اطلقت مؤسسة تطبيق سند للتنمية الشاملة مبادرة “الكرتونة الإلكترونية” خلال شهر رمضان المبارك، والتي تستهدف الوصول إلى مليون مستفيد من الأسر الأكثر احتياجًا على مستوى محافظات الجمهورية، عبر آلية رقمية مبتكرة تضمن العدالة والشفافية في توزيع الدعم الغذائي.
وتهدف المبادرة إلى تطوير نموذج “كرتونة رمضان” التقليدي، واستبداله بمنظومة إلكترونية متكاملة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة، بما يضمن وصول الدعم لمستحقيه الحقيقيين بالشكل اللائق، ويحفظ كرامة المستفيد، ويعزز ثقة المتبرعين في مصير تبرعاتهم.
تعتمد مبادرة الكرتونة الإلكترونية على تلقي التبرعات من رجال الأعمال والشركات والأفراد من خلال وسائل الدفع الإلكتروني المختلفة، سواء عبر البطاقات البنكية أو خدمات التحويل الفوري، مع إصدار إيصالات رسمية للمتبرعين طبقًا لقانون الجمعيات والمؤسسات الأهلية.
وتقوم فرق العمل والمتطوعون بالمؤسسة بمراجعة وتوثيق بيانات الأسر المستحقة، ثم تسجيلها على تطبيق “سند”، ليتم إرسال رسالة نصية قصيرة (SMS) إلى هاتف المستفيد تحتوي على كود إلكتروني مميز. ويتيح هذا الكود للمستفيد صرف احتياجاته الغذائية مباشرة من أقرب مجمع استهلاكي معتمد، بعد التحقق من الرقم القومي، بما يمنع أي تكرار أو ازدواجية في الصرف.
وأكدت المؤسسة أن مبادرة الكرتونة الإلكترونية تمثل بديلًا أكثر تنظيمًا وأمانًا صحيًا لصور الإطعام الجماعي التي يتجه إليها البعض خلال شهر رمضان، حيث تقلل من التكدس والزحام، وتضمن وصول الدعم إلى مستحقيه دون وسطاء أو تجمعات قد تهدد السلامة الصحية.
كما تمنح المبادرة المستفيد حرية اختيار احتياجاته الأساسية من السلع الغذائية، بدلًا من الحصول على محتويات ثابتة قد لا تناسب جميع الأسر، وهو ما يحقق بعدًا إنسانيًا واجتماعيًا أكثر كفاءة وعدالة.
وتسهم المبادرة في القضاء على الهدر الكبير الناتج عن طباعة الكراتين الورقية، وتكاليف التخزين والنقل والتوزيع، وهي نفقات كانت تستهلك جزءًا معتبرًا من قيمة التبرعات.
وبفضل الكرتونة الإلكترونية، يتم توجيه هذه الوفورات مباشرة إلى دعم الأسر المحتاجة، ما يزيد من القيمة الفعلية التي يحصل عليها المستفيد.
كما تعتمد المبادرة على المجمعات الاستهلاكية المنتشرة على مستوى الجمهورية، والتي تتميز بتوافر السلع الأساسية بجودة مناسبة وأسعار عادلة، الأمر الذي يسهم في تخفيف الضغط على الجمعيات الأهلية، ويضمن وصول الدعم للمواطنين بشكل منظم وآمن.
وتؤكد مؤسسة تطبيق سند للتنمية الشاملة أن المبادرة تتماشى بشكل كامل مع استراتيجية الدولة المصرية للتحول الرقمي، حيث تعتمد على منظومة إلكترونية موحدة لتسجيل التبرعات، وتوثيق المستفيدين، ومتابعة عمليات الصرف لحظيًا، بما يعزز مبادئ الحوكمة والشفافية في العمل الخيري، ويحوّل الدعم الموسمي إلى نموذج مؤسسي مستدام
وقال الدكتور إسلام نصر الله، رئيس مجلس أمناء مؤسسة تطبيق سند للتنمية الشاملة:
“مبادرة الكرتونة الإلكترونية تمثل تحولًا حقيقيًا في مفهوم الدعم الرمضاني، فهي أكثر أمانًا صحيًا من الإطعام الجماعي، وأكثر عدالة وشفافية، وتتوافق مع توجه الدولة نحو التحول الرقمي. هدفنا الوصول إلى مليون مستفيد خلال الشهر الكريم، وضمان أن تصل كل تبرعات الخير إلى مستحقيها بالكامل دون هدر.”
وأضاف أن المؤسسة تمتلك الجاهزية الفنية والبشرية لتطبيق المبادرة على مستوى الجمهورية، بالتعاون مع الجهات المعنية، بما يسهم في تعظيم الأثر الاجتماعي للتبرعات خلال شهر رمضان.
وتؤكد مؤسسة تطبيق سند للتنمية الشاملة أن مبادرة “الكرتونة الإلكترونية” تمثل نموذجًا عصريًا للتكافل الاجتماعي القائم على التكنولوجيا، وتسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية، ودعم الأسر الأكثر احتياجًا بطريقة تحفظ كرامتها، وتواكب متطلبات العصر.