اعلان

اختار أن يظل "طبيب الغلابة".. تفاصيل رفض الدكتور محمد مشالي قبول مساعدة مالية من الشاب الإماراتي "غيث"

دكتور مشالى
دكتور مشالى

اختار منذ البداية أن يكون بين البسطاء، يشاركهم أفراحهم ويواسيهم في أحزانهم، صمم أن يكون معهم في كل وقت، ولهذا قرر أن تكون عيادته الطبية في حي شعبي يقطنه الآلاف الفقراء؛ إنه الدكتور محمد عبدالغفار مشالى ، المعروف بـ"طبيب الغلابة"، ذلك الطبيب سبعينيُ العمر، الذى وضع الزمن بصماته على ملامح وجهه، مثلما وضعها من قبلُ على جدران عيادته الصغيرة المجاورة لمسجد العارف بالله سيدي أحمد البدوى بمدينة طنطا في محافظة الغربية.

عيادة الدكتور مشالي، شاهدة على تاريخ طويل من العطاء الإنساني لطبيب اختار أن يكون يد العون التي تنقذ الفقراء وتضمد جراحهم وتخفف عنهم من وطأة ألم المرض؛ حيث مر على هذه العيادة الآلاف المرضى من كافة محافظات مصر، وأمام هؤلاء الألوف وبرغم مرور سنواتٍ طويلة من افتتاحه عيادته ظل "طبيب الغلابة" كما هو، معطاءً ومحبًا لعمل الخير، ولم تغره الدنيا أو تتشوق نفسه لجمع المال.

وبالأمس الجمعة، كان الدكتور مشالي، مع اختبار جديد أوقعه فريسة بين أمرين؛ فإما الاستمرار كما اعتاده البسطاء "معطاءً لأبعد الحدود"، أو اختيار أن يتم تكريمه على ما قدمه للفقراء؛ إلا أنه وكعادته اختار أن يظل كما هو طبيب الغلابة الذي يمنح دون انتظار المكافأة.

الدكتور مشالي مع الشاب الإماراتي غيث

بداية القصة كانت عند زيارة الشاب الإماراتي "غيث"، والذي لا يعرف الكثيرين ملامح وجهه، لـ"طبيب الغلابة" في مقر عيادته بطنطا، وذلك لتصوير حلقة جديدة من برنامج "قلبي اطمأن"، والمخصص لتقديم مساعدات للمحتاجين والبسطاء.

وكالمعتاد في برنامجه عرض "غيث" في نهاية الحلقة مساعدة مالية سخية على الدكتور محمد مشالي؛ إلا أن الشاب الإماراتي فوجئ - ولأول مرة في البرنامج - بطبيب الغلابة يرفض تلقي أي مساعدات مالية من غيث.

الدكتور مشالي مع الشاب الإماراتي غيث

الشاب الإماراتي "غيث"، خلال برنامجه سأل الدكتور مشالي: لماذا حددت تكاليف الكشف في عيادتك بـ 10 جنيهات فقط؟ فأجاب طبيب الغلابة: "أنا بعتبر عملي من باب زكاة، ونوع من أنواع التقرب إلى الله، وفرصة لمساعدة الفقراء والمحتاجين تنفيذاً لوصية والدي".

الدكتور مشالي مع الشاب الإماراتي غيث

"طبيب الغلابة" أكد لـ"غيث"، أن نشأته كانت بسيطة، موضحًا: "أنا لا أريد سيارة طولها 10 أمتار، وبدلة ثمنها 10 آلاف جنيه، أنا أي حاجة تكفيني"، وتسببت الكلمات الأخيرة في بكاء الشاب الإماراتي تأثرًا بعبارات الطبيب النبيل، وتقديرًا لكرمه وحبه للفقراء.

"غيث" حاول أن يقنع "طبيب الغلابة" بقبول المساعدة المالية التي يمنحها البرنامج؛ إلا أن الأخير تمسك بالرفض، ووجه الشاب الإماراتي للتبرع بالمال لصالح دار الأيتام الكائنة بشارع سعيد في طنطا، واكتفى بقبول سماعة طبية بسيطة كهدية.

يذكر أن "قلبي اطمأن"، هو برنامج إماراتي خيري عُرض رسميًا لأول مرة في 13 مايو عام 201، وحقق نسب مشاهدات وتفاعلات عالية، ويهتم البرنامج هذا العام بعرض نماذج من الأعمال الخيرية في شهر رمضان، التي يمكن أن يقوم بها أي شخص، في محاولة لأن يبحث كل شخص عن الخير الذي بداخله.

ومنذ بداية عرض البرنامج، حرص مقدمه الشاب الإماراتي "غيث"، على الظهور وهو يخفي ملامح وجهه، وتصدر اسم برنامج "قلبي اطمأن" قائمة الأكثر تداولا "التريند" في معظم دول الخليج تقريبا خاصة خلال شهر رمضان.

ويعرض برنامج "قلبي اطمأن" حالات اجتماعية واقعية، ويعمل هذا الشاب الإماراتي غيث على مساعدتها، متنقلا في مختلف دول العالم من الأردن إلى مصر والعراق وسوريا وأوغندا.

وتعمد القائمون على البرنامج إخفاء شخصية غيث، والتركيز على عمل الخير الذي يقوم به، ويقوم كل موسم بتغيير ملابسه بحيث لا يمكن لأحد التعرف على شخصيته.

الدكتور مشالي مع الشاب الإماراتي غيث

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً