يحتفل اليوم زين الدين زيدان، الأسطورة الفرنسية، ذو الأصول الجزائرية، بعيد ميلاده الـ49، أحد أمهر وأفضل من لعب كرة القدم في العالم، حيث أمتع 'زيزو' الجماهير بمهاراته وقدراته الفنية العالية فكان لاعبًا مذهلًا بكل المقاييس، وقد حظي بمسيرة استثنائية يحلم بها أي لاعب كرة قدم.
النجم الفرنسي زين الدين زيدان أسطورة ريال مدريد ويوفنتوس يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ 49، حيث ولد 23 يونيو من عام1972 في لاكستيلان بمدينة مارسيليا بجنوب فرنسا.
نشأته
زيدان الأصغر بين 5 أشقاء ومسلم الديانة والديه الجزائريين إسماعيل ومليكة، حيث هاجرت الأسرة من أجيمون في منطقة القبائل الناطقة باللغة الأمازيغية في شمال الجزائر في عام 1953 قبل اندلاع ثورة التحرير الجزائرية لتعيش في ضاحية 'لاكاستيلان' شمال مدينة مارسيليا، وعلى عكس قاطني الحي الذين كان أغلبهم عاطلين عن العمل أو منخرطين في عالم الجريمة، عاشت عائلة زيدان حياة جيدة حيث كان والده يعمل كأمين مستودع وحارس ليلي في متجر متعدد الأقسام،وأمه ربة منزل.
بداية مشواره مع الكرة
بدأ زيدان رحلته مع الكرة في عمر الخامسة حين كان يلعب مع أطفال الحي على ملاعب التارتان، وكان معجباً بلاعبي نادي مارسيليا بلاز سليسكوفيتش، اينزو فرانشيسكولي وجان بيير بابان وكانوا بمثابة قدوة له.
أول رخصة للعب الكرة
وفي سن العاشرة، حصل زيدان على أول رخصة لاعب له بعد انضمامه إلى فريق الناشئين في ناد محلي من كاستيلان باسم 'يو أس سان هنري'، بعد أن أمضى عام ونصف في سان هنري يو أس، انضم زيدان إلى فريق 'أس أو سيبتيم ليه فالون' عندما أقنع روبرت سينتينيرو مدرب فريق 'سيبتيم'مدير النادي بجلب زيدان.
بقى زيدان مع سبتيم حتى سن الرابعة عشرة، وفي ذلك الوقت تم اختياره لحضور معسكر تدريبي لمدة 3أيام في المركز الإقليمي للرياضة والتربية البدنية في 'آكس أون بروفانس'، أحد معاهد كرة القدم العديدة التي تدار من قبل الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، وهنا تم رصد زيدان من قبل كشاف نادي كان واللاعب السابق جان فارود، الذي أوصى به إلى مدير مركز التدريب بالنادي. عندما كان يبلغ من العمر 14 عامًا ويشاهد كأس العالم 1986، ترك أداء دييجو مارادونا بصمة لا تمحى عليه، حيث قال زيدان إن مارادونا «كان في مستوى آخر».
مثله الأعلى
رغم اعجابه بأداء مارادونا إلا أن زيدان يعتبر 'إنزو فرانسيسكولي' نجم كرة القدم الأوروجوياني هو مثله الأعلى في كرة القدم، لذلك أطلق اسمه على نجله الأول.
زواجه
التقى زيدان مع فيرونيك فرنانديز، عندما كان لاعباً في نادي كان موسم 1988-1989 وتزوجا لاحقاً ورزقا بأربعة أولاد هم: 'اينزو، لوكا، ثيو وإيلياز'ويلعب كل من إينزو، لوكا وثيو كرة القدم في أكاديمية ريال مدريد.
رحلة الاحتراف
مع نادي كان
لعب زيدان أول مباراة احترافية له مع فريقه كان في دوري الدرجة الأولى الفرنسي ضد نادي نانت في الثامن عشر من أيار عام 1989، وبعدها بعامين سجل أول هدف له ضد نفس المنافس وأنهى فريقه الدوري في المركز الرابع وهو أفضل نتيجة كانت في تاريخهم وليتأهلوا إلى منافسات كأس الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى.
