قال اللواء أحمد عيسى، الخبير في الأمن القومي الفلسطيني والإسرائيلي، إن العملية العسكرية الواسعة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رام الله، ليست مجرد اقتحام عابر أو استهداف لمحال الصرافة، بل تأتي في إطار هجمة استراتيجية تهدف إلى إضعاف السلطة الفلسطينية ودفعها نحو الانهيار التدريجي.
وأضاف في مداخلة لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن هذه ليست المرة الأولى التي يقتحم فيها الجيش الإسرائيلي قلب رام الله، لكنها تختلف هذه المرة بكونها تجري في وضح النهار وبحجم واسع، مع استهداف مباشر لمحال الصرافة المعروفة، معتبرًا أن إسرائيل ترى في هذه المحال مصدرًا لتمويل المقاومة والفصائل الفلسطينية.
وأشار إلى أن الخطوة تحمل أبعادًا سياسية واقتصادية عميقة، إذ تعاني السلطة الفلسطينية من أزمة مالية خانقة، بينما تعمد إسرائيل إلى الضغط أكثر من خلال مداهمة المؤسسات المالية والتجارية.
وتابع عيسى، أن الهدف الأبعد يتمثل في إضعاف الكيان السياسي الفلسطيني، لافتًا إلى أن المؤسسة الحاكمة في إسرائيل تعتقد أن كلما ضعفت السلطة الفلسطينية، تراجعت مكانتها السياسية وتضاءل تأثيرها.
ونوه إلى أن الاشتباكات التي اندلعت بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في وسط رام الله جاءت كرد فعل طبيعي على الاقتحام، موضحًا أن معظمها بالحجارة، فيما تستخدم قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز، مما أدى إلى وقوع إصابات بينها إصابة أحد مرافقي محافظ رام الله.
وأكد الخبير الأمني، أن العملية تمثل تطورًا لافتًا، إذ إن إسرائيل كانت تركز عملياتها الواسعة في شمال الضفة الغربية خلال السنوات الماضية، لكن انتقالها إلى قلب رام الله يعكس تصعيدًا خطيرًا يهدد الاستقرار في عمق الضفة الغربية.