يمنح 18% من مستخدمي الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا مختلف التطبيقات والخدمات الإذن بالوصول إلى الميكروفون أو كاميرا الويب على هواتفهم المحمولة، وفقًا لما أظهرته نتائج دراسة عالمية أجرتها كاسبرسكي وشملت 15,000 شخص. ومع ذلك، تبيّن من الدراسة أن الوعي العام بالأمن المرتبط باستخدام كاميرا الويب مرتفع بصورة إيجابية، إذ يشعر 58% من المستخدمين المشاركين في الدراسة بالقلق من إمكانية أن يتلصّص شخص ما عليهم عبر كاميرا الويب، و56% من إمكانية القيام بذلك عن طريق البرمجيات الخبيثة. وتشير هذه النتائج إلى احتمال أن يُظهر المزيد من المستخدمين حرصًا أكبر على المبادرة إلى حماية تقنياتهم في المستقبل أثناء تكيّفهم مع العمل عن بُعد ومع الدور الذي تلعبه تطبيقات التنسيق والاتصال في إنجاز العمل.
وأدى الاعتماد على اجتماعات الفيديو خلال العام الماضي إلى نمو هائل في استخدام تطبيقات مثل Microsoft Teams، الذي نما استخدامه في يونيو 2020 بنسبة 894% مقارنةً بمستوى استخدامه الأساسي في فبراير 2020.
كما تسبب هذا الأمر في حدوث نقص عالمي في واردات المصنّعين من كاميرات الويب جرّاء الزيادة الهائلة في الطلب عليها.
ومن المفهوم أن يسمح المستخدمون لهذه التطبيقات، التي تساعدهم على التواصل تلبية لاحتياجات العمل والاحتياجات الاجتماعية والترفيهية، بالوصول إلى الميكروفون والكاميرا في أجهزتهم المحمولة. وعملت هذه التطبيقات بوصفها أدوات مساعدة ساهمت في إثراء جهود التحوّل الرقمي التي فاجأت الجميع، ما أدّى إلى سماح 27% من المستخدمين الذين تتراوح سنهم بين 25 و34 عامًا، بوصول التطبيقات دائمًا إلى الميكروفون والكاميرا، وفقًا لدارسة كاسبرسكي.
وقلّت هذه النسبة بين الفئات العمرية الأكبر سنًا، حتى أن 38% من المشاركين الذين تبلغ سنهم 55 عامًا أو تزيد، قالوا إنهم لا يمنحون التطبيقات والخدمات إمكانية الوصول تلك.
السماح بالوصول إلى الميكروفون أو كاميرا الويب في التطبيقات والخدمات، بحسب التصنيف العمري
وتتمثل أفضل طريقة لتحقيق التوازن بين الحذر الكافي والاستمرار في الاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة، في أن ينظر المستخدمون في التطبيقات والخدمات وأذونات الوصول التي تطلب الحصول عليها. فمثلًا، من الطبيعي أن يطلب تطبيق خاص بمكالمات الفيديو الحصول على إذن وصول إلى الكاميرا، ولكن إذا طلب تطبيق ليست لديه أية وظائف تتطلّب الوصول إلى الميكروفون، فقد يكون من الأفضل التحقّق من أذونات الوصول التي يشتمل عليها.
وتضرب هذه النتائج سلامة التوازن بين الحاجة والأمن، وتُظهر حاجة المستخدمين للشعور بالأمن في العالم الرقمي، من دون تفويت الدور الذي تلعبه الكاميرات وتطبيقات الاتصال في عالم العمل عن بُعد.
ولا يدرك كثير من الناس بصورة تلقائية بروتوكولات الأمن المتعلقة باستخدام كاميرا الويب وعمليات الأمن الرقمي، وفقًا لمارينا تيتوفا رئيس قسم تسويق المنتجات الاستهلاكية لدى كاسبرسكي، التي رأت مع ذلك وجود توجّه إيجابي قوي لرفع الوعي بشأن الأمن على الإنترنت ومعرفة التهديدات المحتملة.
وقالت: "يؤدي هذا إلى سلوك المبادرة لدى المستخدم، كاتخاذ إجراءات وقائية والتحقّق من الأذونات قبل السماح للتطبيقات بالوصول إلى الفيديو والميكروفون. ونتوقع أيضًا أن تدعم الشركات والمؤسسات هذا التوجّه عبر تدريب موظفيها على الوعي بالأمن الرقمي، لا سيما مع التوسّع في استخدام تقنيات الصوت والفيديو في العمل عن بُعد".