لا تتقبل النساء عموما، فكرة أن يتزوج زوجها وشريك حياتها بامرأة ثانية، فهذا الأمر يسبب للمرأة كثيرا من الغيرة واحتراق القلب والشعور بأنها غير مكتملة ينقصها شيء، وتتعرض لضغوط نفسية كبيرة، فما بالك مريضة سرطان الثدي التي تحتاج في الأساس إلى دعم نفسي، وسند حتى تتعافى من هذا السرطان، فكيف لتلك المرأة يمكن أن تتقبل أن زوجها يتزوج بأخرى، كيف تتقبل فكرة التخلي عنها في أصعب معركة في حياتها، وكيف تستوعب نفسيتها الهشة تلك الخذلان من شريك حياتها التي تعتقد أنه درع الآمان الذي تستند عليه، كيف تتقبل الصدمة.
جيهان الأصيل
جيهان الأصيل، مقدمة الدعم النفسي لمريضات السرطان، ورئيس مؤسسة كانسر كير، كشفت لـ'أهل مصر'، طرق الدعم النفسي لمريضة سرطان الثدي في حالة إذا تزوج زوجها بأخرى.
وقال جيهان الأصيل: هناك الكثير من الحالات التي تأتي إلينا من النساء التي أصيبت بسرطان الثدي ثم قرر زوجها الزواج بأخرى، وفي هذه الحالة تتعرض لأزمة نفسية كبيرة، ويكون لديها اعتقاد أن لديها مشكلة ومعيبة وأنها ليست سيدة مكتملة من وجهة نظر شريكها، وتأثير الصدمة عليها يكون صعبا جدا.
الدعم النفسي من صدمة الرفض
وأضافت: نبدأ بالدعم النفسي، ونركز على أن الرأى الآخر وحده لا يكون مصدر الحكم عليها، فهي امرأة كاملة وسيدة بشهادة الخالق عز وجل، ولا يعنى أنها ابتليت بهذا المرض، أن بها شيئا خطأ أو أنها وصمة عار، وندعمها نفسيا حتى تتعافي من صدمة الرفض، لأنها تشعر أنها مرفوضة من الطرف الآخر وشريك حياتها.
التعامل مع الأمر الواقع
و استطردت مقدمة الدعم النفسي: الأمر الثانى نجعلها تتعامل مع الأمر الواقع، وما حدث، وأجعل لديها استعدادا لتقبل الفكرة، ونبدأ في سؤالها، هل هى بالفعل يمكن أن تتعايش وتتقبل الوضع مع زوجها في وجود زوجة ثانية، لأن هناك ظروفا كثيرة تحكم هذه الجزئية، منها السكن والمصاريف وتربية الأولاد والإنفاق عليهم، وهذه العوائق إذا كانت غير موجودة في حياتها، يسهل عليها الاختيار، لأن الاختيار في ظل قيد يختلف عن الاختيار بدون قيود وفقا لرغبتها.
هل تقبلين الاستمرار في ظل زوجة ثانية أم الحياة بدونه؟
وتابعت جيهان الأصيل: 'نبدأ الحديث بخصوص، هل تقبلين الاستمرار في ظل زوجة أخرى، فإذا لم تتقبلي، كيف تتدبرين حياتك، وهتعيشي حياتك ازاى هل لديك استعداد تبدأي حياة جديدة بدونه وتعتمدي على نفسك، وخصوصا أن كتير من الرجال الذين يتزوجون مرة أخرى يترك لها الجمل بما حمل، من تربية أولاد ومصاريف أو هناك من يقلل المصاريف لانشغاله بالزوجة الثانية'.
واختمت جيهان الأصيل، فتحتاج عملية الدعم النفسي لمريضة سرطان الثدي الي زوج عليها زوجها، عدة مراحل من تأهيل نفسي، وتأهيل تقبل الموضوع والفكرة وتأهيل آخر للاعتماد على النفس بأنها ه تبدأ تشتغل وتعمل من جديد أو تعود للتعليم، أو عمل يدوي للكسب، ولكن في بعض الحالات للأسف يكون الأمر خارجا عن الاختيار، كونها ليس لديها شهادة وكبيرة في السن'.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