مع نادي بوردو
في موسم 1992-1993 لعب زيدان لفريق بوردو وربح معهم كأس انترتوتو -وهي بطولة مخصصة للأندية التي لم تتأهل لإحدى المسابقتين الأوروبيتين- عام 1995، وكان الفريق وصيفاً لبطل كأس الاتحاد الأوروبي موسم 1995-1996.
شكّل زيدان بأدائه المميز إلى جانب كل من بيكسنت ليزارازو وكريستوف دوغاري علامة فارقة في تاريخ نادي بوردو والمنتخب الفرنسي.
مع نادي يوفنتوس
انتقل زيدان عام 1996 إلى أبطال أوروبا في ذلك العام نادي يوفنتوس الإيطالي مقابل 3.2 مليون جنيه إسترليني، وحقق معهم الدوري الإيطالي في ذلك العام وكأس الانتركونتينتال -بطولة كانت تلعب بين بطلي أوروبا وأميركا اللاتينية-. وصل يوفنتوس عام 1997 لنهائي دوري أبطال أوروبا إلا أنهم خسروا أمام بوروسيا دورتموند الألماني.
سنة 1998 كانت ناجحة لزيدان حيث سجل 7 أهداف في 32 مباراة وحقق لقب الدوري مع يوفنتوس ولكنهم خسروا النهائي الأوروبي للمرة الثانية على التوالي أمام ريال مدريد الاسباني.
مع نادي ريال مدريد
انتقل زين الدين زيدان إلى نادي ريال مدريد الإسباني عام 2001 مقابل رقم قياسي وقتها قُدر بـ 66 مليون دولار، حقق زيدان النجاحات الشخصية والجماعية مع النادي الإسباني، فأهداهم اللقب التاسع في دوري أبطال أوروبا بهدف غاية في الجمال دخل تاريخ المسابقة سجله في المباراة النهائية أمام باير ليفركوزن الألماني عام 2002 كما حقق لقب الدوري الاسباني مع النادي موسم 2002-2003.الموسم الأخير
في موسمه الأخير في عالم الكرة كلاعب سجل زيدان أول هاتريك –ثلاث أهداف في مباراة واحدة- في حياته في المباراة التي فاز فيها ريال مدريد على إشبيلية 4-2، آخر مباراة لزيدان مع ريال مدريد كانت في السابع من أيار عام 2006 أمام نادي فياريال الاسباني، مباراة انتهت بالتعادل 3-3 حيث سجل زيدان أحد الأهداف لفريقه.
مع منتخب فرنسا
كان أول ظهور لزيدان مع المنتخب الفرنسي، كبديل في مباراة ودية مع منتخب التشيك الذي كان متقدما بنتيجة 2-0 قبل أن ينجح زيزو بتسجيل هدفين ضمنا التعادل لمنتخب بلاده.
إيقاف زميله سبب انضمامه
كان لإيقاف اللاعب الفرنسي إريك كانتونا في عام 1995 دور في جعل زيدان صانع ألعاب المنتخب، وفي عام 1996 شارك مع المنتخب الفرنسي في بطولة أمم أوروبا إلا أنهم خرجوا من الدور نصف النهائي بركلات الترجيح.
زيدان البطل القومي
عام 1998 لعب المنتخب الفرنسي كأس العالم التي أقيمت على أرضه ونجح في التفوق على منافسيه حيث أظهر زيدان مهارة مميزة قادت منتخبه إلى نصف النهائي حيث فازوا على المنتخب الكرواتي بنتيجة 2-1 وتقدموا ليلعبوا المباراة النهائية أمام المنتخب البرازيلي.في تلك المباراة أصبح زيدان بطلاً قومياً في فرنسا بتسجيله هدفين بالرأس قادا المنتخب للتقدم في الشوط الأول بنتيجة 2-0، انتهت المباراة النهائية بفوز المنتخب الفرنسي 3-0 ليحقق بذلك أول كأس عالم في تاريخه.
