أحكام عيد الفطر من أهم الأمور التي يبحث عنها المسلم قبل حلول العيد، تلك المناسبة التي تهم قطاع كبير من المواطنين المسلمين في مصر والعالم العربي.
ومنَّ الله عزّ وجلّ على عباده بـ عيد الفطر وإحيائه والاحتفال به، كمناسبة تُمثل أول يوم بعد رمضان حيث تعود فيه إلى المؤمن حريته الشخصية فى مأكله ومشربه، بعد أن كان مُطيعا لربه على مدار الشهر تاركًا طعامه وشرابه وشهواته. لا لشئ إلا في سبيل الله، وطمعا في مرضاته ومغفرته.
أحكام عيد الفطر .. يشعر الشخص المُسلم بفرحتان في هذه الليلة: فرحة القيام بالواجب، واجبِ الطاعة والامتثال لأمر الله، وفرحة الثقة بحسن الجزاء من الله، وهو ما يشير إليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: 'لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ' أخرجه البخارى ومسلم.
كيفية إحياء ليلة العيد
يقوم المسلمون بـ إحياء ليلة العيد من خلال العبادة من ذكر أو صلاة أو زكاة أو غير ذلك من الأعمال الصالحة والعبادات التي تُقرب العبد إلى ربه، منها قضاء النوافل وصلاة التسابيح لما لها من فضل عظيم. حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام: 'مَنْ قَامَ لَيْلَتَى الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا للهِ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ' أخرجه ابن ماجه واللفظ له، والطبرانى فى 'الأوسط' والبيهقى، والمراد بموت القلوب شغفها بحب الدنيا، وقيل الكفر، وقيل الفزع يوم القيامة، ويحصل الإحياء بمعظم الليل كالمبيت بمنًى، وقيل بساعة منه، وعن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما بصلاة العشاء جماعة والعزم على صلاة الصبح جماعة، والدعاء فيهما.
أحكام عيد الفطر
تكبيرات عيد الفطر 2023
تكبيرات عيد الفطر 2023 أو عيد الأضحى، هي سنة مؤكدة وواجبة، إذ قال الله تعالى بعد آيات الصيام في سورة البقرة آية 185: 'وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ'. وكان المقصد بالتكبير في هذا الموضع بعد شهر رمضان أي في عيد الفطر.
كما قال سبحانه فى آيات الحج بسورة البقرة آية 203: 'وَاذْكُرُوا اللهَ فِى أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ'.
وقال الله تعالى أيضا في سورة الحج آية 28: 'لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِى أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ'.
وقال تعالى في سورة الحج آية 37: 'كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ'.. وهنا في آيات سور الحج على ما يكون فى عيد الأضحى.
ويعني بـ التكبير هو التعظيم: والمراد به فى تكبيرات العيد تعظيم الله عز وجل على وجه العموم، وإثبات الأعظمية لله فى كلمة 'الله أكبر' كناية عن وحدانيته بالإلهية.
وشُرع التكبير فى الصلاة لإبطال السجود لغير الله، وشُرع التكبير عند النحر فى الحج لإبطال ما كانوا يتقربون به إلى أصنامهم.
وشرع التكبير عند انتهاء الصيام إشارة إلى أن الله يعبد بالصوم وأنه متنزه عن ضراوة الأصنام بالآية السابقة.. ومن أجل ما سبق، جاءت سُنة التكبير بأن يكبِّر المسلمون عند الخروج إلى صلاة العيد ويكبِّر الإمام فى خطبة العيد.
ويُندب التكبير بغروب الشمس ليلتى العيد فى المنازل والطرق والمساجد والأسواق برفع الصوت للرجل إظهارا لشعار العيد.
أحكام العيد وصيغة التكبيرات
صيغة تكبيرات العيد
لم يرد فى صيغة التكبير شيء بخصوصه فى السنة المطهرة، ولكن درج بعض الصحابة منهم سلمان الفارسى رضى الله عنه على التكبير بصيغة: 'الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد' والأمر فيه على السَّعة، لأن النص الوارد فى ذلك مطلق، وهو قوله تعالى في سورة البقرة: 'وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ'.
هذا ودرج المصريون من قديم الزمان على الصيغة المشهورة وهي: 'الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاهُ، مُخْلِصِين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا'.
وتعتبر هى صيغة مشروعة صحيحة استحبها كثير من العلماء ونصوا عليها فى كتبهم، وقال عنها الإمام الشافعى رحمه الله تعالى فى كتابه 'الأم' : (وإن كَبَّر على ما يكبر عليه الناس اليوم فحسن، وإن زاد تكبيرًا فحسن، وما زاد مع هذا من ذكر الله أحببتُه).