تغطي الغابات ما يقرب من 28 في المائة من اجمالي مساحة دولة صربيًا، وتوفر هذه الغابات ملجئًا للعديد من الحيوانات البرية، وعلى رأسها«الذئب»، والذي يشتهر بعلاقته السيئة مع البشر لأن كلاهما يُشكل خطرًا على حياة الآخر.. ولكن إيمانًا بمقولة لكل قاعدة شواذ، هرب أحد الذئاب من بلجراد -عاصمة صربيا-، إلى أدغال إفريقيا وتحديدًا إلى العاصمة الغانية آكرا في عام 2008، ليعيش بين البشر بل ويقودهم لكتابة إنجازًا تاريخيًا بالتأهل إلى ربع نهائي كأس العالم 2010 الذي أقيم في جنوب إفريقيا.. أهلًا بك في أرحب -بيت الذئب- الصربي «ميلوفان راييفاتش».
وقبل أيام قليلة من انطلاق منافسات بطولة كأس الأمم الإفريقية 2023 والتي تحتضنها كوت ديفوار في الفترة من 13 يناير إلى 11 فبراير من الشهر، واستعدادات منتخب مصر لخوض منافسات دور المجموعات بمنافسة كل من غانا وموزمبيق والرأس الأخضر، آجرى «أهل مصر» حوارا خاصا مع ميلوفان راييفاتش، مدرب غانا والجزائر الأسبق.
ميلوفان راييفاتش مدرب غانا الأسبق
كيف ترى حظوظ الفريق في التأهل للدور الثاني بالمجموعة مع مصر وموزمبيق والرأس الأخضر؟
أعتقد أن غانا لديها فرصة ممتازة للعبور من هذه المجموعة، بالطبع مصر فريق ممتاز، موزمبيق وكاب فيردي يلعبون بشكل جيد في الـ3 سنوات الأخيرة، ويستحقون التواجد في هذه البطولة، التأهل من المجموعة لن يكون سهلًا، لكن أعتقد أن غانا ومصر لديهم الخبرات والجودة، بناء على ذلك أتوقع تأهلهما من هذه المجموعة.
هل تؤثر البداية المقلقة لغانا في تصفيات كأس العالم (خسارة أمام جزر القمر وفوز صعب على مدغشقر)، على أداء الفريق في كأس الأمم الإفريقية؟
كما قلت لك الأمر لم يعد سهلًا، المباريات أصبحت صعبة، والجميع يلعب كرة القدم، وهذه المنتخبات - جزر القمر ومدغشقر - يقدموا أداء رائع للغاية، أنا أتذكر آخر مباراة لعبتها أمام مدغشقر لقد كانت مباراة صعبة وتعرضنا لبطاقة حمراء مبكرة، كانت مباراة صعبة للغاية، تمكننا وقتها من الفوز، لكن أعتقد أن غانا قادرة على الذهاب بعيدًا في هذه البطولة، في كل بطولة دائمًا ما يكونوا مرشحين لإثبات أنهم فريق قوي، أنا أدعمهم وهم دائمًا في قلبي.
رأيك في الانتقادات القوية التي يتعرض لها المدرب كريس هيوتون مع منتخبةغانا؟
كريس هيوتون مدرب لديه خبرات كبيرة وأنا متأكد أنه قادر على إدارة الضغوطات وكل شيء يتبعها، لذلك دعنا نشاهد المباريات التي ستلعبها غانا قريبًا، ومتأكد أن غانا ستقدم بطولة جيدة، كريس هيوتون مدرب يمتلك خبرات كبيرة وكان مستشارًا للمنتخب في كأس العالم، لذا فهو كان لديه الوقت الكافي لمعرفة اللاعبين جيدًا، العديد من اللاعبين الجدد يلعبون مع غانا الآن، وآخرين فضلوا غانا على جنسيات آخرى، الفريق يمتلك لاعبون بإمكانيات مختلفة، من المهم وضعهم في قالب للعمل بشكل جماعي، وتوفير الانسحام الخاص بالفريق، سنرى ما سيحدث، هذه البطولة ستكشف حجم العمل الذي حدث في العام الأخير، وأثق بأنهم سيقدمون شيئا إيجابيا في هذه البطولة.
