حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة غدا في المساجد، مع التأكيد على جميع الأئمة الالتزام بموضوع الخطبة نصًّا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية، ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية.
وجاء عنوان خطبة الجمعة عن 'المسجد مكانته ورسالته ودوره في المجتمع'، حيث يعد من الموضوعات التي تتعلق بالواقع المعاش، والتي تمس عصب المجتمع، مع الحث على السعي في بناء المساجد، نظراً لأهميتها ودورها في الإسلام.
نص خطبة الجمعة
جاء نص خطبة الجمعة كاملاً حسبما أعلنته وزارة الأوقاف كالتالي:
1
2
3
خطبة الجمعة في المساجد
وتمثل نص خطبة الجمعة في المساجد فيمايلي كالتالي:
عندمَا هاجرَ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلم إلى المدينةِ كان مِن أوائلِ الأعمالِ التي قامَ بها إنشاءُ المسجدِ؛ لكي يكونَ الجامعةَ التي يتخرجُ منها الصحابةُ – رضوانُ اللهِ عليهم – ويتعلمونَ فيهِ كلَّ شيءٍ، ولِمَا لهُ مِن أهميةٍ ومكانةٍ في حياةِ الفردِ والمجتمعِ، وهي أحبُّ الأماكنِ إلى اللهِ تعالى, وأنقَى بقاعِ الأرضِ, وأطهرُ ساحاتِ الدنيَا فعنْ جُبَيْرٍ: «إِنَّ رَجُلًا قَالَ: أَيُّ الْبُلْدَانِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الْبُلْدَانِ أَبْغَضُ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي حَتَّى أَسْأَلَ جِبْرِيلَ فَأَتَاهُ فَأَخْبَرَهُ: أَنَّ أَحَبَّ الْبِقَاعِ إِلَى اللَّهِ الْمَسَاجِدُ وَأَبْغَضَ الْبِقَاعِ إِلَى اللَّهِ الْأَسْوَاقُ».
خطبة الجمعة
فمِنهَا شعَّ نورُ الدعوةِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ, وفيها تزكىَ الأنفسُ، وتهدأُ القلوبُ، وترتاحُ الأرواحُ, ولهذا أمرَ اللهُ – سبحانَهُ- بإقامتِهَا وعمارتِهَا على أكملِ وجهٍ فقالَ ربُّنَا:﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾، وشهدَ لأهلِهَا بالإيمانِ والصلاحِ, ووصفَهُم بوصفِ الرجولةِ فقالَ سبحانَهُ: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾.
خطبة الجمعة غدا
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ، أَوْ رَاحَ، أَعَدَّ اللهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ» (متفق عليه)، وأمرَ رسولُنَا – صلَّى اللهُ عليه وسلم- بتشيدِهَا والقيامِ عليها؛ لأنَّ اللهَ سيجزلُ الأجرَ والمثوبةَ لفاعلِ ذلك فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ، أَوْ أَصْغَرَ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ» (ابن ماجه بسند صحيح)، ولنفقهْ أنَّ الحديثَ النبويَّ هنا قد جاءَ مِن بابِ “إطلاقِ الكلِّ، وإرادةِ الجزءِ”، فالمساهمُ مع غيرهِ في بناءِ مسجدٍ، والمجددُ لهُ، والمتعهدُ بصيانتهِ، ومَن أدخلَ توسعةً عليهِ يكونُ داخلًا في مضمونِ الحديثِ، ألَا فليشاركْ المتبرعُ بما يقدرُ عليهِ صغيرًا كان أو كبيرًا، مالًا أو جهدًا .
عنوان خطبة الجمعة
بناء المساجد
يعد بناءُ المساجدِ مِن الأعمالِ التي يجرِي أجرُهَا للعبدِ بعدَ مَا ينقطعُ عملُهُ بالموتِ قال صلَّى اللهُ عليه وسلم: «سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ، وهُو فِي قَبْرِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ كَرَى نَهْرًا، أَوْ حَفَرَ بِئْرًا، أَوْ غَرَسَ نَخْلا، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ» (رواه البزار بإسناد حسن)، كما أمرَ نبيُّنَا – صلَّى اللهُ عليه وسلم- بتنظيفِهَا مِن القاذوراتِ والأوساخِ، والعنايةِ بها، وأخبرَ أنْ مَن يقومُ على ذلك ثوابُهُ عظيمٌ، وأجرُهُ كبيرٌ.
وحرصَ رسولُنَا – صلَّى اللهُ عليه وسلم- على صلاةِ الجنازةِ على مَن كان يباشرُ ذلك فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ – أَوْ شَابًّا – فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَ عَنْهَا – أَوْ عَنْهُ – فَقَالُوا: مَاتَ، قَالَ: أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي قَالَ: فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا – أَوْ أَمْرَهُ – فَقَالَ: دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ» فَدَلُّوهُ، فَصَلَّى عَلَيْهَا
ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللهَ يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ» (مسلم)، والمساجدُ اليومَ يُصرَفُ عليها الأموالُ الطائلةُ، لذا يجبُ علينَا صيانتُهَا مِن كلِّ أذى أو تخريبِهَا بأيِّ وسيلةٍ كانتْ حتى ولو بالروائحِ الكريهةِ، فإنَّ الملائكةَ تتأذَّى مِمَّا يتأذَّى منهُ بنو آدم، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ، وَلَا الْقَذَرِ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ» (مسلم).
خطبة الجمعة من الأوقاف
كما نهَى أيضًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أَكَلِ الثٌّومِ والبصلِ لمَن يأتي المسجدَ؛ لأنَّ رائحتَهُ تؤذِي المصلين، فعن جَابِرٍ قَالَ: قال رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا، فَلْيَعْتَزِلْنَا أَوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا، وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ» (متفق عليه)، أمَّا إذا تَطَهَّرَ الإنسانُ، واستطاعَ التغلبَ على هذه الرائحةِ، وأذهبهَا بأيِّ منظفٍ أو معجونٍ فإنَّه يذهبُ إلى المسجدِ؛ لأنَّ السببَ الذي مِن أجلهِ مُنِعَ مِن حضورِ المسجدِ قد زالَ، والحكمُ يدورُ مع علتهِ وجودًا وعدمًا.