بعدها بعامين نجحت فرنسا في تحقيق لقب أمم أوروبا عام 2000 ليصبحوا أول منتخب منذ ألمانيا الغربية يجمعون بين كأس العالم والبطولة الأوروبية، ثبت زيدان دوره كبطل في تلك البطولة بتسجيله هدفين أحدهما أمام اسبانيا في ربع النهائي والآخر كان الهدف الذهبي أمام البرتغال في نصف النهائي.
غياب زيدان
في كأس العالم عام 2002 عانت فرنسا من غياب زيدان عن أول مباراتين لها في البطولة بسبب الإصابة مما سبب خسارتهم للمباراتين ورغم عودة بطلهم في المباراة الأخيرة إلا أن إصابته منعته من تقديم أدائه المعتاد لتخرج فرنسا من البطولة دون تسجيل أي هدف.
العودة من الاعتزال
أعلن زيدان أن بطولة أمم أوروبا عام 2004 ستكون آخر مشاركاته على الصعيد الدولي، نجحت فرنسا في تلك البطولة في تصدر مجموعتها بعد فوزين على إنجلترا وسويسرا قبل أن تخسر أمام اليونان بهدف وحيد. اعتزال زيدان اللعب الدولي ترافق مع اعتزال لأغلب لاعبي المنتخب الهامين والذين ساهموا بإنجازي 1998 و2000، هذا التغير المفاجئ جعل فرنسا تعاني في تصفيات التأهل لكأس العالم 2006 وهو ما دفع مدربهم ريمون دومينيك للاستعانة ببطلهم المنقذ، حيث طلب من زيدان العودة عن الاعتزال ومساعدة المنتخب وسلمه شارة القيادة.
آخر مباراة
نجح زيدان بأداء مبهر بقيادة فرنسا إلى كأس العالم 2006 وساهم بتسجيل هدف في مباراة الدور الثاني أمام اسبانيا والتي انتهت بفوز الفرنسيين 3-1 قبل أن يقدم أداءً مذهلاً أمام المنتخب البرازيلي في الدور ربع النهائي قاد من خلاله منتخبه للتأهل للنصف النهائي حيث سجل هدف الفوز أمام المنتخب البرتغالي.
في المباراة النهائية أمام إيطاليا والتي كانت آخر مباراة لزين الدين زيدان في مشواره الكروي كلاعب تقدمت فرنسا بهدف عن طريق ضربة جزاء سددها زيدان بطريقة بانينكا الشهيرة أمام الحارس الإيطالي جيانلويجي بوفون، وفي الوقت الممدد للمباراة التي انتهى وقتها الأصلي بالتعادل بهدف لمثله تدخل زيدان برأسه بقوة على المدافع الإيطالي ماركو ماتيرازي بعد مشادة كلامية، مما دفع الحكم لإشهار البطاقة الحمراء للنجم الفرنسي وانتهت المباراة بخسارة الفرنسيين بركلات الترجيح بنتيجة 3-5.
مشوار زيدان مع التدريب
بعد اعتزاله، تم تعيين زيدان عام 2009 كمستشار لرئيس نادي ريال مدريد فلورينتينو بيريز إلى جانب كل من خورخي فالدانو المدير العام وميغيل بارديزا المدير الرياضي.
وفي عام 2012 قاد زيدان فريق شباب ريال مدريد كأول مهمة تدريبية له، قبل أن يصبح مساعداً للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي كان يدرب ريال مدريد عام 2014.
في بداية عام 2016 استلم زيدان تدريب ريال مدريد بعد إقالة رافاييل بينتيز، ونجح خلال مدة قصيرة بإعادة الثقة والتماسك للفريق الذي بدأ يقدم أداءً عالياً قاده للحلول ثانياً في الدوري بفارق نقطة واحدة عن البطل والفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الحادية عشر في تاريخ ريال مدريد، كما نجح زيدان في قيادة الفريق للفوز بكأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية في نفس العام.
عام 2017 استمر زيدان كمدرب للنادي الملكي وقاده لتحقيق الدوري الاسباني للمرة الثالثة والثلاثين في تاريخ –رقم قياسي اسباني- وتحقيق دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية عشر والثانية على التوالي وهو إنجاز لم يسبق لأي نادٍ تحقيقه.