هل توافق الرأي الذي يقول بأن هناك ندرة في المواهب الغانية بالسنوات الأخيرة؟
دائمًا يكون هناك مواهب رائعة في غانا، أتذكر ولايتي الأولى للبلاك ستارز في الفترة من 2008 إلى 2010، دفعت بالعديد من اللاعبين الشباب تحت 20 عامًا، فازوا بكأس العالم للشباب وقتها، وأيضًا قمت بضم لاعبين في الأندية المحلية هناك، الأمر متعلق برؤية هؤلاء اللاعبين عن قرب، ومنحهم الفرصة للمشاركة، هذا يجعلهم أفضل، بالطبع النظر يجب أن يكون للمجموعة القادرة على القيام بالمهام بالشكل الأمثل.
الآن غانا لديها مواهب كبيرة مثل محمد قدوس لقد عملت معه منذ وقت قصير، ويمتلك شخصية كبيرة، ولاعب رائع، إذا تابعته مع وست هام في الدوري الإنجليزي 'الأقوى في العالم'، يُقدم أداء رائع وأثبت أنه من أفضل اللاعبين الأفارقة على الإطلاق، ويستطيع تحقيق الكثير من الأشياء الجيدة في المستقبل.
ميلوفان راييفاتش مدرب غانا الأسبق
بالنسبة لغانا لا خوف على المواهب هناك في المستقبل، لأن الناس في غانا يحبون كرة القدم جدًا، ولديهم شغف باللعبة، وهذا يضمن ظهور العديد من المواهب الغانية في المستقبل.
من هم أبرز اللاعبين الغانيين حاليًا من وجهة نظرك؟
في الوقت الحالي غانا لا تمتلك لاعبين بقيمة محمد صلاح في مصر، وفيكتور أوسمين بنيجيريا، ولكن عليهم أن يعملوا بشكل جماعي، ويؤمنون بأنهم يملكون لاعبون جيدون أيضًا، لو قاموا بالمهام جيدًا، ونجح المدرب في خلق الانسجام الخاص بالفريق، ودعموا بعضهم البعض، هذه هي التفاصيل البسيطة التي تساعد على حصد البطولة، وأعتقد أنهم سيحققون نتائج جيدة في مجموعته.
ماهي الفروق بين جيل غانا الذهبي في 2010 والجيل الحالي للبلاك ستارز؟
في هذا الوقت من 2008 إلى 2010 كان لدي الوقت لبناء كل شيء، كما قلت لك، لقد كونت فريقًا من اللاعبين المحليين وكذلك منتخب تحت 18 و 20 سنة، كان تطورًا كبيرًا وحصلت على دعم كبير من الاتحاد الغاني والمشجعين والصحافة هناك، كلنا جميعًا كنا نعمل من أجل هدف واحد، وهو التأهل إلى كأس العالم 2010، وهذا كان أول كأس عالم يُقام على أرض إفريقية، لذلك الكل كان يُساند المنتخب.
الجيل السابق من اللاعبين كانو حقًا رائعين، لقد تعرضنا للعديد من المشاكل بخصوص إصابات بعض اللاعبين المؤثرين وهذا كان أمر صعب بالنسبة لنا، وأيضًا أسطورة غانا وقائد المنتخب، ستيفان أبياه، كان في نهاية مسيرته الكروية العظيمة، لكنه مازال قائد عظيم ودوره مؤثر في غرفة الملابس وجميع اللاعبين ينصتون لحديثه وينفذونه، لقد كان قائدًا عظيمًا.
في هذا الوقت تم الترتيب لكل شيء معًا، وحققنا الإنجاز الذي تفخر به القارة الإفريقية، عندما أنظر لذلك أشعر أننا حققنا نجاحًا كبيرًا.
هذه الأيام الوقت مختلف والعديد من المنتخبات لديهم خطط وأيضًا لاعبين مميزين.
