بدأت شركة انفينكس الصينية المتخصصة، في تكنولوجيا الهواتف الذكية، في تصنيع هواتفها في مصر، بالتزامن مع محاولات الدولة لتوطين صناعة الإلكترونيات، وهو ما أكده طه مجدي مدير مبيعات الشركة، في لقائه مع «أهل مصر»، مشيرا إلى خطط الشركة في التوسع بإنتاجها من مصر، والتوجه إلى التصدير فضلا عن سعيها لزيادة حصتها السوقية، بالمنطقة، وإلى نص الحوار على النحو التالي:
كيف ترى نقل عمليات التصنيع من الصين إلى مصر؟ وهل ستتأثر بسبب أزمة سلاسل الإمداد مع ارتفاع سعر الدولار في مصر؟
يأتي قرارنا لتصنيع الهواتف الذكية في مصر - وكنا أول شركة أجنبية تتخذ هذا القرار في عام 2020 إيماناً منا بأهمية السوق المصرية- وموقع مصر المحوري في أفريقيا، فكنا سباقين في الفكر مع بداية أزمة كورونا، وقبل كافة الأزمات التي تلت ذلك فنحن نرى في مصر سوقا واعدة، بالإضافة إلى أن الحكومة المصرية لديها خطة طموحة لتوطين صناعة الإلكترونيات، خصوصا الهواتف الذكية ولكن ينقصها بعض الحوافز الاستثمارية، نتيجة أنها صناعة جديدة على السوق المصرية، ولكن أعتقد أن الحكومة ستلتفت لذلك قريباً مع اتجاه شركات أخرى للتصنيع في مصر، وحتى تستطيع تلك المنتجات المنافسة في الأسواق المجاورة.
حدثنا عن مستهدفات إنتاج انفينكس خلال أول عام.. ونسب تغطية السوق عبر خطوط مصنع «سيكو»؟
تستهدف الشركة إنتاج 150 ألف هاتف شهرياً، بإجمالي مليون هاتف في مصر، خلال العام المالي الجديد، من سلسلة 'هوت' و'سمارت'، حيث لا تواجه الشركة أزمة من نقص الرقائق الإلكترونية، مع امتلاكها مخزونا استراتيجيا يكفي عمليات الإنتاج، وتعتمد 'انفينكس' على موزعيها Mass egypt,uni group, union group - ماس إيجيبت ويوني جروب ويونيون جروب، ومن المنتظر أن يعوض التصنيع المحلي الاستيراد خلال الفترة الحالية، من خلال تغطية السوق المحلية بنسبة 100%، ونسعى لزيادة الإنتاج خلال السنوات القادمة، بهدف التصدير لأسواق خارجية، في حالة وجود حوافز تصدير جيدة.
كيف كانت تجربة تصنيع المنتجات في مصر من حيث التكلفة والجودة ؟
لا توجد مشاكل من حيث الجودة، لأن كافة منتجاتنا التي يتم تصنيعها خارج الصين، يجب أن تتوافق مع اشتراطات الجودة الموضوعة، من جانب الشركة، فلا يوجد أى اختلاف في الجودة بين الصين وأى سوق أخرى، نقوم بالعمل فيه ولم نواجه أية مشاكل، فيما يتعلق بجودة المنتج في مصر، أما عن تكلفة الإنتاج فهي متقاربة مع التصنيع في الصين، ولا يوجد فرق كبير، فالأيدي العاملة متقاربة أيضاً في أسعارها، كما أن حوافز التصنيع الممنوحة من الحكومة، مازالت لا تحقق فرقا في التكلفة بين المنتج المحلى والمستورد، خصوصا في صناعة الهواتف الذكية، باعتبارها صناعة جديدة، ولم توضع لها حوافز مستقلة، بعكس صناعات قديمة مثل شاشات التليفزيون، فلها حوافز جيدة دفعت العديد من الشركات العالمية، إلى تصنيعها في مصر.
ما هي الإصدارات المُصنعة بمصر؟ وماذا عن الإصدارات الجديدة المستهدفة؟
تم تجميع هواتف SMART وHOT، حتى الآن على خطوط إنتاج الشركة في مصر، ومستمرون في تجميع إصدارات هاتين السلسلتين والتي تمثل حوالي 80% من مبيعات انفينكس في السوق المصرية، وتستطيع خطوط إنتاج الشركة في مصر، تجميع أي نوع من هواتف 'انفينكس' سواء الحالية أو المستقبلية والفلاج شيب أيضًا.
كيف ترى "انفينكس" تجربتها في تقليل تكاليف الإنتاج؟
تكاليف الإنتاج متقاربة جداً، بين مصر والصين، هذا بجانب تكلفة الشحن الجوي للمنتجات، لأن الهاتف الذكي هو سلعة سريعة التلف، وبالتالي لا يصلح معه الشحن البحري الذي يستغرق شهورا، لذلك حتى الآن لم تتحقق المعادلة الصعبة، ولكن نأمل أن تساعد الحكومة في ذلك، من خلال إعطاء حوافز استثمارية (ضريبية وجمركية)، لصانعي الهواتف الذكية، كما تمتلك الشركة تجارب كثيرة في التصنيع خارج الصين، في الجزائر وأثيوبيا وتركيا وباكستان وإندونيسيا والهند، وجميعها تعمل تحت إدارة شركة الأم.
