جزيرة صغيرة غير مأهولة، تقع وسط المحيط الأطلسي، اكتشفها الملاحون البرتغاليون عام 1444، واستمر الاحتلال فيها 531 سنة، حتى تحررت في عام 1975، ليقودها الاستقلال نحو تأسيس اتحاد لكرة القدم، عام 1982، ومنها إلى عضوية الاتحاد الدولي للفيفا في 1986، ثم الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي بعد ذلك بـ4 سنوات، إنها كاب فيردي.
وخلال 23 عاما من العمل ـ منذ التأسيس ـ شارك منتخب كاب فيردي، في كأس الأمم الإفريقية 3 مرات فقط، كان أبرزها نسخة 2013، بعد وصول الفريق الملقب بـ'القروش الزرقاء' إلى ربع النهائي، قبل أن تتحطم أحلامهم أمام غانا، بثنائية نظيفة.
وعلى الرغم من أن الاستعمار البرتغالي للجزيرة الصغيرة، صاحبة الـ5 ملايين نسمة، انتهى منذ سنين، لكن سيطرة البرتغال على الكرة هناك يبدو أنه مازال موجودا، حيث جلس على رأس القيادة الفنية لمنتخب كاب فيردي 8 مدربين، 4 منهم برتغاليين.
ويعد روي أجواش، مدرب نادي فاركو الأسبق، والمدرب المساعد في الجهاز الفني لنادي الزمالك، تحت قيادة المخضرم جوسفالدو فيريرا، هو أبرز مدربي منتخب تلك الجزيرة، إذ يُعتبر أحد قادة ثورة الكرة بالرأس الأخضر، بعدما قادهم للمشاركة الثانية في كأس الأمم الإفريقية 2015.
وتزامنًا مع المشاركة الأولى والمنتظرة للرأس الأخضر، أمام مصر في كأس الأمم الإفريقية 2024، أجرت أهل مصر، هذا الحوار الخاص مع أجواش للحديث عن حظوظ منتخب كاب فيردي، في المجموعة الثانية، التي تضم مصر وغانا وموزمبيق، وجاء نص الحوار كالتالي:
روي أجواش مدرب كاب فيردي الأسبق
أرشح مصر وكاب فيردي للتأهل وإقصاء غانا من دور المجموعات
- كيف ترى حظوظ منتخب الرأس الأخضر في المجموعة الثانية مع مصر وغانا وموزمبيق؟
أعتقد أن مصر هي المرشح الأوفر حظًا للتتويج بالبطولة، لكن كيب فيردي أيضًا يمكنه الدخول في منافسة قوية مع غانا، على تحقيق المركز الثاني.
- كيف تقيم بداية منتخب الرأس الأخضر بتصفيات كأس العالم وفوزهم على إيسواتيني ثم تعادلهم مع أنجولا؟
تعادل كاب فيردي على أرضها ليس جيدًا، لأنهم منافسون على بطاقة التأهل، لكن عدم استقبال أي أهداف يُعد أمرا رائعا، ونقطة إيجابية للفريق.
- إذن كيف ترى مواجهة كاب فيردي مع غانا في المباراة الافتتاحية بالكان الإفريقي؟
من الواضح أن غانا ليس منتخبا قويًا حاليًا، لكن هذه المباراة هي الأولى في البطولة لكاب فيردي، لذا فقد تكون حاسمة، وبالتالي يحتاج كاب فيردي لتحقيق نتيجة إيجابية فيها من أجل المواصلة.
- إذا طلبت منك ترشيح فريقين للتأهل من هذه المجموعة فمن ستختار؟
سأختار بالطبع منتخبي مصر، والرأس الأخضر.
- وجه نصيحة لمدرب كاب فيردي الحالي "بوبيستا" قبل انطلاق البطولة؟
أعتقد أن الفوز في المباراة الأولى، سيكون مفتاح التأهل، وعلى الرغم من أن التعادل قد يكفي، لكن يجب أن يكون الفريق شديد التركيز، ومنظمًا وواثقًا.
- ما أهم مميزات منتخب الرأس الأخضر ومن هم اللاعبون القادرون على صناعة الفارق مع الفريق؟
كاب فيردي لديه لاعبين موهوبين، لكن الميزة الأساسية لهم تكمن في قوتهم الجماعية، خاصة أنه لا يوجد نجوم كبار بالفريق، لكن ربما يكون المهاجم خورخي دجانيني، لاعب الفتح السعودي، هو الأكثر تميزًا.
