حكاية تكنولوجية جديدة ترسم ملامح تقنيات ستغير وجه الحياة اليومية وعلى رأسها الخدمات القانونية بطلها الحكاية هو المحامي الشهير 'هارفي سبيكتر' والذي تم تجسيد حياته بالمسلسل الأمريكي 'سوتس' suits وقدمت الدراما المصرية منه النسخة العربية الفترة الماضية وقام بدوره الفنان آسر ياسين فهي تضع الملامح العريضة لمجال جديد وهو التكنولوجيا القانونية والذي يحدث يتزامن مع ارتفاع معدل الاستثمارات في مجال التقنيات القانونية في ظل حجم الانتشار الضخم للتقنيات التكنولوجية الناشئة وأبرزها 'الذكاء الإصطناعي التوليدي' ودخولها مختلف المجالات.
وبدأت الشركات تدعم الاستثمار في دخول الذكاء الإصطناعي إلى المجال القانوني حتى جاءت فكرة شركة Harvey AI من سنة تقريباً لتبدأ الحكاية عندما قرر ونستون وينبريج Winston Weinberg (شركة محاماة أمريكية O'Melveny & Myers) وجابريال بريريا Gabriel Pererya (الخبير التكنولوجي الشهير) وقاموا بتأسيس شركة Harvey AI ويتم العمل فيها على نموذج لمساعد قانوني قائم على تقنية الذكاء الإصطناعي لمساعدة المحامين في دراسة قضايا العملاء في مختلف مجالات الممارسة والولايات القضائية والنظم القانونية المختلفة
وبدأت شركات محاماة وبيوت خبرة ومراكز بحثية كبيرة جداً تعتمد على نموذج 'هارفي' فالجميع تحدث إن 'هارفي' يختلف عن أي مساعد قانوني غيره فهو يعتمد على الذكاء الاصطناعي اتعاملوا معاه وأنه تطور بشكل غير مسبوق سيغير من مستقبل الصناعة القانونية
حتى أعلنت شركة Harvey AI عن جمع 80 مليون دولار في جولتها التمويلية (سلسلة B) بقيادة مشتركة من Elad Gil وKleiner Perkins وOpenAI Startup Fund وSequoia ووصل تقييمها في مرحلة الإطلاق التجريبي إلى 715 مليون دولار.
ليجال تكنو
فنموذج 'هارفي' المساعد القانوني بالذكاء الإصطناعي أشاد به جميع من استخدمه ووصفه بأنه شبيه إلى حد ما بـ 'ChatGPT القانون'
ولديه القدرة على تقديم المساعدة للمهنيين القانونيين في البحوث القانونية وتحليل العقود وأعمال التقاضي والعناية الواجبة والامتثال التنظيمي
ويساعد في توليد رؤى وتوصيات وتنبؤات ودا بيخلي المحامين عندهم قدرة على تقديم حلول أسرع وأكثر فعالية من حيث التكلفة لقضايا العملاء.
ليجال تك
لكن 'هارفي ai' مازال في الإصدار التجريبي ولا توجد معلومات كافية عنه في الوقت الذي قدم عدد كبير جداً من الشركات طلبات اشتراك لاستخدامه ولكن طلباتهم مازالت معلقة لحين انتهاء الاصدار التجريبي والتسجيل في قائمة الإنتظار سيكون من خلال موقع الشركة harvey.ai رغم أن هارفي AI مازال نموذج تجريبي ولكن القيمة السوقية للشركة تجاوزت حاليًا 700 مليون دولار
حتى بدأ التساؤل عن كيفية تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على المجتمع القانوني بما فيه من محامين ومستشارين وهيئات قضائية ومنظمات العدل تقوم على خدمة المواطن؟ وهو ما اهتمت به 'أهل مصر' وحاورت خبراء القانون والتشريعات بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
محمد حجازي : توظيف الذكاء الاصطناعي في الملكية الفكرية سلاح ذو حدين
حجازي
في البداية قال محمد حجازي خبير تشريعات الاتصالات واستشاري قوانين تكنولوجيا المعلومات والملكية الفكرية أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لن يلغي الوظائف القانونية المختلفة ولكنه سيساعد على تطويرها وتحسين مهامها وطرق أداءها، موضحة أن وظائف مذكرات الدفاع ولوائح القانون تحتاج للعنصر البشري في مراجعة بنودها ومواكبة تشريعاتها بالإضافة إلى متابعة سير القضايا والموافقة على القرارات والأحكام وهو مايفتقده الآلة والتكنولوجيا.