وعاد زيدان كمدرب لريال مدريد في 11 مارس 2019، بعقد حتى صيف 2022، وحقق الدوري الإسباني للمرة الثانية في مسيرته التدريبية، وحطم ريال مدريد العديد من الأرقام القياسية، بما في ذلك عدد الهدافين من الفريق الواحد خلال الموسم والحفاظ على أقل عدد أهداف تلقوها في الدوري منذ 30 عامًا، حيث تمكن 21 من لاعبيه من التسجيل خلال الدوري الإسباني لموسم 2019–20.
وفي 27 مايو 2021، أعلن نادي ريال مدريد عبر بيان رسمي أن زيدان قرر إنهاء مسيرته الحالية كمدرب للنادي. وقال النادي: «يجب علينا احترام قراره وإبداء تقديرنا له وامتناننا لمهنيته وتفانيه وشغفه على مدار السنوات الماضية، ولكل ما يمثله ويعنيه بالنسبة لريال مدريد.» كما أضاف: «زيدان هو أحد أعظم أساطير ريال مدريد وارثه الأسطوري يتجاوز أفاق كونه مدرباً ولاعباً في نادينا.» واختتم قائلًا: «يعرف زيدان انه في قلب ريال مدريد وأن ريال مدريد هو، وسيظل دائماً، منزله.»
معلومات لا تعرفها عن زين الدين زيدان
كان أول لاعب فرنسي يحصل على بطاقة حمراء في نهائيات كأس العالم وذلك في المباراة ضد السعودية في كأس العالم 1998.
تميز بلياقة بدنية عالية، حيث كان قليل الإصابات ولم يمضِ موسم دون أن يلعب فيه خمساً وعشرين مباراة على الأقل.
كان أكبر لاعب يحصل على جائزة الحذاء الذهبي في نهائيات كأس العالم 2006 حيث كان يبلغ من العمر 34 عاماً و16 يوما.
أول سيارة حصل عليها كانت من رئيس نادي كان الفرنسي الذي وعده بها بعد أول هدف يسجله مع النادي.
أول مدرب لريال مدريد منذ 1928 يسجل الفريق تحت قيادته 10 أهداف في أول مباراتين له كمدرب ولا يستقبل سوى هدف واحد.
أعمال خيرية
شارك زيدان في عدة مباريات خيرية كان ريعها يعود للجمعيات، كانت أول مباراة عام 2007 لصالح جمعية Keuydaroon التي تُعنى بالأطفال المصابين بالإيدز حيث ساهم ريع المباراة في بناء مدرستين وستة عشر منزلاً بثلاث غرف نوم.
عام 2008 شارك النجم الفرنسي في المباراة السنوية الخامسة ضد الفقر والتي كانت تهدف لدعم برامج الأمم المتحدة الخاصة بالتنمية.
قام زيدان عام 2009 بجولة في كندا شملت أحداثاً في مونتريال وتورونتو وفانكوفر عاد ريعها لدعم برامج اليونيسيف.
شارك زيدان عام 2010 في مباراة خيرية جمعت منتخب إنجلترا ضد منتخب باقي العالم، حيث لعب زيدان إلى جانب نجوم مثل هينريك لارسون، تيدي شيرنغهام، كيني دالغليش وألان شيرركان زيزو جزءاً من فريق أساطير ريال مدريد الذي واجه أساطير مانشستر يونايتد في ملعب الأولد ترافورد عام 2013 في مباراة خيرية أخرى عاد ريعها إلى مؤسسة مانشستر يونايتد الخيرية.
جوائز زيدان
ويعتبر 'زيدان' أحد أعظم المواهب الكروية على مر التاريخ حيث حصل زيدان على جائزة أفضل لاعب لكرة القدم في العالم أعوام1998و2000و2003,كما فاز بجائزة الكرة الذهبية لعام1998، ونال جائزة الحذاء الذهبي في كأس العالم 2006، وجائزة أفضل لاعب في نهائي كأس العالم، وأفضل لاعب فرنسي عامي 1998 و2002.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
