قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، إن الرسول صلى الله عليه وسلم، بين لنا فضل الإصلاح بين الناس، وقال: 'ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة، قالوا: بلى. قال: صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين'.
وخلال برنامج 'حديث المفتي'، المذاع على قناة 'الناس'، أك أن فساد ذات البين فيه مهلكة للإنسان وللمجتمع، تنزع عنه الأمن، أما إصلاح ذات البين ففيه قوة المجتمع، لافتًا إلى أن الإسلام حثنا على احتواء أي خلافات تنشأ بين الزوجين حفاظًا على البيت والأسرة والأولاد، وترسيخًا للمودة بين الزوجين.
وأشار إلى قول الله تعالى 'وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا'، كما أرشد المرأة أن تسلك سبيل الصلح، فقال 'وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ'.
وأوضح أن الإسلام تغاضى عما قد يضطر إليه المصلحون من الكذب على طرفي النزاع حتى تتقارب وجهات النظر وتتآلف القلوب، وتسكن ثورة الغضب، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم 'ليس الكذاب الذي ينوي يصلح بين الناس فينوي خيرًا'، أي أنه إذا اضطر أن يقول من العبارات ما يجعل المودة حاصلة.
وأردف: 'الرسول أشار إلى أن الإصلاح بين الناس من أسباب الوجاهة والرفعة بين الخلق، والتوفيق في الإصلاح بين الطرفين بأمر الله'، مؤكدًا أن الشريعة حثت على الترابط والتآلف بين الناس وأمرت بحسن الظن وإفشاء السلام وإطعام الطعام، والمحافظة على الصلاة في جماعة.
وختم كلمته: 'ندعو كل من وقع في نزاع أن يحاول الطرفان في جدية تامة أن يزيلا ما بينهما وأن يرفعا ما كدر الحياة، وإن عجزا عن ذلك يلجأ إلى أهل الصلح المتخصصين، لأن الصلح من الفنون التي قد يضر فيها الإنسان أكثر مما ينفع، ونحتاج إلى من يؤلف بين القلوب بمهنية فض المنازعات، أمر يوفق إليه بعض عباده، ندعو الله في نطاق النزاع بين الأفراد والأسرة ذاتها أن ييسر الأسباب لرفع الخصومات، لأنه إذا استمرت بلا شك يحدث خلل في الأسرة وبين الأفراد والمجتمع كله'.