قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، متحدثًا عن نصر أكتوبر 1973 في إطار احتفالات القناة الأولى المصرية بذكرى الحرب، مؤكدًا أنها جعلتنا نتذوق معنى قوله تعالى: 'وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم'، قائلًا أن الجلوس بين يدي نصر أكتوبر متأملين ومتنورين وشاكرين لآيات الله من العبادات البديعة، فيقول الورداني أننا ندخل في حلقة تعلم بالتأمل في حرب أكتوبر وفي رحاب جمال وذكرهم بأيام الله، وتجعلنا نفهم جمال إلهام الله لجيش وشعبه صبروا حتى شهر الصبر، شهر رمضان، ليكون النصر مغموسًا في جمال مدد الله للصائمين الصابرين، وتعلمنا منها سر معنى الشهيد في جهاد حقيقي لا مزيف في جهاد شعب أعتدى على أرضه باغي.
وتابع: الشباب المصري آمن بكلام النبي صلى الله عليه وسلم من قتل دون ماله وعرضه فهو شهيد، فأصبح حيًا دائمًا بين قلوبنا وصار أهله فرحين بأنه أصبح شهيدًا يشفع له، مضيفًا أن نصر أكتوبر قد علمنا معنى الشهيد، وعلمنا سر من أسرار الحياة وحب الحياة وهو الماء، فقال تعالى: 'وجعلنا من الماء كل شيء حي'، ليؤكد الورداني أن الله سبحانه وتعالى حرس مصر بماءها، كما حفظ موسى حين طلب من أمه أن تلقيه في اليم معلقًا: 'أصل ماء مصر أمن وسكن'، وقال الورداني أن الله كتب على يد عبد من عبيد الله من أتباع سيدنا عيسى عليه السلام أسمه باقي زكي يوسف كتب على يده سر من أسرار الحياة وهو عبور خط برليف.
وذكر الورداني درسًا آخر من دروس نصر أكتوبر، وهو أنه علمنا تصديق النبي صلى الله عليه وسلم حين أسمانا خير أجناد الارض، وذلك لأن جيشها هو شعبها وليس بينهم مرتزق ولا مأجور ومترابطين على قلب رجل واحد يحفظ الوطن والثغور، 'فأكتوبر أظهر فينا معنى من أجل المعاني وهي جندية المواطن'، قائلًا أن الشعب المصري كله أصبح كل فرد منه جنديًا كل في ساحته يواجه عدو من الأعداء، 'فنصر أكتوبر نعمة من رب كريم ومدد وسر من محبة الفتاح العليم'.