قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن النبي صلى الله عليه وسلم كان مهتمًّا بقضية الاستقرار المجتمعي، حتى قبل بعثته الشريفة، فقد كان علية الصلاة والسلام في مرحلة الشباب نموذجًا وقدوة، وكانوا في قريش عندما يختلفون في شيء.
وأضاف مفتي الجمهورية، خلال لقاء في برنامج نظرة مع الإعلامي حمدي رزق، أنه بعد بعثته صلى الله عليه وسلم الشريفة وظهور الشكل الأوليِّ للدولة، وَضَعَ الإنسانَ في مقدمة الاهتمامات؛ لأن صناعة الشخصية السوية مدخل أصيل في صناعة الحياة، حيث غيَّر صلى الله عليه وسلم القلوب والعقول، واهتم بتثقيف الإنسان (ذكرًا وأنثى) وتعزيز قدراته، فرسم بذلك الأطر العامة لمبادئ التعايش بين الإنسان وأخيه الإنسان المختلف معه في المعتقد والدين بحسب بنود 'وثيقة المدينة'، التي تعدُّ أول دستور حقيقي لكافة الحقوق ولكافة الأمم والملل التي كانت تعيش في المدينة. وهي وثيقة ذات أهمية كبرى في التاريخ الإنساني.
وأكد المفتي أن تمكين المرأة المصرية وإتاحة المناصب القيادية لها -كالوزارة وغيرها- هو إعادة لحقوقها المسلوبة، وهو أمر لا يتعارض مع الدين الحنيف، بل يعد تطبيقًا وتنفيذًا لأوامره، وهو ما تسعى إليه الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان وما تطمح إليه رؤية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأوضح، أن الشرع الشريف اهتم ببيان حقوق المرأة، فعند قراءة التاريخ قراءة صحيحة، ومتفقة مع الروايات الثابتة نلحظ أن حضور المرأة كان واضحًا وبشدة في شخص السيدة خديجة (رضي الله عنها) في مرحلة مكة المكرمة، ثم بعد ذلك قادت المسيرة العلمية أمُّنا عائشة (رضي الله عنها وعن أبيها)؛ فقد شهد لها النبي (صلى الله عليه وسلم) بالعلم؛ فقال: 'خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء'، ويقصد أمنا عائشة (رضي الله عنها)، فضلًا عن بقية أمهات المؤمنين وسائر الصحابيات.