اعلان
اعلان

لماذا خلق الله الشيطان ؟ هل خلق الله إبليس لغواية الناس؟

قرآن
قرآن

يقول المولى سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ. لكن مع ذلك فقد خلق الله الشيطان الذي توعد بغواية البشر وصرفهم عن عبادة الله . يقول المولى سبحانه وتعالي مخبرا عن ابليس : قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ، يقول الطبري في تفسير هذه الآية : أرأيت هذا الذي كرّمته عليّ، فأمرتني بالسجود له، ويعني بذلك آدم ( لَئِنْ أَخَّرْتَنِي ) أقسم عدوّ الله، فقال لربه: لئن أخرت إهلاكي إلى يوم القيامة ( لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلا قَلِيلا ) يقول: لأستولين عليهم، ولأستأصلنهم، ولأستميلنهم. ولكن لماذا خلق الله الشيطان.؟ هل خلق الله الشيطان ليغوي الانسان ثم يعاقب المولى من يتبع الشيطان بأن يخلد في النار.؟ ماذا يقول المفسرون في سبب خلق الله للشيطان ؟ يقول ابن القيم رحمه الله في بيان ذلك، فقال في كتابه: شفاء العليل: (قولهم أي حكمة في خلق إبليس وجنوده؟ ففي ذلك من الحكم مالا يحيط بتفصيله إلا الله ، فمنها: أن يكمل لأنبيائه وأوليائه مراتب العبودية بمجاهدة عدو الله وحزبه ومخالفته ومراغمته في الله وإغاظته وإغاظة أوليائه والاستعاذة به منه والإلجاء إليه أن يعيذهم من شره وكيده فيترتب لهم على ذلك من المصالح الدنيوية والأخروية ما لم يحصل بدونه، وقدمنا أن الموقوف على الشيء لا يحصل بدونه.

اقرأ ايضا .. وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ .. من هو ألد الخصام ؟

ومن أسباب خلق الشيطان التي ذكرها ابن القيم الجوزية : خوف الملائكة والمؤمنين من ذنبهم بعد ما شاهدوا من حال إبليس ما شاهدوه وسقوطه من المرتبة الملكية إلى المنزلة الإبليسية يكون أقوى، وأتم ولا ريب أن الملائكة لما شاهدوا ذلك حصلت لهم عبودية أخرى للرب تعالى وخضوع آخر وخوف آخر كما هو المشاهد من حال عبيد الملك إذا رأوه قد أهان أحدهم الإهانة التي بلغت منه كل مبلغ وهم يشاهدونه فلا ريب أن خوفهم وحذرهم يكون أشد. ومنها: أنه سبحانه جعله عبرة لمن خالف أمره وتكبر عن طاعته وأصر على معصيته كما جعل ذنب أبي البشر عبرة لمن ارتكب نهيه أو عصى أمره ثم تاب وندم ورجع إلى ربه فابتلى أبوي الجن والإنس بالذنب وجعل هذا الأب عبرة لمن أصر وأقام على ذنبه وهذا الأب عبرة لمن تاب ورجع إلى ربه فلله كم في ضمن ذلك من الحكم الباهرة والآيات الظاهرة .

WhatsApp
Telegram