واستشهد حجازي في تصريحاته أن تقنيات الواقع المتطورة قد تلغي وظيفة حاجب المحكمة أو كاتب النيابة لأنها وظائف تقليدية روتينية بلا أي ابتكار في تنفيذ أداءها وماهية إنتاجها بعكس المحامين أو القضاة والمستشاريين وغيرهم من وظائف
وصرح حجازي في حديثه لـ'أهل مصر' أنه يمكن الإستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل كبير في تحليل أعمال مصنفات الملكية الفكرية وتضمين حقوق أصحاب كل عمل أو منتج لمنع سرقة ملكيته والحفاظ على التراث والإنتاج الفني التقني، لكنه في الوقت نفسه سيكون له أثر سلبي في صناعة المحتوى التشريعي أو صياغة مذكرات قانونية من مخزون معلوماتي لا يملكه ولايملك حق استخدامه تم إدخاله مسبقا مما يخالف الملكية الفكرية لكنه سيصعب تحديد معالم سرقته
أيمن عصام : دور التكنولوجيا تقديم التحليلات اللازمة للمساعدة في اتخاذ القرارات التشريعية
ايمن عصام
من جانبه قال أيمن عصام خبير التشريعات ورئيس قطاع العلاقات الخارجية والقانونية بشركة فودافون مصر أن هذه الفكرة بدأت خلال الفترة الماضية حتى ظهرت اليوم العديد من البرامج والتي تكتب العقود ومذكرات الدفاع القانونية عن طريق الذكاء الاصطناعي وكشف عصام في تصريحات لـ'أهل مصر' أن 'هارفي ايه آي' يجب عليه تقديم القدرات التحليلية لقضايا ومذكرات ومعلومات متفرقة تساعد المحامي علي ايجاد ثغرات قانونية للدفاع عن عملائه أو لمساعدة القضاة في ايجاد تسلسل الأحداث أو الدفاع القانونية وتسهيل القرار عليهم…
وأوضح عصام أن هذا المجال سيؤثر بشكل كبير على مجرى العدالة بشكل ايجابي في بداية الأمر لأنه سيتيح فرصة أكبر لإيصال الموضوع بشكل أكثر وضوحا للقضاء أو متخدي القرار في اي نزاع كما سيؤدي لتأثيرات سلبية على المدى الطويل لأن طبيعة البشر تعتمد على التكنولوجيا لتسهيل الخدمات الحياتية مما سيتبعه ضعف عضلات الانسان القانونية والمنطقية لصالح التكنولوجيا ضاربا مثالا بذاكرة الإنسان في حفظ أرقام هواتف المحمول واستخدام الآله الحاسبة وإضعاف القدرة علي الحساب البدائي من بعد الاعتماد عليها) مشيرا على حد وصفه إلى أن 'الانسان الذي سيكون قادر على الحصول حقه أو الدفاع عن نفسه ليس صاحب الحق ولكنه الأجدر في التعامل مع التكنولوجيا' وتابع عصام أن الأمر عبارة عن تصور مستقبلي لكل تطبيقات الحياة بعد عشر سنوات من التكنولوجيا والاعتماد علي الذكاء الصناعي وتطبيقاته والاعتماد على الإنترنت في حياتنا منوها أن الذكاء الاصطناعي سيصير تأثيره على الوظائف القانونية بما فيها المحاماة والقضاء من تقليل مجهودها وإعادة صياغتها حتى يصبح المتفوق في التكنولوجيا هو الأكثر حظا.
أهلية مخرجات الذكاء الاصطناعي التوليدية للحماية القانونية
وكان مكتب حقوق الطبع والنشر فى الولايات المتحدة (USCO) ومكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي (USPTO) بنشاط في التقاضي واعتبارات السياسة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.وركز مكتب حقوق الطبع والنشر فى الولايات المتحدة USCO على أهلية مخرجات الذكاء الاصطناعي التوليدية للحماية القانونية، فإذا كان الذكاء الاصطناعي التوليدي قادرا على إنتاج مواد معبرة مما يقدم له، فإن USCO له رأي آخر، ففي فبراير الماضى، ألغى USCO جزئيًا تسجيل رواية مصورة للفنان كريس كشتانوفا، مشيرا إلى أن الصور التي تم إنشاؤها بواسطة التكنولوجيا لم تكن نتاجًا للتأليف البشري.
ت ليجال
وتهدف مبادرة USCO للذكاء الاصطناعي، التي تم إطلاقها في مارس، إلى دراسة قضايا السياسة التي أثارها قانون حقوق النشر والذكاء الاصطناعي التوليدي وأوضح مكتب USCO أيضًا تطبيق إرشادات السياسة المحدثة الخاصة بها على التراخيص القانونية والإتاوات الناتجة عن التراخيص الشاملة، وشدد على أهمية التحقيق في حقوق الطبع والنشر للأعمال عندما تكون هناك مؤشرات على أنها تفتقر إلى التأليف البشري، مثل عندما يدعي مؤلف الأغاني عددًا غير عادي من الأعمال التي تم إنشاؤها في فترة قصيرة أو عندما يكون الذكاء الاصطناعي متورطًا.