هل متوقع أن يكون السعر منافسا للأجهزة المستوردة؟
نسبة الفارق بين سعر المنتج المحلي والمستورد لا تُذكر، بسبب تقارب تكلفة الإنتاج بين مصر والصين، إلا إذا أعطت الحكومة حوافز ضريبية أو جمركية.
هل أثرت الظروف الاقتصادية وعراقيل الاستيراد وزيادة الأسعار على الاتفاق مع «سيكو»؟
اتفاقنا مع «سيكو» هو تعاون شراكة استراتيجية، يتيح بموجبه استغلال المصنع والعمالة الموجودة به، وقمنا بتجهيز المصنع بالماكينات وخطوط الإنتاج الخاصة بـ 'انفينكس'، وتدريب العمالة من خلال مهندسي الشركة، للعمل على خطوط إنتاجنا وتم الإنتاج بالفعل، بعد انتهاء تجهيزات المصنع، وتم إطلاق عدد من الشحنات التجريبية في عامي 2020 و2021، تقدر بحوالي 50 ألف جهاز، وتم طرحها بالسوق المصرية، وجميعها تحمل شعار «صنع في مصر».
ما هي التسهيلات التي لاقتها انفنيكس من قبل الحكومة المصرية؟
يمثل إنتاج الهواتف صناعة جديدة على مصر، فالحوافز الموجودة ضعيفة مقارنة بالأسواق الأخرى، ولا تتيح ميزة تنافسية للمنتج المصري، ويجب على الحكومة وضع حوافز استثمارية لهذه الصناعة، وهناك على سبيل المثال تجربة الشاشات في مصر والسيارات في المغرب، فالمنتجات تامة الصنع ترتفع عليها الجمارك والرسوم والضرائب، بشكل كبير بعكس المكونات التي تكون أقل في الرسوم والجمارك والضرائب، وهذا غير موجود حتى الآن في مجال الهواتف الذكية، لأنه لم يكن عليها جمارك من الأساس، ثم تم فرض 10% لتصل إجمالي الرسوم المحصلة لحوالي 35%، وهى نفسها النسبة التي يتم دفعها للمكونات الواردة للتجميع في مصر، وبالتالي لن يكون هناك فرق فى التكلفة، أو ميزة تنافسية للمنتج في الأسواق الخارجية.
هل هناك نية للتصدير لأسواق أخرى؟ماذا عن الأسواق المستهدفة؟
نسعى لجعل مصر مركز إنتاج وتصدير لمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، ونستهدف أسواق ليبيا والجزائر وتونس والمغرب والعراق، ولكن من أجل تحقيق هذا الهدف يجب أن توفر الحكومة حوافز تصديرية، تعطي ميزة تنافسية للمنتج المصري في أسواق المنطقة، بمعنى إذا كانت تكلفة الجهاز الذي سيأتي من الصين 100 دولار، وتكلفته في مصر 100 دولار، لأننا أكدنا أن التكلفة بين مصر والصين متقاربة جداً، كما أننا لدينا نية للتصدير وننتظر حوافز تصدير مغرية للتصدير داخل افريقيا، مثل إعفاءات جمركية ودعم للصادرات.كم عدد العمالة التى تعمل على خطوط انتاج انفينكس في مصر؟
اتفاقنا مع «سيكو»، يتيح لنا استخدام كافة العاملين في مصنعها، حيث يصل عددهم إلى حوالي 1000 عامل، مع الإستعانة بنسبة بسيطة من المهندسين الصينيين، ليشمل دورهم تدريب العمالة، ومراقبة الإنتاج والجودة، وفقاً للنسبة التي حددها القانون المصري، بما لا يتجاوز 10% من العاملين بالمنشأة.اشرح لنا آليات اختيار وتدريب العمالة المصرية؟
يتم تدريب العمالة المحلية، عن طريق المهندسين الصينيين المسؤلين عن المصنع بالصين، ويتم وضع قواعد لاختيار العمالة، لأن معظمهم من الشباب، وتلقوا برنامجا تدريبيا على كيفية العمل على خطوط إنتاج انفينكس، من خلال مهندسين متخصصين من الشركة العالمية.
حدثنا عن انتشار مراكز الصيانة وخدمات ما بعد البيع في أي محافظات والخدمات المقدمة بها؟
لدينا 39 فرع صيانة من خلال العلامة التجارية، 'كارل كير' تغطي كافة محافظات الجمهورية، ونتوسع لمضاعفة هذا العدد من خلال 'الفرنشايز'، كما نقوم بعمل يوم للخدمة المجانية في الثلاثاء الأخير من كل شهر، للكشف على هواتف العملاء مجانًا، ويتم تقديم عدد من الخدمات المجانية في هذا اليوم؛ منها عمل سوفت وير كامل للهاتف الذكي، وتنظيف الهاتف وفحصه، كما تُقدم خصومات على كافة الإكسسورات الأصلية بنسبة 10%، وعلى خدمات الصيانة وقطع الغيار، بنسب مختلفة وفقاً لقطعة الغيار المطلوب تغييرها.وتعطي مراكز الصيانة الخاصة بـ'انفينكس'، كروت ضمان على الشاشة، لمدة 6 أشهر بمقابل بسيط حوالي 300 جنيه، مع كل جهاز جديد ضد الكسر وهي خدمة مميزة لأن سعر الشاشة يوازي نصف ثمن الجهاز تقريباً، بجانب سعينا الدائم إلى الإبتكار في خدمات ما بعد البيع.