قال المهندس علاء كمال، نائب رئيس الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة، إن مصر تستعد لاستضافة المؤتمر والعرض الدولي الثالث في ألمانيا والأول للهيدروجين في أفريقيا 28 و29 أكتوبر المقبل وسط اهتمام أوروبي كونه الحدث الأهم للقارتين الذي تنظمه منظمة أفريكا فيرين الألمانية بحضور وزيرة الاقتصاد الألمانية و16 وزير طاقة من أفريقيا بإشراف السفارة الألمانية في القاهرة والسفارة المصرية في ألمانيا ونخبة من الوزراء والمسؤلين، كما نتتطلع لأن يكون الافتتاح بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء.
وأضاف "كمال"، خلال لقائه ببرنامج "صناع الفرصة"، الذي تقدمه الإعلامية منال السعيد، المذاع عبر فضائية "المحور"، أن الهيدروجين هو المستقبل لأنه بديل آمن للطاقة النظيفة التي يُمكن استخدامها في الصناعة، الكهرباء، السيارات، وغيرها، موضحًا أن الغاز والبترول في النهاية سينضبان في يوم من الأيام، وسترتفع أسعارهما، وبالتالي فإن الهيدروجين يُمثل الحل المستدام.
ولفت إلى أن مصر تملك مميزات استراتيجية، أبرزها أنها أول دولة في العالم أنشأت مصنعًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر بشكل تجاري منذ الستينات، وهو إنجاز تاريخي، كما أن مصر ستكون أول دولة تُصدر 500,000 طن من الأمونيا الخضراء إلى ألمانيا ضمن اتفاقية "H2 Global" التي تشمل شراء الأمونيا من مصر وبيعها في الأسواق العالمية بدءًا من عام 2027 وحتى عام 2032، موضحًا أن فكرة تنظيم مؤتمر الهيدروجين في مصر جاءت من خلال الدفع والمطالبة من قبل الشركات المعنية في هذا المجال، حيث تم اقتراح إقامة المؤتمر في أفريقيا بدلاً من ألمانيا، وذلك لتقريب الفجوة بين الدول الأفريقية وأوروبا في ما يتعلق بفرص التعاون في قطاع الهيدروجين والطاقة.
وأكد أن هذه المزايا والعوامل جعلت من مصر الوجهة المثلى لاستضافة هذا المؤتمر المهم، الذي سيُساهم في تعزيز مكانتها كمركز إقليمي لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر في المستقبل، منوهًا بأن مصر كانت أول دولة في العالم تُصنع الهيدروجين الأخضر، موضحًا أن أول مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر بدأ العمل في الستينات، وكان في أسوان من قبل شركة ألمانية، وكان المصنع يعمل بشكل جيد حتى واجه مشكلات تتعلق بالاستهلاك الكبير للطاقة وضعف الصيانة مما أدى إلى توقفه، لافتًا إلى أن هناك دراسات حاليًا مع وزارة قطاع الأعمال لإعادة تشغيل المصنع باستخدام تقنيات التحليل الكهربائي.
وأشار إلى أن انعقاد مؤتمر الهيدروجين الأخضر في مصر يُعتبر فرصة كبيرة لاستعادة دور مصر الريادي في هذا المجال، خاصة وأن الهيدروجين الأخضر يعتبر هو المستقبل، مؤكدًا أن مصر في موقع استراتيجي يسمح لها باستخدام الطاقة الشمسية لتوليد كهرباء رخيصة، مما يُسهل إنتاج الهيدروجين بتكلفة منخفضة مقارنة بالدول الأخرى، وهو ما يجعل مصر مكانًا مثاليًا لتطوير هذا القطاع، موضحًا أن الهيدروجين الأخضر يُمكن استخدامه في العديد من الصناعات المهمة في مصر وأفريقيا، على سبيل المثال يُمكن استخدام الهيدروجين في مصانع الأسمدة بدلاً من الغاز الطبيعي، وكذلك في صناعة الحديد والصلب (الديركت ريدكشن)، وهي الصناعات التي تعتمد على الطاقة بشكل كثيف، لافتًا إلى أن التقنيات الحديثة مثل "الكربون كابتشر" تُمكن من استخلاص الكربون من المصانع التي تعمل بالغاز الطبيعي، وفي حال استخدام الهيدروجين يمكن تحويله إلى ميثانول، وهي فكرة يتم تطويرها حاليًا في مصنع العين السخنة.
ونوه بأن هناك العديد من الفرص لاستخدام الهيدروجين في مجالات متعددة مثل الوقود المستدام، مثل البنزين الحيوي، ووقود الطائرات (الكييروسين الأخضر)، مشيرًا إلى أن هذه المجالات تُعد استراتيجية ومهمة جدًا لاقتصاديات مصر وأفريقيا بشكل عام، مشيرًا إلى أن الإعلان عن انعقاد مؤتمر الهيدروجين الأخضر في مصر يُمثل خطوة إيجابية وكبيرة جدًا، موضحًا أن هذه خطوة مهمة يجب أن تدعمها جميع أجهزة الدولة، بالإضافة إلى الشركات العامة والخاصة، التي تهدف إلى تطوير هذا القطاع.
وأشار إلى أن التحضيرات بدأت بالفعل، رغم أن المؤتمر سيعقد في أكتوبر المقبل، ولذلك ما يزال أمامهم حوالي خمسة أشهر، مؤكدًا أنه حتى الآن يوجد اهتمام كبير من الشركات، خاصة من ألمانيا، بالمشاركة في المؤتمر، موضحًا أن الحكومة الألمانية كانت قد تأخرت في اتخاذ بعض القرارات، ولكن تم تشكيل الحكومة الجديدة، ووزيرة الاقتصاد كاترينا راشا التي ستكون مسؤولة عن الطاقة والهيدروجين الأخضر ستشارك في المؤتمر، ووجود وزيرة الاقتصاد الألمانية في المؤتمر سيكون له تأثير كبير، حيث يُضفي زخمًا على الحدث.
واستطرد: أن 16 وزير طاقة من دول أفريقية سيشاركون في المؤتمر، مثل جنوب أفريقيا وناميبيا وإثيوبيا والمغرب والجزائر وتونس ونيجيريا وأنغولا وموريتانيا، وجميعهم مهتمون جدًا بقطاع الهيدروجين، كما سيتم تخصيص وقت في المؤتمر للمناقشات الخاصة بكل دولة ودورها في صناعة الهيدروجين، موضحًا أن المؤتمر يتناول صناعة استراتيجية حيوية ومهمة لجميع الدول، وخاصة مصر في الوقت الحالي، فزيادة أسعار الطاقة ونقص الغاز في الأسواق العالمية يفتح الأفق لاستخدام الهيدروجين كبديل طاقي مستدام.
واختتم أن المؤتمر سيُفتتح على أعلى مستوى، حيث يأمل في حضور رئيس الوزراء، وسيتم دعوة عدة جهات مهتمة في هذا المجال.
https://www.youtube.com/watch?v=I1QROKj8mC8