11 مترا يفصل بين اللاعب وحارس المرمى، هي المسافة التي كانت بين حارس إسبانيا وأشرف حكيمي، الذي كان على بعد ثوان من تسجيل لحظة تاريخية، ستبقى محفورة في أذهان تاريخ كرة القدم على مر العصور، بعدما اختاره القدر ليحمل أحلام 40 مليون مغربي وملايين العرب، ليصبح دوره بين مسددين ركلات الترجيح، هو الحاسم لحجز تذكرة عبور أسود الأطلس إلى ربع نهائي كأس العالم قطر 2022، على حساب المنتخب الإسباني.
يبدو أن أشرف حكيمي، الذي كان يعلم جيدا أهمية تلك الركلة التي ستسجل في التاريخ، إذا نجح في إحرازها، اختار ألا تمر تلك اللحظة مرور الكرام، ليسير في الطريق الأسهل نظريا والأصعب عمليا، بتصويب الكرة على طريقة «بانينكا».
وظهرت طريقة تنفيذ ركلة الجزاء بتسديد الكرة بلمسة خفيفة من الأسفل مما يؤدي إلى ارتفاعها وسقوطها داخل المرمى ببطولة كأس أمم أوروبا 1976 عن طريق اللاعب التشيكوسلوفاكي أنتونين بانينكا، ولذلك عرفت باسم «ركلة بانينكا».
أول من قرر استجلاب إرث «بانينكا» من «اليورو» إلى «المونديال» هو مواطنه التشيكوسلوفاكي ميشال بيليك، الذي نفذها في افتتاح كأس العالم 1990 أمام منتخب الولايات المتحدة الأمريكي، ولكنه فشل حيث تصدى لها حارس المرمى، توني ميولا، كانت ركلة بيليك هي أول وآخر «بانينكا» نراها في المونديال خلال القرن العشرين.
في القرن الواحد والعشرين، شاهدنا العديد من ركلات الجزاء تنفذ على طريقة «بانينكا»، أشهرها الفرنسي زين الدين زيدان أمام الإيطالي جان لويجي بوفون بنسخة 2006، والأوكراني أرتيم ميلفسكي ضد سويسرا بذات النسخة.
والأوروغوائي سيباستيان أبرو ضد غانا بمونديال 2010، والروسي فيودور سمولوف ضد كرواتيا بمونديال 2018، قبل أن يأتي الدور على المغربي أشرف حكيمي أمام إسبانيا بركلته التاريخية ليقود أسود الأطلس إلى ربع نهائي مونديال 2022.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