صف شعورك بعد إهدار أسامواه جيان ركلة الجزاء في ربع نهائي كأس العالم أمام اوروجواي، وضياع التأهل التاريخي لنصف النهائي؟
أسامواه جيان كان واحدًا من هدافي المنتخب وقتها، وسجل لنا الكثير من الأهداف، وبعدما قرر ستيفان أبياه الاعتزال، منحته شارة القائد للفريق، لأنه سجل لنا أهداف مؤثرة أثناء التصفيات المؤهلة لكأس العالم وكذلك خلال البطولة، كما تعرف مثل هذه المواقف تحدث في كرة القدم، لذلك قدمنا له المساندة رغم أن ذلك الأمر لم يكن سهلًا علينا جميعًا.
أسامواه جيان وإهدار ركلة الجزاء أمام أوروجواي
لكن بعدما انتهى هذا اليوم اكتسبنا فخر القارة السمراء لأن المنتخبات الإفريقية كانت تودع البطولة من دور المجموعات ونحن وصلنا إلى الأدوار الأقصائية وكنا خير تمثيل للقارة الإفريقية.
بخصوص ركلة الجزاء مازالت محفورة في أذهاننا، لكن علينا أن نعيش الواقع ونتقبله، لقد منعتنا هذه الركلة من التأهل إلى نصف نهائي كأس العالم، لكن في هذا الوقت كان إنجازًا عظيمًا أيضًا لإفريقيا في ذلك الوقت، وأنا سعيد للغاية للمنتخب المغربي، الذي قدم المزيد وكسر الرقم الخاص بنا بالتأهل إلى نصف النهائي، أثبتوا أن إفريقيا لديها شغف كبير بالكرة، والمنتخبات الإفريقية قادرة على منافسة المنتخبات الكبيرة في العالم.
ماهي توقعاتك للمتأهلين من دور المجموعات؟
بالطبع ليس سهلًا أن نُطلق التوقعات، بعض المنتخبات لديها حظوظ أكبر، السنغال منتخب قوي، كوت ديفوار صاحبة الأرض، الكاميرون وغانا، مصر وتونس والمغرب والجزائر، أعتقد أن مالي أيضًا لديه فريق قوي جدًا في السنوات الأخيرة، أريد أيضًا أن أذكر بوركينا فاسو، يقومون بعمل جيد.
وفقًا للحظة التي نتحدث فيها، نحن لا نعرف كيف تُدار الأمور داخل المنتخبات بخصوص العمل التكتيكي والانسجام وكذلك الإصابات، من الصعب جدًا التوقع بكل شيء، لكن المنتخبات التي ذكرتها لديها حظوظ أكبر لترك بصمتها ويذهبون إلى الأدوار المتقدمة وأيضًا يمكنهم تحقيق اللقب.
رشح لنا الفرق التي تتوقع تأهلها إلى نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية، وكذلك النهائي؟
أعتقد أن مصر والسنغال وكوت ديفوار -باعتبارها البلد المستضيف-، والمغرب بكل تأكيد، وأيضًا بالتأكيد نيجيريا.
من هو الفريق الذي يمكن أن يكون “الحصان الأسود” في هذه البطولة ويحقق المفاجأة؟
أعتقد أنه من الممكن أن يكون مالي أو بوركينا فاسو، يمكنهم أن يكونوا الأقرب لفعل ذلك لامتلاكهم الخصائص والإمكانيات.
ما هي توقعاتك لمنتخبات شمال أفريقيا (الجزائر والمغرب وتونس)... وكيف تستعد لمواجهاتها مع المنتخبات التي دربتها؟
لقد عملت في الجزائر عام 2016 لذلك أنا أعي جيدًا مدى قوتهم، تونس أيضًا دائمًا منتخب جيد كذلك، والمغرب فريق رائع ونتذكر جميعًا ما قدموه في كأس العالم الأخير، ولديهم مدرب رائع ولاعبين ممتازين، وأصحاب عقلية عظيمة، في الحقيقة أنا مُعجب بمنتخبات شمال إفريقيا، ربما في المستقبل تتاح لي الفرصة للعمل بأحد منتخبات شمال إفريقيا، لانني مازال لدي الإصرار والكثير من الصبر، في المستقبل أود أن أدرب فرق في شمال إفريقيا لأنني أعرف إلى أي مدى هم جيدين وشغوفين بكرة القدم، وكذلك تحقيق النجاحات، وأتمنى لهم أن يحققوا إنجازات عظيمة في هذه البطولة.
