أعرب عمرو طلعت وزير الاتصالات، خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر مستقبل الإعلام، عن سعادته بالتحدث اليوم في مؤتمر مستقبل الإعلام، مؤكدا أنه يعد منصةٌ متميزةٌ لطرح الرؤى حول مستقبل الإعلام على الصعيد الدولي وتأثير التكنولوجيا الحديثة في تطوير الرسالة الإعلامية من أجل تفعيل دور الإعلام الوطني كأحد المرتكزات الرئيسية للقوة الناعمة لمصر.
وقال إن ما نشهده من عصر رقمي تتسارع خطواتهِ وتتنامى قدراتهِ كل يوم؛ يحدو بالمؤسسات الإعلامية إلى التفاعل مع التطورات التكنولوجية وتطويعها لصياغة واقع جديد ليبرز مفهوم الإعلام الرقمي الذي يعتمد على التقنيات الحديثة في إنتاج وحفظ وتوزيع المعلومات؛ على نحو ساهم في خلق نماذج إعلامية جديدة تحقق التفاعل مع المواطنين مثل خدمات البث الحي للقنوات التلفزيونية والإذاعية على مواقع الإنترنت، والصحافة الإلكترونية، وصحافة المحمول.
وأوضح وزير الاتصالات، أنه مع الاتجاه العالمي نحو تزايد الاعتماد على الوسائط الرقمية في ظل التوسع في استخدام الإنترنت؛ أصبح من الضروري تطوير الخدمات التي تقدمها المؤسسات الإعلامية على الهواتف الذكية؛ خاصة وأن أعداد مستخدمي الإنترنت على الهاتف المحمول في مصر تصل إلى نحو 42 مليون مستخدم.
كما تبرز الحاجة إلى الاستفادة من الإمكانيات الضخمة التي تتيحها تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وفي هذا السياق؛ يسرني أن أشير إلى تقدم ترتيب مصر 55 مركزًا عالمياً في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي، فصار ترتيبها 56 من بين 172 دولة.
وأشار إلى أنه يعد من أهم استخدامات تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام؛ هي التطبيقات الخاصة بالحد من الانتشار المتزايد للمعلومات المضللة نتيجة لما توفره من إمكانيات في التعامل الذكي مع النصوص واللغة، وكذلك مراقبة صحة الوسائط الرقمية والتحقق منها.
وأضاف عمرو طلعت: 'نلاحظ حَالِيًّا تزايد استخدام تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في شبكات التواصل الاجتماعي لمواجهة الأخبار الزائفة؛ بعد أن أصبحت تلك الشبكات إحدى المصادر الأساسية للحصول على الأخبار لقدرتها على توفير المعلومات وتحديثها بشكل سريع ولحظي؛ حيث أثبتت دراسة حديثة إن 43% من مواطني الشرق الأوسط وأفريقيا يعتمدون على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار'.
وذكر أنه نتيجة لظروف الجائحة، ارتفعت معدلات استخدام الإنترنت وكذلك نسب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في مصر؛ فعلى سبيل المثال زادت نسبة استخدام تطبيق رسائل التواصل الاجتماعي بنسبة ٤٤ %؛ ومن هنا تأتي أهمية تطوير الصفحات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي، والتجاوب السريع من خلال توفير المعلومات الصحيحة عن القضايا المثارة على هذه المواقع.
وأشار إلى أنه يتزايد الاتجاه العالمي نحو استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي في الترجمة الفورية، وإنتاج مواد إخبارية باستخدام الروبوتات لنقل الصوت والصورة بكفاءة عالية، ومن ثم يساهم الذكاء الاصطناعي في توفير الوقت والجهد للإعلاميين على نسق يتيح لهم الفرصةَ للإبداع في كتابة القصص الإخبارية والمقالات وتقديم التحليل الموضوعي عن المحتوى الإعلامي المقدم للجماهير.
وقال إن من أهم التكنولوجيات الرقمية المستخدمة حاليا في صناعة الإعلام هي تكنولوجيات الواقع الافتراضي والتي تعتمد على محاكاة الكمبيوتر للعالم الحقيقي بشكل يُمكن القراء عبر الإنترنت من خوض تجربة افتراضية تنقلهم من العالم الحقيقي إلى عالم القصة في الواقع الافتراضي وهو ما يساهم في إظهار تفاعل أكثر مع الرسالة الإعلامية.
وتابع: 'نحن إذ نؤمن بالدور الحيوي للتكنولوجيا في تطوير بيئة العمل الإعلامي؛ فإن هذا لا يعنى أن التكنولوجيا وحدها كافية لخلق إعلام قوى بل يظل الإبداع الإنساني والفكر الابتكاري والعمل البشري الخلاق الأعمدة الأساسية التي تحقق منظومة إعلامية متميزة قوامُها إعلاميين مبدعين قادرين على توظيف التكنولوجيات الحديثة لخلق محتوى إعلامياً قوياً نفاذاً.
وأطلقت وزارة الدولة للإعلام اليوم السبت 21 نوفمبر، مؤتمر مستقبل الإعلام في العالم، 'أونلاين' عبر الصفحة الرسمية للوزارة بسبب جائحة كورونا، والذي يهدف إلى وضع تصور للإعلام محليًا وَدَوْلِيًّا في ظل التحولات الذكية في صناعة الإعلام.
ويناقش المؤتمر أهم التحديات التي تواجه الإعلام في مصر والعالم، من خلال تحليل الواقع الحالي للمشهد الإعلامي في العالم.
كما يهدف المؤتمر إلى الخروج بتوصيات حول التعامل مع الإعلام الحديث، وتحديد المسئولية الأخلاقية للإعلام في ظل هذا التطور.
ويعد هذا المؤتمر منصة دولية لتبادل الأفكار والإطلاع على الخبرات العالمية المختلفة في مجال الإعلام وتطويره.
ويأتي المؤتمر بشكل جديد حيث يجمع بين الحضور الفعلي والمداخلات الحية والمسجلة للتغلب على الظروف الراهنة التي يشهدها المجتمع الدولي بسبب أزمة كورونا، واستغلالا للتطور التكنولوجي.