قال المحلل السياسي، مصطفى إبراهيم إن المشهد الحالي في غزة يذكر بما حدث قبل أشهر حين تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، قبل أن تخرقه إسرائيل من جديد.
وأوضح، خلال مداخلة عبر "النيل للأخبار"، أن أمد النزوح هذه المرة استمر لأكثر من شهر ونصف، وما زال مئات الآلاف من الفلسطينيين نازحين عن منازلهم المدمرة في رفح وخان يونس وغزة وجباليا وبيت لاهيا.
وأشار إلى أن هذا الواقع يجسد رفض الفلسطينيين لكل أدوات الاحتلال، سواء بالنزوح القسري أو بخطط التهجير المعلنة وغير المعلنة، مؤكدًا أن صمود الشعب الفلسطيني كان عاملًا رئيسيًا في إفشال أهداف الاحتلال، وأن الموقف العربي، وخاصة موقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الرافض لأي تهجير، دعم هذا الصمود.
وأضاف إبراهيم أن الفلسطينيين عاشوا مآسي متكررة من النزوح، إذ إن بعض العائلات نزحت خمس أو ست مرات، ورغم الدمار الشامل الذي أصاب مدينة غزة، عاد كثيرون إلى منازلهم حتى قبل إعلان وقف إطلاق النار، وأقام بعضهم خيامًا في أماكن بيوتهم المهدمة، متمسكين بأرضهم وذكرياتهم الممتدة لعشرات السنين.
ولفت إلى أن المأساة الإنسانية ما زالت تتعمق مع وجود نحو 170 ألف جريح، بينهم 20 ألفًا بحاجة إلى علاج عاجل في الخارج، إضافة إلى نقص الدواء والمياه الصالحة للشرب. ومع ذلك، يصر الفلسطينيون على العودة ومحاولة ترميم حياتهم بما يستطيعون.
وأوضح إبراهيم أن اليوم التالي للحرب لا يقل صعوبة عن أيامها، مع تزايد أعداد الأرامل واليتامى والمصابين والمبتورين، ومعاناة آلاف الفلسطينيين من إعاقات جسدية ونفسية، مؤكدًا أن إعادة الإعمار وحق الفلسطينيين في الصحة والتعليم والحياة هي التحديات الكبرى المقبلة، بعد تدمير مئات المدارس والمنازل.