول القارة، تلبية لتطلعات وطموحات شعوبها في خلق قارة مستقرة ومزدهرة تكفل العيش الكريم لجميع أبنائها، حيث لم تعد إفريقيا هدفا فحسب بل أصبحت إرادة رئيسية نحو تحقيق التنمية المستدامة التي تنشدها دولها، واستعرض تقرير مجلس الوزراء إنجازات مصر أثناء رئاسة الاتحاد الإفريقي خلال فترة رئاسة مصر.
إنجازات مصر أثناء رئاسة الاتحاد الإفريقي
على المستوى السياسي
استضافت القاهرة اجتماعًا رفيع المستوى لـ'الترويكا' الأفريقية ولجنة ليبيا، وناقشت القمة آخر التطورات على الساحة الليبية وسبل احتواء الأزمة وإحياء العملية السياسية في ليبيا والقضاء على الإرهاب، وذلك بمشاركة رؤساء رواندا وجنوب أفريقيا، ورئيس الكونغو بصفته رئيسا للجنة المعنية بليبيا في الاتحاد، بالإضافة إلى مشاركة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى.
واستضافت قمة تشاورية للشركاء الإقليميين للسودان، والمنتدى الأفريقى الأول لمكافحة الفساد، ومنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، وأعمال اللجنة الوزارية المختصة للدفاع والأمن والسلامة الأفريقية والدورة العاشرة لمنتدى البريد الأفريقى.
وقدمت مصر أفريقيا للعالم من خلال المؤتمرات والمحافل الدولية التي شارك فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي متحدثاً باسمها في الأمم المتحدة، وفى القمة الألمانية الأفريقية التي عقدت في برلين مستهدفة تعزيز التعاون الاقتصادي بين أفريقيا ودول مجموعة العشرين.
مصر والاتحاد الإفريقي
على المستوى الاقتصادي
وفى منتجع سوتشى الروسى، عقدت فعاليات المنتدى الاقتصادي الأفريقي الروسي الذي عقد لأول مرة على هذا المستوى في تاريخ العلاقات بين الجانبين بمشاركة 40 دولة، حيث قام الرؤساء المشاركون باعتماد إعلان ختامي يعكس المبادئ التي تم الإتفاق عليها وأهمها احترام قواعد القانون الدولي، ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة؛ وتحقيق السلم والأمن، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتسوية الصراعات بالطرق السلمية؛ ودعم أجندة التنمية الإفريقية 2063، 2030 ،وتدشين آلية وزارية لمتابعة الحوار والشراكة بين الجانبين.
وفى العاصمة الصينية، عقدت قمة صينية إفريقية مصغرة على هامش اجتماعات مجموعة العشرين، وأكد المشاركون فيها حرص مصر على القيام بدور فاعل وداعم لتحقيق الأهداف المرجوة من المشاركة بين الصين وأفريقيا والتركيز على أولويات التنمية في أفريقيا.
وخلال مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية 'تيكاد'، الذي عقد بمدينة يوكوهاما، تلك القمة رفيعة المستوى التي تنظمها اليابان سنويا لدعم أفريقيا وتطلعاتها التنموية، تم مناقشة أهمية التنمية الافريقية من خلال الشعوب والتكنولوجيا والابتكار والاستقرار بالقارة، ومواصلة جهود إصلاح مجلس الأمن الدولي، وممثلا عن قارة أفريقيا.
منتدى أسوان للسلام والتنمية بإفريقيا
وفى شهر ديسمبر الماضى، انطلقت فعاليات منتدى أسوان للسلام والتنمية بإفريقيا في نسخته الاولى والذي حقق الكثير من المكاسب لصالح القارة السمراء، حيث جاءت توصيات المنتدى بضرورة تشجيع دول القارة على تناول مشكلة النزوح القسرى، بالإضافة إلى دعوة الاتحاد الإفريقى لمواصلة عمليات دعم السلام، وتشجيع دول القارة الخارجة من نزاعات على تمكين المرأة وتأمين حقوقها، مطالبة شراكات الاتحاد الافريقي
بالاستثمار في القدرات البشرية.
شارك السيسي في القمة التنسيقية المصغرة الأولى للاتحاد الأفريقي التي عقدت في نيامي، عاصمة النيجر في الثامن من يوليو الماضى، سعيا لتحقيق التكامل القاري والإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي، ومتماشية مع مُحددات الموقف المصري تجاه الجهود القائمة في هذا الصدد، حيث جرى تخصيصها للنظر في تقسيم العمل وتوزيع المهام بين الاتحاد والتجمعات الاقتصادية الإقليمية الأفريقية.