كيف ترى أداء المنتخب المصري وأهم مميزاته تحت قيادة مدربه الحالي البرتغالي روي فيتوريا؟
مصر لديها لاعبين رائعين مثل محمد صلاح والعديد من اللاعبين الجيدين، والمدرب روي فيتوريا يمتلك خبرات كبيرة، لذلك أنا حقًا متفائل بخصوص حظوظ الفراعنة، بالتأكيد سأدعم مصر لأنني أحب الفريق المصري، وأتمنى أن يفعلوا شيء جيد ويضعوا بصمتهم في كأس الأمم الإفريقية، قلبي مع غانا في المقام الأول، لكن أيضًا لدي نفس الشعور تجاه مصر.
من هم في نظرك أخطر لاعبي منتخب مصر؟
بكل تأكيد محمد صلاح على مدار الـ7 أو 8 سنوات يلعب في أعلى مستويات كرة القدم، بالطبع واجه العديد من الصعوبات خصوصًا في إنجلترا وأوروبا، هو قائد هذا المنتخب، بالطبع هناك لاعبين آخرين رائعين، قادرون على مساعدته بشكل جيد، منتخب مصر في الوقت الحالي يمتلك فريق قوي جدًا، وأتمنى أن يقدموا عمل جيد، ويوصلوا لمكانة كبيرة في هذه البطولة.
محمد صلاح مع منتخب مصر
هل عرض عليك تدريب منتخب مصر في وقت سابق؟
في الحقيقة لقد كنت قريبًا من تدريب منتخب مصر عام 2011 بعدما رحلت عن تدريب منتخب قطر، دخلت في مفاوضات مع الاتحاد المصري لكرة القدم، ووجدت اهتمامًا كبيرًا منهم وأحضروني إلى القاهرة وقتها لنتحدث، لكن الأمر لم يكن جيدًا بالنسبة لي في ذلك الوقت، لذلك لم نتوصل لاتفاق بشأن هذا التعاقد للحصول على هذه الوظيفة بكل تأكيد.
بكل الاحترام أريد القول بأن منتخب مصر بكل تأكيد واحد من أفضل المنتخبات، وأتذكر عندما حقق المنتخب كأس الأمم الإفريقية 3 مرات متتالية، في هذا الوقت كان لديهم دفعة معنوية كبيرة للوصول إلى كأس العالم، شعرت بالأسف لأنني لم أدرب الفريق، بكل تأكيد منتخب مصر يظل دائمًا يعمل بشكل جيد وقادر على الذهاب بعيدًا، في الوقت الحالي أعتقد أن محمد صلاح والأولاد قادرون على وضع بصمتهم وأتمنى أن يقوموا بعمل جيد، ويقدموا بطولة مرضية بكأس الأمم الإفريقية.
سطور في مسيرة ميلوفان راييفاتش
بدأ ميلوفان راييفاتش مسيرته التدريبية مع نادي بوراك كوشاك الصربي عام 1989 ليتنقل 11 عامًا بين الأندية الصربية في الدرجات الآدنى ليشهد عام 2004 نقلة كبيرة في مسيرته بالعمل كمدرب مساعد في نادي النجم الأحمر أحد أكبر الأندية الصربية، ومنها للعمل في السد القطري عام 2005.
قبل أن يٌقرر خوض تجربة جديدة في قارة إفريقيا، بتدريب المنتخب الغاني عام 2008 وحتى 2010، قاد فيها البلاك ستارز إلى ربع نهائي كأس العالم 2010، لينتقل بعدها لتدريب الأهلي السعودي ثم منتخب قطر، ومنه لقيادة الجزائر ثم تايلاند، وعودة قصيرة إلى غانا ثم العمل كـمديرًا رياضيًا لنادي موانغتونغ يونايتد التايلاندي.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
