يعيش نادي يوفنتوس حاله من التراجع في المستوي، ويأمل إدارة النادي في صنع عملية تعديل وتحسين في قائمته في فترة وجيزة، حيث أن نافذة السوق الصيفية ستبدأ من شهر سبتمبر وتنتهي في أكتوبر وهي فترة شهر فقط مما سيجعله مطالباً بإنهاء عملياته بسرعة وجودة كبيرتين.
نجح اليوفي في الاحتفاظ بلقب الدوري الإيطالي للمرة التاسعة على التوالي واللقب رقم 36 في تاريخه، ولكن الفريق لم يظهر جودة كبيرة حتى أن كثير من مشجعيه لا يتوقعون أن يذهب بعيداً أو يحقق شيئاً في دوري أبطال أوروبا الذي يقام في شهرأغسطس.
في الموسم الحالي أنتج فريق المدرب ماورتسيو ساري قليل من الاتساق والاستمرارية في الأداء والنتائج ..فقد بدأ الموسم ببعض المؤشرات الجيدة على مستوى لعب كرة قدم هجومية أكثر وانتشار أفضل في المناطق الهجومية وخصوصاً في مباراة أتلتيكو مدريد بدوري الأبطال لكن بمرور الوقت ومع قلة جاهزية بعض العناصر وبعض الإصابات قل المردود جداً.
مع ذلك ظل الفريق على تنظيمه الجيد نسبياً في بعض المباريات الفارقة مثل مباراة إنتر في سان سيرو ومباريات دوري الأبطال فيما عدا مباراة أتلتيكو أمام تورينو والتي كانت بمثابة جرس الإنذار الأول رغم فوز الفريق حينها بهدف ديبالا.
حيث بدأ الأبيض والأسود يُظهر ثغراته أكثر وخسر من لاتسيو مرتين “مرة في الدوري ومرة في كأس السوبر الإيطالية”، مما جعل البعض يوضح أن ساري ليس له مكاناً أكثر من ذلك مع السيدة العجوز وخصوصاً مع عدم قدرة الفريق على القيام بردة فعل أو إظهار التصميم والإرادة على أرض الملعب.
لكن كما أشرت فقد كان موسماً به الكثير من لحظات الهبوط والصعود وكان اليوفي يسقط مثل غيره من المنافسين لكن الميزة أن المرحلة السلبية لا تدوم طويلاً، فقد عاد الفريق ليحقق عدة انتصارات وأداء جميل في شهر يناير قبل خسارته من نابولي في سان باولو ثم أمام فيرونا..لكن الجماعية والتضحية كانت موجودة ولذا فإن متصدر الدوري لم تكن تدوم فترة انتكاسته أكثر من مباراتين، وقد أكد ساري على لمسته مرة أخرى في مباراة يوفنتوس والإنتر في تورينو التي فاز بها 2/0 قبل أن تتوقف البطولة بسبب الكورونا.
وبعد عودة المنافسات بعد توقف دام 3 أشهر ظهر أن الفريق تحسن في الجانب الجماعي ولكن ضعف الجودة في مراكز واضحة ظهر بشكلٍ أكبر..إلا أنه يتم نسيان أن البيانكونيري حقق 7 انتصارات متتالية قبل أن يخسر في مباراة ميلان التي تقدم بها بهدفين وهي التي فتحت المجال لانتقادات واسعة للغاية ضد المدرب والمجموعة ولكن بالنهاية كانت اللا فيكيا سينيورا قادرة على الوصول لهدفها وهي الاحتفاظ باللقب.
بشكلٍ مبدئي فإن دفاع يوفنتوس يحتاج لإعادة تقييم، ولكن مع عودة ديميرال من الإصابة وربما جورجيو كيليني فيمكن أن تتأنى إدارة النادي قبل القيام بأي قرار فيما يتعلق بقلب الدفاع، ولكن ينبغي دراسة جلب بديل لبونوتشي وروجاني في حالة رحيل إحداهما أو كليهما لما أظهراه من تراجع مستوى صارخ.
أما على مركزي الظهير الأيمن و الظهير الأيسر فهناك حاجة ماسة للاعب بديل لأليكس ساندرو على الجهة اليسرى، وإذا ما استمر كوادرادو ودانيلو وهو الأكيد فإن صفقة واحدة في مركز الظهير مثل إيمرسون ربما تكون كافية لأن باراتيتشي المدير الرياضي ستكون لديه مهام أكثر صعوبة.