لا مقارنة بين كاب فيردي والكرة المصرية.. وتعاقد منتخب مصر مع فيتوريا خيار مميز
- ما الفروق بين اللاعب المصري ونظيره في منتخب الرأس الأخضر برأيك؟
الرأس الأخضر بلد يعيش فيه 5 ملايين نسمة فقط، ولا توجد به بطولة احترافية محلية، لأنه بلد فقير، يعتمد في صناعة الفارق على روح الفريق، وتصعب المقارنة بين هذا الوضع، والواقع المصري.
- برأيك ما المنتخبات صاحبة الفرصة الأوفر للتأهل إلى الدور الثاني من كأس الأمم الإفريقية؟
من الصعب جداً التنبؤ بالنتائج في أفريقيا، لأنه في النهاية جميع المنتخبات قوية.
روي أجواش مدرب كاب فيردي الأسبق
- ألا يمكن أن تتوقع الفرق المتأهلة إلى المربع الذهبي ونهائي البطولة؟
لا أعرف إذا كان من الممكن بالنسبة للقرعة، لكن الأقوى للوصول إلى نصف النهائي، يمكن أن يكون من بين منتخبات: مصر، الجزائر، المغرب، السنغال، الكاميرون، نيجيريا.
- ما الفريق الذي يمكن أن يكون “الحصان الأسود” بهذه النسخة من البطولة؟
إنه سباق مفتوح للغاية، وبصراحة ليس لدي أي فكرة، أو تقع بعينه.
- ما تقييمك لأداء منتخب مصر تحت قيادة فيتوريا حاليا؟ وما قدمه كيروش في البطولة السابقة؟
فيتوريا رجل لطيف للغاية، ومدرب ذو خبرة، وكان اختيارًا جيدًا للغاية من جانب الاتحاد المصري لكرة القدم، وأتمنى له الأفضل، كما أعتقد أن لديه فرصًا جيدة ليصبح بطلاً لكأس الأمم الإفريقية في هذه النسخة المرتقبة، أما بالنسبة إلى كيروش فقد دربني وقتما كنت لاعبًا بالمنتخب البرتغالي، وهو مدرب جيد جدا، وتنافسي، ومنتخب مصر لم يفز معه بكأس الأمم الإفريقية، لكنه وصل إلى النهائي وقدم أداءً مشرفًا تحت قيادته.
- من هم في نظرك أخطر لاعبي منتخب مصر؟
أرى أن تريزيجيه، جناح طرابزون سبور التركي، شريك جيد في نجاحات منتخب مصر، مع محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنجليزي.
تريزيجيه وصلاح
- ما توقعاتك لمنتخبات شمال إفريقيا (الجزائر والمغرب وتونس) في البطولة؟
المغرب فريق قوي جدًا، وهو ما بدا واضحا خلال نسخة كأس العالم الأخيرة في قطر، كما يمكن أيضًا لتونس والجزائر أن يكونا مرشحين للتقدم في البطولة، خاصة إذا كانت الظروف الداخلية للبطولة جيدة، لأنهما يمتلكان لاعبين مميزين للغاية.
سطور في مسيرة روي أجواش؟
بدأ روي أجواش، صاحب الـ63 عاما حاليا، مسيرته التدريبية مدربا مساعدا بمنتخب البرتغال، ثم عمل مديرا فنيا لناديي أوشتريل برايا، وفيتويا سيتوبال، بالدوري البرتغالي، قبل التنقل في العمل كمساعد وسكاوت، في ناديي براجا، وبنفيكا.
ويعد الحدث الأكبر في مسيرة أجواش، هو عمله مديرا فنيا لمنتخب كاب فيردي - الرأس الأخضر، عام 2014، حيث قاد ثورة كروية في البلاد، ليتأهل بالمنتخب لكأس الأمم الإفريقية، للمرة الأولى في تاريخه.
ومع تحسن النتائج تصدَّر كاب فيردي، تحت قيادة روي أجواش، قائمة المنتخبات الإفريقية في التصنيف العالمي لـ الفيفا، لكن ورغم تلك التجربة الناجحة مع كاب فيردي، قرر أجواش الرحيل لتدريب نادي فاركو، في دوري الدرجة الثانية المصري، بغرض قيادة المشروع الطموح للنادي، وبمرتب تجاوزت قيمته معظم مدربي الدوري الممتاز في مصر.
روي أجواش أثناء لعبه في بنفيكا البرتغالي
أما كلاعب فأن أجواش كان لاعبا جيدا، ومهمًا في مركز الهجوم بمنتخب البرتغال، حيث لعب لفرق كبرى، مثل: بنفيكا، وبورتو، وحصل على لقب هداف الدوري 5 مرات.
وتدَّرب أجواش تحت يد عمالقة التدريب في البرتغال، من أمثال: مانويل جوزيه، مدرب الأهلي الأسبق، وكارلوس كيروش المدير الفني الأسبق لمنتخب مصر.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
