يحتفل العالم اليوم الثلاثاء الثاني من شهر فبراير كل عام، بيوم الإنترنت الآمن تحت شعار "معًا من أجل إنترنت أفضل"، حيث تتضامن اللجان الوطنية للإنترنت الآمن في جميع أنحاء العالم لإقامة عددٍ من الفعاليات تهدف إلى رفع الوعي المجتمعي بالاستخدام الآمن والمسؤول للإنترنت.
يأتي ذلك عن طريق مناقشة القضايا المتصلة باستخدام الإنترنت والتي تحظى باهتمام العالم، سواء كانت من المخاطر والسلبيات كالتنمر في صورته السيبرانية إن جاز التعبير، أو على الجانب الآخر إيجابياته وفوائده التي لا يمكن إنكارها لاسيما في تسهيل توفير المعارف والمعلومات للدارسين والباحثين من كافة الأعمار.
وبدأ تاريخ اليوم العالمي للإنترنت الآمن كمبادرة من الاتحاد الأوروبي وشبكة Insafe عام 2004 وكان الاحتفال الأول به عام 2005 في نطاق بعض الدول الأوروبية.
وعاماً بعد عام، تخطت الاحتفالات حدود أوروبا وازداد عدد الدول التي تحتفل به حتى أصبحت تتسابق فيما بينها لإقامة الفعاليات والأنشطة المختلفة التي تولي اهتماماً كبيراً برفع الوعي بهذه القضية، التي باتت محورية في ظل التزايد المطرد للدور الذي تلعبه الشبكة العنكبوتية في حياتنا اليومية.
وليس غريباً أن يكون الأطفال هم الفئة المستهدفة من هذه المبادرة. فأطفال اليوم غير الواعين هم شباب الغد الأكثر عرضة للمخاطر السيبرانية.
والعكس أيضًا صحيح فطفل اليوم الواعي هو شاب المستقبل الواعد. كما تهتم المبادرة أيضًا بتوعية الآباء والتربويين وكل من يتعاطى مع الأطفال في مؤسسات الرعاية المختلفة.
ولم تكن لهذه الحملة أن تحقق النجاح والانتشار على مدار السنوات الماضية لولا دعم أصحاب المصلحة من المنظمات الدولية المختلفة وشركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وبالطبع الحكومات وصناع القرار في جميع أنحاء العالم.
لذا يٌمكن القول إن هذه الفعالية أصبحت ضمن الأجندة السنوية الدولية للكثير من هذه المنظمات سواء كانت حكومية مثل الاتحاد الدولي للاتصالات واليونيسيف، أو غير الحكومية مثل مؤسسة FOSI وشبكة Insafe.
فهذه الجهات تقدم الدعم للدول لرفع وعي أطفالها بهذه القضية فتدعم الحملات التوعوية داخل المدارس وتقدم المحتوى المطلوب للأنشطة المختلفة بشكل شائق يجذب الطفل، فيُعلمه بمتعة من خلال ألعاب أو فعاليات وورش عمل تجمع أطفالاً من دولٍ مختلفة على نقاش قضايا مثل التنمر عبر الإنترنت أو حماية الأطفال من المخاطر السيبرانية كالتحرش والقرصنة.
كما يتعلم الأطفال أيضًا الفرص التي يوفرها لهم عالمهم الرقمي، خاصة وهم المواطنون الرقميون الذين وُلدوا في عصر الإنترنت. لذا فلا غرابة في أنهم يتعلمون هذه الأمور ويستوعبونها بسرعة تُدهش آباءهم ومعلميهم في أحيان كثيرة، بل أن منهم من يُحصِّل مستويات تفوق ما وصل إليه معلموهم في سنٍ مبكرة.
فقضية أمن الإنترنت بشكل عام وحماية مستخدميه من الأطفال بشكل خاص تمثل تحدٍ عالمي، لهذا يجب التعاطي معه بمنظور عالمي، بتضافر جهود أصحاب المصالح والمهتمين بالطفل. ومن هنا تبرز أهمية هذه الحملة التي تسعى أن يكون الإنترنت فضاءً يتسع للجميع، يتم استخدامه استخدامًا مسؤولًا وواعياً ويفتح الآفاق للبحث والنقد والإبداع بأمان ودون مخاطر.