قال فضيلة الإمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن من حق الزوجة على زوجها أن يَصبِرَ عليها، والصَّبرُ لازمٌ من لوازم العشرة بالمعروف، ومن حقوقها عليه حقُّ العدل حتى لو كانت زوجة واحدة.
وأضاف 'الطيب'، في برنامج 'الإمام الطيب'، المذاع عبر فضائية 'سي بي سي'، اليوم الإثنين، أن العدالة هنا (أنْ يُؤكِلَها مِمَّا يأكُل، ويكسوَها من مستوى الكسوة التي يلبسها، وأن يُعاملها بالمعروف: {فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ}، وألا يُؤذيها بقولٍ أو فعلٍ، قالوا: (ومن حقِّها على زوجها أن يُشاورها في كل ما يتعلق بشؤونها وشؤون منزلها وشؤون أولادها) وأن يستمعَ لرأيها، وأن يكون الزوج على ذُكْرٍ دائمٍ من أنَّ الله تعالى أقرَّ أمرَ التَّشاور بين الزوجين في مسألة فِطام الرَّضيع وفِصاله في قولِه سبحانه: {فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا}، فأن يقره فيما هو أحوَجُ للمُشاورة من شؤون الأُسرة أَوْلَى وأَحرى.
عبوديةَ الزوجة للزوج
وأوضح شيخ الأزهر أن حقوق الزوج على زوجته وأوَّلها، أنْ تُطيعه في نفسِها، وتحفظَه في بيتِه ومالِه وأبنائه، وألَّا تأذنَ لأحَدٍ أن يدخل بيت زوجها وهو كاره، ولا يَنبغي أن يَتبادَرَ للأذهان أنَّ هذا الحق يعني عبوديةَ الزوجة للزوج، وأن أمرَ الأُسرة في الإسلام دائرٌ بين سَيِّدٍ يَأمُر وأَمَةٍ تُطيع.
وأشار إلى أن مثلُ هذا الفهم لا يصدُر إلَّا من عقل مغيب عن القرآن الكريم وأحكام شريعته، والصَّحيحُ أنَّ طاعةَ الزوجة هنا مقيدة «بالمعروف» الوارد في قولِه تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) ،وفي قوله (فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوف)، والطاعةُ بمعنى الاستبداد نقيضُ المعروف الذي أمَر الله به، ومعاذَ الله وتعالتْ حكمته أن يأمُرَ بالشيء ونقيضه.
وتابع: 'قد فَسَّرَ العلماء «المعروف» وهو المأمور به في مُعامَلة الزوجة بأمرين، الأوَّل أن تُطيعه فيما هو مُباح شَرْعًا، والثاني الأمر الذي لا يَلحَقُ الزوجةَ منه أذى أو ضرر؛ للقاعدة الكلية التي ورد بها الحديثُ الشريف، (لا ضَررَ ولا ضِرارَ)'.
وأكمل: 'إذن فالأمرُ المنهيُّ عنه شَرعًا ليس للزوج حقٌّ في أن يطلبه من زوجته، وإذا طلبه لا تُطيعه، وإذا أطاعته تكونُ آثِمة؛ لقول الله تعالى (لا طاعةَ لمَخلوقٍ في مَعصيةِ الخالِقِ).
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