في وسط الملعب، فإن اليوفي أنهىب الفعل عملية ضم آرتور ميلو من برشلونة ورحيل بيانيتش للوجهة الأخرى ولكن لا وجود للاعب متخصص في مركز لاعب الوسط أمام الدفاع “الريجيستا” ورغم أن بينتانكور مرشح له لكني أجد أن جلب جورجينو سيكون مفيداً لمنظومة اللا فيكيا سينيورا، كما يمكن توظيف الوافد الجديد ديان كولوسيفسكي ليلعب كلاعب وسط متقدم أكثر من كونه جناح.
مع ذلك فتلك التشكيلة تفتقد لصلابة أكبر في عملية افتكاك الكرات والحدة البدنية ولذا فإن لاعباً من عينة فابينيو لاعب ليفربول ستكون إضافة هائلة، وبما أن اليوفي حالياً لا يستطيع جلب لاعباً من نادي إنجليزي كبير فإن بديله سيكون من إيطاليا وهو ألان لوريرو وهو لديه خبرة جيدة في الكالتشيو وسبق أن عمل مع المدرب ساري، ولكن إذا كانت إدارة النادي طموحة أكثر فعليها استهداف لاعباً مثل توماس بارتي لكني أشك في كونه مناسب للدور الذي يريده منه المدرب ساري.
ولذا فإن وسط الملعب بوجود رابيو وبينتانكور وآرتور ميلو بإضافة جورجينيو ولاعباً ذو خصائص دفاعية متخصصة سيكون بحالة طيبة حتى وإن لم يتم جلب لاعب من الوزن الثقيل والعالمي.
لكن فيما يتعلق بمركزي الجناح الأيمن والأيسر فإن اليوفي يحتاج لدفعة كبيرة في هذين المركزين وإضافات قوية، وهنا قد يتم ترشيح نيكولو زانيولو نجم فريق روما رغم صغر سنه، ولكن على إدارة آنييلي استهداف لاعب بخبرة وتجربة أكبر في الملاعب الأوروبية يجيد اللعب بمركز الجناح الأيمن حتى لو تم ضم رانيولو.
وربما يبدو أن موسم السوق القادم سيكون من الصعب به دفع مبالغ كبير لاستقطاب لاعبين من هذا الحجم لكن على الإدارة أن تكون أكثر طموحاً.. بالتأكيد لن يكون الهدف جلب سانشو بـ100 مليون يورو أو يزيد لكن هناك أداما تراوري من وولفرهامبتون وفيران توريس جناح فالنسيا أما على الجهة اليسرى فهناك جيريمي بوجا..بالتأكيد يمكن الاكتفاء بضم زانيولو وبوجا أو الاكتفاء بزانيولو وأداما تراوري بما أن الجناح الأيسر يتواجد به الظاهرة كريستيانو رونالدو.
وفي مركز رأس الحربة فإن على يوفنتوس جلب دوفان زاباتا من أتالانتا، وإن كانت آخر الأخبار تشير إلى أن باراتيتشي يُفضل ميليك مهاجم نابولي لأنه سيُكلف مبلغاً أقل بكثير.
ولذلك تلخيصاً لما سبق فإن يوفنتوس ساري بحاجة لـ 6 أو 7 لاعبين جُدد لتحسينه في مراكز: قلب الدفاع – الظهير الأيسر – لاعب الوسط الريجيستا – لاعب الوسط المدافع – جناحين على اليمين أو جناح على اليمين وآخر على اليسار- رأس حربة.
وتوقعي أن يوفنتوس ربما يكتفي بضم 3 لاعبين فقط وسيترك تحسين بقية المراكز لصيف عام 2021، حيث ستكون الأولوية لدى باراتيتشي لتدعيم الفرق بلاعب ريجيستا وجناح ورأس حربة فقط.
بالتأكيد فإن هناك الكثير من لاعبي اليوفي الذين يحتاجون للخروج كونهم أصبحوا وزناً ثقيلاً على أكتاف السيدة..وعلى رأسهم أصحاب الرواتب العالية مثل سامي خضيرة وجونزالو هيجواين.
يمكن كذلك التخلي عن ماتويدي ودوجلاس كوستا في حالة النجاح في إيجاد عروض لهم وهذا ما أشك فيه بعض الشىء وخصوصاً أن الأول أصبحت سمعته الفنية سيئة أما النجم البرازيلي فهو في حالة بدنية سيئة تجعل أي نادٍ يفكر مرتين قبل الدفع لأجله.
أتوقع ان يتم دراسة إعارة ديان كولوسيفسكي ولكن من الأفضل أن يتواجد مع الفريق الأول في الموسم الجديد ليكتسب خبرة أكبر خصوصاً أن اللاعب لديه شخصية قوية رغم صغر عمره..أما فيما يتعلق بآرون رامسي فالأفضل بيعه بكل تأكيد لأنه لا يقدم الضمانات التكتيكية الكافية ليصبح لاعباً في الفريق البطل بالدوري الإيطالي.