منتدى إفريقيا للاستثمار
وساهمت مصر في إنشاء صندوق للاستثمار في البنية التحتية المعلوماتية بهدف دعم التطور التكنولوجي والتحول الرقمي في القارة، وذلك لبناء اقتصاديات حديثة قائمة على أحدث النظم التكنولوجية، كما وقعت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، ومفوضية الاستثمار الإثيوبية بجمهورية إثيوبيا الديمقراطية مذكرة تفاهم في مجال تعزيز العلاقات الاستثمارية الثنائية.
وفي 22 نوفمبر الماضي، انطلقت فعاليات منتدى إفريقيا للاستثمار في نسخته الثالثة بالعاصمة الادارية الجديدة، بمشاركة عدد من رؤساء دول وحكومات مختلف الدول الأفريقية، وشملت التوصيات ضرورة تمويل المؤسسات الدولية مشروعات التكامل الإفريقى، واستمرار سياسات الإصلاح الاقتصادى وتحسين مناخ الاستثمار، ومساهمة القطاع الخاص في توفير فرص عمل للشباب، ودعم مبادرات التحول الرقمى في إفريقيا لمواكبة ثورة المعلومات.
إنجازات مصر أثناء رئاسة الاتحاد الإفريقي
على المستوى الاجتماعي
ويعزز فوز مصر برئاسة لجنة السياسات الاجتماعية والفقر بالأمم المتحدة عن قارة أفريقيا، لمدة عامين 2020- 2021، للمرة الثالثة على التوالي منذ إنشاء اللجنة عام 1979، الدور الريادي المصري بالقارة الأفريقية، في ظل ترأس مصر للاتحاد الأفريقي، كما يعظم سبل دعم القارة الأفريقية في مجال تعزيز الهجرة الآمنة وتمكين المرأة وتوفير الرعاية الاجتماعية بكل أشكالها وتكافؤ الفرص في مجالات التعليم والصحة وغيرها، في إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وكذا أجندة إفريقيا 2063، ومن المقرر أن يتم استكمال أعمال اللجنة في إطار رئاسة مصر للجنة السياسات الاجتماعية لوضع الخطط المستقبلية لأعمال اللجنة خلال عامي 2020- 2021.
وفى مجال البنية التحتية ووسائل النقل والمواصلات، جاءت مشروعات الربط بين مصر ودول القارة الأفريقية وعلى رأس مشروعات البُنية التحتية ( مشروع القاهرة – كيب تاون)، يضاف إلى ذلك مشروع الربط الكهربائى بين مصر ودول القارتين الإفريقية والأوروبية، عن طريق إمداد دول القارتين بالكهرباء من خلال الأبراج المعدنية العابرة للحدود، ومشروع الربط المائي ( الإسكندرية – فيكتوريا) هو مشروع للربط المائي بين بحيرة فيكتوريا الواقعة في إفريقيا ومياه البحر الأبيض المتوسط في مصر، ويساهم المشروع في عمل نهضة إقليمية لكل دول حوض النيل.
على المستوى الصحى
تسلمت مصر رئاسة اللجنة الفنية المتخصصة لمكافحة المخدرات بالاتحاد الأفريقى، تزامنا مع المبادرات التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي في مجال الصحة والتي تهدف إلى محاربة الأمراض السارية وغير السارية، وخاصة مبادرة '100 مليون صحة' والتي شملت فحص المقيمين من غير المصريين، كما تعتزم مصر إنشاء مركز إقليمي لدعم مبادرات الصحة العامة يكون مقره القاهرة، وذلك لتفعيل مبادرات الصحة العامة في الدول الأفريقية للتخلص من الأمراض والأوبئة التي تشكل عبئًا كبيرا على الدول الأفريقية الشقيقة.
وجاء عقد ملتقى الشباب العربي الأفريقي الذي استضافته أسوان، في مارس الماضى، اهتماما من الرئيس بالشباب الإفريقى حيث شارك فيه أكثر من 1500 شاب أفريقي وعربي لمناقشة قضايا وتحديات القارة السمراء والمنطقة العربية، وفيه أوصى الرئيس بتشكيل فرق عمل من الشباب العربي والإفريقي، لتولي إعداد تصور خاص لتحقيق فرص التكامل العربي .